سخر تشاك هاغل من سياسة أميركية قائمة على وجود 2000 جندي في سورية، وهدفها المعلن إخراج الإيرانيين وأعوانهم من هذا البلد، قائلًا إن الإردارة الأميركية لا تملك رؤية استراتيجية في الشرق الأوسط.

إيلاف من واشنطن: انتقد تشاك هاغل، وزير الدفاع الأميركي الأسبق، بحدة السياسات التي تتبعها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب حيال الأوضاع في الشرق الأوسط ومناطق أخرى في العالم، والتصريحات القاسية التي أطلقها مسؤولون كبار في إدارة ترمب بشأن إيران، خصوصًا إصرارهم على طرد القوات التي يدعمها نظام طهران من سورية.

تغيير الحقائق الجيوسياسية!

في مقابلة أجراها هاغل مع مجلة "ديفينس" الأميركية، ، قال إن الولايات المتحدة لا تسيطر حتى على نصف سورية، "فهناك 2000 جندي أميركي في شمال شرق البلاد. وما أعنيه أنكم لن تتمكنوا من طرد الإيرانيين من سوريا بألفي جندي أميركي. وحماقة تامة الاعتقاد بأننا نهدد السوريين أو الروس أو الإيرانيين بأي شيء".

كرر ساخرًا من الفكرة: "عليكم أن تخبروني فحسب بهدف السياسة الخارجية من استخدام 2000 جندي أميركي متمركزين في سورية، وبعدها أجيبكم. ففي الحقيقة لا أعلم هذا الهدف، فإيران وليس الولايات المتحدة من يعيش في الشرق الأوسط، إلا إذا كنا سنغير الحقائق الجيوسياسية... حسنًا، ليحالفك الحظ يا سيد بولتون. ليس هناك طريقة أخرى، فعلينا إيجاد بعض الحلول التي ترتكز على الاهتمامات المشتركة لبلدان الشرق الأوسط".&

وكان جون بولتون، مستشار الأمن القومي، قد تكهّن في الأسبوع الماضي أن إدارة ترمب ربما تقدم اليوم مبررات قانونية لشن ضربات عسكرية ضد مقاتلين إيرانيين أو مدعومين من إيران في سورية، إذ أخبر الإعلاميين على هامش الجمعية العمومية للأمم المتحدة أن الولايات المتحدة ستحافظ على وجودها في سورية ما دامت القوات المدعومة من إيران موجودة في البلاد.

لا سياسة

بحسب "ديفينس"، أتت انتقادات هاغل في وقت يراقب فيه كثيرون استراتيجيا إدارة ترمب حيال الملف الإيراني، الذي حوله المسؤولون إلى حجر زاوية في سياسة ترمب في المنطقة.&

تابع انتقاداته هذه متوجهًا إلى المسؤولين الأميركيين: "كيف تحققون الاستقرار في سورية؟ لن تتمكنوا من تحقيق ذلك من دون الروس، ومن دون الإيرانيين، ومن دون باقي الأطراف في المنطقة. بشكل إجمالي".

أضاف: "يمكنني القول، لا سياسة أميركية في الشرق الأوسط، والقرار الذي اتخذته الإدارة الأميركية أخيرًا بإزالة 4 بطاريات صواريخ باتريوت من بلدان حليفة في الخليج لا يُطابق خطاب ترمب القاسي بشأن إيران، وإذا كان تقييد النفوذ الإيراني هدفنا، فكيف سنحظى بمزيد من النفوذ في مواجهة إيران بسحبنا هذه البطاريات الدفاعية من بلدان خليجية حليفة، واكتفائنا بخطابات التنمر التي تتمحور حول التلويح بفرض العقوبات على إيران، لا أكثر. هذه وجهة نظري، وأنا أسأل: أين نحن الآن؟ وما هي سياستنا؟".

ختم: "لا يمكن الجيش حل المشكلات كلها وحده، بل يجب استخدامه بصفته قوة تنفيذية مساعدة، مع وضع تصور لأهداف السياسة الخارجية الإستراتيجية".

* ترجمة أشرف ابو جلالة
&