نصر المجالي: يبدو أن العلاقات الفرنسية - الإيرانية في طريقها إلى الانهيار، بعد إعلان باريس قرارا بتجميد أموال تعود للمخابرات الإيرانية وأشخاص إيرانيين جاء على خلفية إحباط هجوم إرهابي استهدف منطقة شمال شرق باريس في يونيو الماضي.

وقال بيان مشترك لوزراء الداخلية، والخارجية، والاقتصاد الفرنسيين، اليوم الثلاثاء، "إن هذه الإجراءات المتخذة متعلقة بمحاولة تنفيذ اعتداء إرهابي تم إحباطه في 30 يونيو الماضي بمنطقة فيلبنت الفرنسية".

وتابع البيان أن "محاولة الاعتداء الخطيرة جداً والتي تم إحباطها لا يمكن أن تبقى من دون رد، ولهذا السبب قرر وزيرا الداخلية، جيرارد كولومب، ووزير الاقتصاد، برونو لومير، اتخاذ إجراءات بحق شخصيتين إيرانيتين، وهما أسد الله أسدي وسعيد هاشمي مقدم، بالإضافة لإدارة الأمن الداخلي التابعة لوزارة المخابرات والأمن الإيرانية، وذلك عبر تجميد أموالهم لمدة ستة أشهر".

وقال البيان: "فرنسا وعبر اتخاذها لهذه الإجراءات تؤكد على عزمها مكافحة الإرهاب على أراضيها". وصرح وزير الخارجية، جان إيف لودريان في البيان قائلاً: "الاعتداء الذي تم إحباطه في منطقة فيلبنت يؤكد على ضرورة اتباع نهج مختلف في العلاقات مع إيران".

وكان الاعتداء الإرهابي المحبط يستهدف تجمعا جماهيريا لمنظمة (مجاهدين خلق) المعارضة الإيرانية الرئيسية.

دبلوماسي متورط&

وسمحت محكمة ألمانية يوم الاثنين بتسليم دبلوماسي إيراني لبلجيكا للاشتباه بتورطه في مخطط للاعتداء على تجمع للمعارضة الإيرانية في فرنسا. وقالت المحكمة إن الدبلوماسي أسد الله أسدي الذي يعمل في سفارة بلاده في النمسا &منذ 2014، متورط بإعطاء قنبلة لزوجين بلجيكيين من أصول إيرانية لتنفيذ هجوم في باريس.

ونوهت المحكمة إلى إن الرجل لا يمكنه المطالبة بالحصانة الدبلوماسية، لأنه كان اعتقل خلال قضاء إجازة في المانيا.

ونفت إيران هذه المزاعم واصفة إياها بأنها "عملية زائفة" لتخريب محاولاتها الرامية لإنقاذ الاتفاق النووي، وقدمت مذكرة احتجاج رسمية لكل من سفيري فرنسا وبلجيكا والقائم بأعمال السفير الألماني لدى إيران.

وكانت السلطات البلجيكية اعتقلت الاثنين الآخرين وهما من أصول إيرانية ويحملان جنسيتها وهما أمير سعدوني ونسيم نعماني وهما من سكان انتويرب.

وأعرب مساعد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، خلال لقائه السفيرين، عن احتجاج بلاده على هذه الخطوة، مؤكدا حصانة الدبلوماسيين وفق اتفاقية فيينا. وطالب السلطات الألمانية بإطلاق سراح الدبلوماسي الإيراني فورا ودون قيود.

وكان أسدي أحد المشتبه بهم الذين أوقفوا في ألمانيا وبلجيكا وفرنسا في نهاية يونيو وبداية يوليو، بتهمة إعداد هجوم ضد تجمع لحركة "مجاهدين خلق" الإيرانية المعارضة في 30 يونيو بالقرب من باريس.