«إيلاف» من الرباط: في أول لقاء له بمسؤول مغربي رفيع، عبر كولين ستيوارت، الرئيس الجديد لبعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام بالصحراء "مينورسو "، عن "التزامه بمواصلة الجهود الرامية إلى احترام الاتفاقات العسكرية والعودة إلى الوضع السابق بمنطقة الكركرات( المنطقة العازلة بالصحراء)" ، طبقا لتوجيهات الأمين العام للأمم المتحدة في 6يناير 2018.

وجرى استقبال ستيوارت، الذي عين بداية ديسمبر الماضي رئيسا للمينورسو من طرف الأمين العام للأمم المتحدة، صباح اليوم في الرباط من لدن وزير الداخلية المغربي عبد الوافي لفتيت، الذي "جدد تحذير السلطات المغربية من استمرار استفزازات ومناورات جبهة البوليساريو في المنطقة العازلة على الحدود المغربية - الموريتانية، مشيرا إلى أن "من شأن تداعيات هذه الاستفزازات المساس بالسلم والأمن في المنطقة، وعرقلة مسلسل المفاوضات بخصوص موضوع النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، بشكل جدي".

وخلال هذا الاستقبال، الذي حضره حميد بارز، العامل (المحافظ) المكلف التنسيق مع " مينورسو "، وألكسندر إيفانكو، مستشار رئيس البعثة ، أكد وزير الداخلية المغربي للمسؤول الأممي دعم سلطات بلاده له خلال أداء مهامه ومساندتها الموصولة لبعثة" مينورسو" في تنفيذ مهمتها.

وتزامن تعيين كولين رئيسا لبعثة " مينورسو " بداية ديسمبر الماضي مع تصعيد جبهة البوليساريو لعملياتها العسكرية على الحدود المغربية -الموريتانية.

وسبق ل" بوليساريو" أن نشرت عناصر مسلحة في منطقة الكركرات التي يعبرها الطريق البري الوحيد بين المغرب وموريتانيا في أغسطس 2016، وذلك عقب إطلاق المغرب لأشغال تعبيد وإصلاح الطريق بين البلدين وقيامه بحملة لمكافحة التهريب على الحدود. ونصب مسلحو جبهةًالبوليساريو، التي تدعمها الجزائر، حواجز في منطقة الكركرات معرقلة حركة النقل البري بين المغرب وموريتانيا، الشيء الذي رد عليه المغرب بنشر قواته المسلحة بالمنطقة. وأمام هذا التصعيد تدخل الأمين العام للأمم المتحدة خلال شهر فبراير من العام الماضي داعيا الطرفين إلى سحب قواتهما من المنطقة. وأعلن المغرب الانسحاب من طرف واحد، فيما استمرت جبهة البوليساريو في المنطقة إلى غاية أبريل عقب إنذار شديد اللهجة من مجلس الأمن.

وعادت جبهة البوليساريو إلى تعصيد عملياته في المنطقة العازلة منذ ديسمبر الماضي ، عبر تنظيم مناورات عقب تسلمها دفعة من الأسلحة الجزائرية. وفي سياق ذلك ، تعرض مسلحو الجبهة لسبيل المشاركين في رالي تحدي الصحراء الدولي، وهددوا بالتعرض لرالي موناكو - دكار الأسبوع الماضي، الشيء الذي استدعى تصريحا قويا للأمين العام للأمم المتحدو أنطونيو غوتيريس، الذي أمر فيه جبهة البوليساريو بالكف عن عرقلة حركة النقل المدني والتجاري بالمنطقة، معبرا عن قلقه إزاء التصعيد العسكري الذي بات يهدد اتفاقية وقف إطلاق النار. 

وفي سياق ذلك ، رفع المغرب درجة التأهب العسكري في محافظاته الجنوبية، خصوصا مع استمرار تهديدات جبهة البوليساريو بالتصعيد ، ملوحين بتنفيذ عمليات تستهدف المغاربة والمصالح الإقتصادية بالمنطقة.