الرباط: ربطت مصادر أمنية إسبانية ومغربية حادث إطلاق النار من طرف البحرية الملكية المغربية على زورق سريع شمال المغرب بشبكة دولية لتهريب المخدرات عبر حدود البلدين، والتي وسعت نشاطها ليشمل تهريب المهاجرين غير الشرعيين.

وللإشارة فإن الحادث الذي وقع الثلاثاء الماضي أدى إلى مقتل شابة مغربية من مدينة تطوان وإصابة مغاربة آخرين بجراح واعتقال السائق الإسباني للزورق.

وأشار مصدر أمني مغربي إلى أن شبكات تهريب المخدرات أصبحت تستعمل المهاجرين كدروع بشرية للتغطية على نشاطها.

وقال المصدر ل"إيلاف المغرب" ان مهربي المخدرات ينقلون عددا من المهاجرين السريين على متن القوارب التي يستعملونها،وعندما يتم ضبطهم من طرف وحدات البحرية المغربية أو الإسبانية يقومون بإلقاء حمولة القوارب من المخدرات في البحر. ويتحولون من مهربي مخدرات إلى مجرد متورطين في محاولة للهجرة غير الشرعية".

وأضاف المصدر أن العديد من المهاجرين السريين يجدون أنفسهم متورطين في عمليات للتهريب الدولي للمخدرات دون إرادتهم. فعندما ينجح القارب في العبور إلى الضفة الأخرى يطلب المهربون من المهاجرين حمل المخدرات التي جلبوها معهم في سفر طويل داخل الأراضي الإسبانية.

وغالبا ما يسافرون ليلا ويختبؤون نهارا، حسب شهادات بعض العائدين. وفي نهاية المطاف، بعد تسليم المخدرات ينقل المهاجرون السريون إلى إحدى المدن الإسبانية حيث يتم التخلي عنهم. وغالبا ما يوقفهم الأمن الإسباني ليعاد ترحيلهم إلى المغرب.

ونشرت الصحف الإسبانية تقريرا أمنيا حول العملية الأخيرة التي أحبطتها وحدة قتالية تابعة للبحرية الملكية المغربية.

وأشار التقرير إلى أن الزورق المطاطي السريع خرج من مكان على شاطئ مدينة مليلية التي تحتلها إسبانيا شمال المغرب، حوالي الساعة الرابعة بعد ظهر يوم الثلاثاء الماضي، مستغلا انشغال حرس الحدود الإسباني في تلك الساعة مع الاكتظاظ الذي تعرفه إحدى نقاط العبور القريبة من المدينة.

وأضاف التقرير أن سفينة تابعة للبحرية الإسبانية حاولت اعتراض طريق الزورق السريع، إلا أنه أفلت منها وتوغل في المياه الإقليمية المغربية قرب مدينة تطوان.

وأشار التقرير إلى أن وحدة تابعة للقوات البحرية المغربية حاولت إيقاف الزورق، إلا أن سائقه الإسباني شغل المحركات الجانبية وزاد من سرعة الزورق في محاولة للفرار، إلا أن الجنود المغاربة أطلقوا النار على الزورق، الشيء الذي أدى إلى مقتل إحدى راكباته وجرح آخرين.

وكشف التقرير إلى أن مثل هذه الزوارق السريعة تستعمل عادة في تهريب المخدرات، وغالبا ما يكون ركابها مسلحين.

وأضاف أن المهاجرين كانوا مختبئين وسط القارب بحيث يبدون من بعيد مثل الأكياس التي تستعمل لنقل المخدرات، مشيرا إلى أن الجنود الذين أطلقوا النار لم يكونوا يعلمون بوجودهم.

وأوضح التقرير إلى أن الزورق تابع لشبكة تهريب المخدرات والمهاجرين والتي يوجد عناصرها في إسبانيا وشمال المغرب، مشيرا إلى أن الشبكة وسعت نشاطها ليشمل نقل المهاجرين غير القانونيين مقابل 1000 يورو للشخص الواحد.

وأوضح التقرير أن الشبكة كانت تستعمل إشهارات (اعلانات) كاذبة على شبكات التواصل الاجتماعية، من قبيل تنظيم رحلات مجانية لفائدة الشباب إلى إسبانيا، كوسيلة لتصيد ضحاياها الراغبين في الهجرة إلى إسبانيا.

وأشار التقرير إلى أن الأمن المغربي والإسباني أطلقا حملة مشتركة لتفكيك هذه الشبكة واعتقال عناصرها في شمال المغرب وداخل إسبانيا.

وللإشارة فإن الأمن المغربي يحقق مع ستة أشخاص، خمسة منهم في حالة اعتقال والسادس في حالة سراح، والذين اعتقلوا عقب حادث إطلاق النار من طرف البحرية المغربية الثلاثاء الماضي.