كانو: أعلن الجيش النيجيري الثلاثاء ان قوة تشارك فيها أربع دول في غرب افريقيا شنت عملية عسكرية كبيرة ضد جهاديي جماعة بوكو حرام.

وتستهدف قوات من نيجيريا والدول المجاورة لها كاميرون وتشاد والنيجر فصيلا لبوكو حرام يقوده ابوبكر الشكوي في غابة سامبيزا، وفصيلا آخر يقوده مامان نور في بحيرة تشاد، في شمال شرق نيجيريا.

ووفقا للجيش النيجيري فقد تم القضاء على اعداد من الجهاديين، واجبر المئات على الاستسلام في الايام الاخيرة. وقال مسؤول عسكري كبير في ابوجا ان نور قد جرح، وقتلت احدى زوجاته في قصف جوي.

وقال المتحدث باسم الجيش الجنرال ساني عثمان الاثنين ان الشكوي "ينتظر هزيمته". وافاد الثلاثاء ان العملية التي تحمل اسم "اللكمة العميقة 2" تحقق "تقدما كبيرا". لكنه قال ان ان اربعة جنود "دفعوا ثمنا باهظا" وتسعة آخرين جرحوا في هجوم انتحاري على آلية عسكرية قرب معسكر الشكوي الاثنين.

وتسعى بوكو حرام من خلال تمردها منذ عام 2009 الى انشاء دولة اسلامية متشددة في شمال شرق نيجيريا، وادى القتال الى مقتل 20 الف شخص على الاقل وتهجير أكثر من 2,6 مليون. وكان الرئيس النيجيري محمدو بخاري الذي من المتوقع ان يترشح لولاية ثانية العام المقبل قد تعهد في برنامجه الانتخابي عام 2015 بالقضاء على بوكو حرام.

وقد اعلن مرارا مع قادته العسكريين ان الجماعة المرتبطة بتنظيم داعش هي بحكم المنتهية، لكن هجمات ما زالت تقع في مناطق نائية بشكل منتظم.

واعلن فصيل "نور" الذي يطلق عليه اسم "الدولة الاسلامية في منطقة غرب افريقيا" الجمعة مسؤوليته عن هجوم في اواخر ديسمبر على قاعدة عسكرية نيجيرية ادى الى مقتل تسعة جنود. كما ان الشكوي ظهر في فيديو جديد الثلاثاء متبنيا سلسلة من الهجمات الاخيرة في مايدوغوري عاصمة ولاية بورنو وبلدات مجاورة لها.

تحصينات كبيرة
والشكوي زعيم بوكو حرام منذ عام 2009 كان بايع تنظيم داعش عام 2015، في الوقت الذي كانت فيه الهجمات المعاكسة للجيش النيجيري تحقق بعض المكاسب.

لكن ما اثار غضبه في اغسطس 2016، هو اعلان تنظيم داعش منح دعمه للفصيل الذي يقوده ابو مصعب البرناوي ابن مؤسس بوكو حرام محمد يوسف. وينظر الى نور اليد اليمنى للشكوي سابقا ومهندس هجوم عام 2011 على مكاتب الامم المتحدة في ابوجا على انه زعيم التنظيم الفعلي وان البرناوي ليس سوى زعيم صوري. 

وتتركز العمليات ضد الشكوي في مخبئه في منطقة باريسو في ولاية بورنو، بحسب مصادر في الجيش والميليشيات. ويقول زعيم ميليشيا مساندة للجيش النيجيري ان الهجوم الانتحاري بالسيارة الذي قتل الجنود وقع في قرية لاغارا حيث اجبر الجنود على التوقف بسبب الالغام الارضية التي زرعتها بوكو حرام. 

وقال "هناك الغام في كل المستنقعات التي تؤدي الى معقل الشكوي، ما يصعّب مهمة الوصول الى المعسكر امام الجنود". واضاف "ما ان يعبر الجنود النهر، حتى يصبحون في باريسو، ويصبح الشكوي بمتناولهم هذه المرة لانه محاصر". وتمكن الشكوي الذي ادعت السلطات عدة مرات القضاء عليه من الهرب في مناسبات عديدة سابقة.

اما نور الذي يعتقد ان لديه ارتباطات بتنظيم القاعدة في شمال افريقيا فقد ذكر انه جرح في غارة جوية على معسكر للمتمردين في جزيرة تومبين كاري في بحيرة تشاد. وكان انتقل الى هناك من مركز قيادته في تومبين غيني في الاسبوع الماضي بحسب زعيم احدى الميليشيات.

وقال هذا القائد ان "مامان نور لم يتواجد في موقع واحد معين. لقد تنقل بين الجزر التي يسيطر عليها ليتجنب الاعتقال"، مضيفا "لم يكن محظوظا هذه المرة". وحذرت الوكالات الأمنية المواطنين من ان مقاتلي نور والبرناوي "يحاولون الاندماج في مجتمعات أخرى" في الولايات الشمالية في كانو ويوبي وجيغاوا. وقالت "هناك مخاوف ان الارهابيين سيحتمون بين السكان المدنيين وسيعمدون الى اثارة الفوضى".