بعد إعلان إسرائيل عن مصانع صواريخ لحزب الله قرب مطار رفيق الحريري الدولي، يطرح السؤال عن إمكانية اتخاذ الأمر ذريعة من أجل اندلاع الحرب بين لبنان وإسرائيل.

إيلاف من بيروت: ينشغل الوسط السياسي اللبناني بالتهديدات الإسرائيلية للبنان، نتيجة ما أعلنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عن وجود مصانع لحزب الله لتطوير صواريخ، بهدف جعلها أكثر دقة، في منطقة الأوزاعي وقرب مطار رفيق الحريري الدولي، في كلمته أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك، إضافة إلى ما قاله في هذا الشأن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي.

السؤال الأساسي الذي يطرح في هذه الأوساط هو لماذا اختارت إسرائيل إثارة الموضوع في هذا التوقيت تحديدًا، إذا صح أن لديها المعلومات عن هذه المصانع منذ مدة، وما الهدف من الحملة السياسية الإعلامية التي تشنها على حزب الله ولبنان؟.

وهل تزامن الحملة الإسرائيلية مع التصعيد الأميركي ضد إيران ودورها في المنطقة والتحضير لعقوبات جديدة ضدها وضد حزب الله يجعل الإدعاء الإسرائيلي بامتلاك الحزب مصانع تطوير صواريخ في بيروت محاولة لتبرير أي عدوان في هذه الأجواء الدولية الإقليمية الملبدة، ما قد يستوجب من السلطات اللبنانية تحركًا يقطع الطريق على تحول هذه الإدعاءات إلى أمر واقع دولي، وما هي إمكانية شن حملة أو حرب إسرائيلية ضد لبنان اليوم؟.

بداية ونهاية
يقول النائب السابق خضر حبيب لـ"إيلاف": "لا أحد يعرف كيف تنتهي الحرب أو كيف تكون نعلم فقط متى ستبدأ في حالة كهذه، سبق وسمعنا التهديدات الإسرائيلية أنه في حال قام حزب الله بضرب إسرائيل، لبنان سيرجع إلى العصر الحجري، وكلنا نعرف القدرة العسكرية عند إسرائيل.

كبش محرقة
يتابع حبيب: "لا نريد أن يستعمل&لبنان ككبش محرقة لأغراض سياسية، وهذا ما حصل في طاولات الحوار السابقة من خلال جعل لبنان دولة محايدة في المنطقة، ووضع سياستها الخارجية بمكان محايد عن أي دولة أخرى، ولكن مع الأسف، رغم أخذ القرار على طاولة الحوار، لكن قرار حزب الله وسلاحه ليس بيده، إنما بيد إيران.

يضيف حبيب: "نتمنى أن يبقى لبنان محايدًا في ما خص أي نزاع إقليمي، لأن لبنان لا يحتمل أي ضربة عسكرية ضده".

الظروف
أما النائب قاسم هاشم فيلفت في حديثه لـ"إيلاف" إلى أن ما يردع أي حرب بين لبنان وإسرائيل هي الظروف التي قد لا تكون مواتية على المستوى العام، علمًا أن الإسرائيلي قد لا يكون جاهزًا لتلك الحرب على لبنان أو في المنطقة، ولكن نعرف أن الإسرائيلي قد لا يحدّد نتائج تلك الحرب، بعدما عاش تجربة 2006 التي كانت مريرة عليه، فهي تجربة دخل فيها بخطورة، علمًا أنه كان يخوض كل حروبه ضد العرب خارج حدوده على الأراضي العربية، هذه المرة كان جزءًا من الحرب داخل كيانه، وشعر بأنه مهدد، وهذا لم يحصل من العام 1948 حتى العام 2006.

مبرر وذريعة
يؤكد هاشم أن الإسرائيلي قد لا يتورع عن إيجاد أي مبرر أو ذريعة من أجل افتعال حرب مع لبنان، وفي كثير من الأحيان قد يفتش الإسرائيلي عن ذريعة، وقد لا يحتاجها، لأن هناك أياديَ كثيرة تعبث اليوم في لبنان، والعاملون على نهج التخريب كثر، وطبعًا الأدوات كثيرة، وقد تُشترى وتُباع هنا وهناك، وللإسرائيلي أصابع عدة، وأياديه قد تطال أكثر من مكان من خلال شبكاته.

ظروف مختلفة
يضيف هاشم: "لكن اليوم في ظل الظروف التي نعيشها وحدود توازن الرعب بين القوى ندرك أنه قد تكون هناك مغامرة في الإقدام على تلك الحرب، وقد يشكل الأمر رادعًا لأي عملية مستقبلية".

ويشير هاشم إلى أن كل الاحتمالات والفرضيات قد تكون جاهزة وواردة، منها مثلًا استهداف حزب الله داخليًا، من خلال العبوات الناسفة، وعلى الحدود من خلال اعتداء إسرائيلي على لبنان، والحرب مفتوحة بكل أوجهها وأساليبها، والوجه الأوسع هو الحرب على حزب الله ومشروعه، وهذا ليس سرًا.

التضامن
ويلفت هاشم إلى أن التضامن بين اللبنانيين يتوقف على نوايا كل فريق سياسي، وفي الظروف الصعبة وفي حالة الخطر الداهم على لبنان، كان الفرقاء يتناسون خلافاتهم بحدود كبيرة جدًا، وتصبح الأولوية لمواجهة الخطر الأساسي عليه.