يتوقع ألا يدور أكبر انقسام في صفوف حزب المحافظين مستقبلاً حول موضوع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وإنما يتوقع أن يكون حول الرأسمالية، والسؤال الذي يدور الآن هو: هل المحافظون&حزب السوق الحرة أم الدولة الحاضنة؟

وقد شهد مؤتمر حزب المحافظين الذي أقيم الأسبوع الماضي جانباً من النقاشات حول فكرة الرأسمالية، وكانت هناك بعض الأصوات البارزة في هذا النقاش مثل ساجد جاويد، بوريس جونسون، ليز تروس، ديفيد غاوك، دومينيك راب ويعقوب ريس موج.

ونوهت صحيفة التلغراف البريطانية إلى أن الناس بحاجة لأن يسمعوا بشكل أكبر من أمثال هؤلاء ومن جيل النواب الشاب الذين يؤمنون بأن العمل التطوعي من أسفل لأعلى أكثر كفاءة وأهمية من الناحية الأخلاقية من أيديولوجية سيطرة الدولة التي تعمل من أعلى لأسفل. وأشارت الصحيفة كذلك إلى أن المحافظين أنفسهم بحاجة للغة جديدة كلية، فالناخبون الشبان ليست لديهم ذكريات عن شتاء السخط أو الثورة التاتشرية، كما أنهم لا يستجيبون بشكل جيد للأفكار الفلسفية التجريدية الجافة.

وكما حذر الكاتب والصحافي، دانيال حنان، فإن الاشتراكية، ورغم أنها غير منطقية، يمكن أن تكون جذابة بشكل غريزي. وقد نجح حزب العمال في استغلال موضوع "استعادة السيطرة" الخاص بالاستفتاء على الخروج من الاتحاد الأوروبي لإعطاء الانطباع بأن التصويت لصالح جيريمي كوربين ( زعيم حزب العمال ) سيؤدي إلى إعادة التصنيع وزيادة الأجور، وهذا هراء مضحك في واقع الأمر.

وأشارت التلغراف في الأخير إلى أن المحافظين بحاجة إلى استرداد أجندة "استعادة السيطرة" وأن تبذل بعض الجهود على الصعيدين الفكري والعاطفي من أجل الحرية، حيث يجب منح الناس مرة أخرى القدرة على التحكم في أموالهم بخفض الضرائب وتمكينهم من السيطرة على خدماتهم من خلال الإصلاحات التي تحررهم من طغيان تجارب المستهلك السيئة وتمكينهم كذلك من السيطرة على حياتهم من خلال إطلاق العنان للفرص الاقتصادية، وهو ما يجب العمل عليه سريعاً لأن الوقت ينفذ.

أعدت "إيلاف" المادة نقلاً عن صحيفة "التلغراف" البريطانية، الرابط الأصلي أدناه:
https://www.telegraph.co.uk/opinion/2018/10/06/capitalism-works/