اتّهمت بريطانيا وأستراليا الخميس &أجهزة الاستخبارات العسكرية الروسية بشنّ هجمات إلكترونية ضدّ مؤسّسات سياسية ورياضية وشركات ووسائل إعلام من حول العالم.

إيلاف: قال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت في بيان إنّ عملاء تابعين لأجهزة الاستخبارات العسكرية الروسية نفّذوا هجمات الكترونية متعددة "متهورة" وعشوائية".&

خرق للقوانين
تم ربط العديد من هذه الهجمات سابقًا بموسكو، بما فيها هجمات الفديات "باد رابيت"، الذي طاول مطار أوديسا في أوكرانيا، تشمل الهجمات أيضًا تسريبات وثائق سرّية ناتجة من اختراق قاعدة بيانات الوكالة العالميّة لمكافحة المنشّطات في سويسرا.

وقال هانت: "هذا النوع من السلوك يُظهر رغبتهم في أن يعملوا من دون اعتبار للقانون الدولي أو القواعد المعمول بها، وبأن يتصرّفوا مع شعور بالإفلات من العقاب وبدون النظر إلى العواقب".

أضاف "رسالتنا واضحة. بالتعاون مع حلفائنا، سنكشف ونردّ على محاولات أجهزة الاستخبارات العسكرية الروسية لتقويض الاستقرار الدولي".

ووفقًا لوزارة الخارجية البريطانية، استطاع المركز الوطني البريطاني للأمن المعلوماتي أن يُحدّد أنّ أجهزة الاستخبارات العسكرية الروسية تقف وراء العديد من الهجمات التي ارتُكبت في كل أنحاء العالم من جانب مهاجمين إلكترونيين معروفين.

كل الناس متضررون
لدى المركز الوطني البريطاني للأمن المعلوماتي "ثقة كبيرة" أنّ أجهزة الاستخبارات العسكرية الروسية "بكل تأكيد" مسؤولة عن هجمات 2017، كذلك الهجوم الذي طاول الحزب الديموقراطي الأميركي، وشكّل مقدّمةً لفضيحة التدخّل الروسي المزعوم في الانتخابات الرئاسية الأميركيّة في العام 2016.

وأشارت وزارة الخارجية البريطانية إلى أنّ هذه الهجمات الالكترونية التي شُنّت بشكل "عشوائي وغير قانوني" تعتبر "انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي"، وقد "أثّرت على مواطنين في العديد من الدول، بما في ذلك روسيا، وكلّفت الاقتصادات الوطنية" الملايين من الأموال.

قال هانت إن "هذه الهجمات المعلوماتية لا تخدم مصلحة أمنية وطنية مشروعة، بل تؤثر على قدرة الناس في جميع أنحاء العالم على مزاولة حياتهم اليومية من دون تدخل، بل حتى قدرتهم على الاستمتاع بالرياضة".

تابع إن "إجراءات أجهزة الاستخبارات العسكرية الروسية متهورة وعشوائية، فهي تحاول تقويض والتدخل في الانتخابات في بلاد أخرى، بل حتى على استعداد لإلحاق الضرر بالشركات الروسية والمواطنين الروس".

تدخل غير مقبول
وقال مصدر في الحكومة البريطانية إنّ أجهزة الاستخبارات العسكرية الروسية ترتبط بمجموعات قرصنة معروفة، وغالبًا ما تُقَدَّم على أنها مقرّبة من السلطات الروسيّة، بينها: "فانسي بير"، "ساندوورم"، "سترونتيوم"، "آي بي تي 28"، "سايبر كاليفيت"، "سوفايسي" و"بلاك إينرجي آكتورز".

أضاف المصدر "نظرًا إلى المستوى العالي من الثقة إزاء هذا (التقييم)، تعتقد الحكومة البريطانية أنّ الحكومة الروسية تتحمل المسؤولية".

والخميس، انضمت أستراليا إلى بريطانيا في اتهاماتها لأجهزة الاستخبارات العسكرية الروسية، مع اعتبار رئيس الوزراء الأسترالي ووزير الخارجية التدخل الروسي أمرًا "غير مقبول".

قالت الحكومة الأسترالية في بيان إن "الجيش الروسي وذراعها الاستخباراتية وأجهزة الاستخبارات العسكرية الروسية مسؤولة عن هذا النوع من النشاط المعلوماتي الخبيث".

وأعلنت كانيبرا أنها توصلت إلى استنتاجاتها استنادًا إلى توصيات من وكالات الاستخبارات الأسترالية ومشاورات مع شركاء وحلفاء.

محو &الخط الفاصل
وقال رئيس الوزراء سكوت ماريسون ووزيرة الخارجية ماريس باين في بيان إنه رغم أن أستراليا لم تتأثر بهذه الهجمات على شكل كبير، فإن سلوك موسكو "أظهر تجاهلا كاملا للاتفاقات التي ساهمت في التفاوض من أجلها".

تابعا أن "المجتمع الدوليّ، بما فيه روسيا، اتفق على أن القانون الدولي وتقاليد سلوك الدول المسؤولة سينطبق على الأمن المعلوماتي".&

واتهمت وزارة العدل الأميركية في وقت سابق الاستخبارات العسكرية الروسية بإجراء العديد من عمليات القرصنة في الولايات المتحدة وحول العالم.&

تشمل هذه الهجمات استهداف كل شيء من الأحزاب السياسية الأميركية، ومواقع مراكز الأبحاث الأميركية المحافظة إلى قطاعات البنية الأساسية الرئيسة، مثل شبكات الكهرباء.&

وقال نائب المدير العام في المعهد الملكي للخدمات المتحدة مالكولم تشالمرز إن أنشطة أجهزة الاستخبارات العسكرية الروسية "تتجاوز بكثير التجسس التقليدي في وقت السلم". أضاف "من خلال إطلاق عمليات تخريبية تهدد الحياة في المجتمعات المستهدفة، فهي تمحو الخط الفاصل بين الحرب والسلام".