إيلاف من دبي: منذ بدأ الرئيس الأميركي دونالد ترمب حملته الرئاسية، كان "إيجاد حل للصراع في الشرق الأوسط بين إسرائيل والفلسطينيين" أحد الوعود التي أطلقها. اليوم، أعلن ترمب أول مرة تأييده "حلّ الدولتين"، أي قيام دولتين إسرائيلية وفلسطينية مستقلتين تتعايشان بسلام، بإقامة دولة فلسطينية وفقًا لحدود ما قبل عام 1967.

كانت الأمم المتحدة أعلنت خطة لتقسيم فلسطين في عام 1947 إلى دولتين: عربية ويهودية، مع وضع القدس تحت إشراف دولي. وافق قادة المنظمات اليهودية في حينه، لكن العرب رفضوها.&

اليوم، ومع المساعي الأميركية التي يقودها ترمب لإحياء "حلّ الدولتين"، ضمن مبادرته لحل هذا الصراع القديم، سألت "إيلاف" قراءها في استفتائها الأسبوعي: "خطة ترمب الجديدة للسلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين، مصيرها الفشل أو النجاح؟".

&

الرئيس الأميركي دونالد ترمب

&

مال ميزان إجابات القراء لصالح "الفشل" الذي نال ٤٨٤ صوتًا من أصل ٥٨٩ شاركوا في الاستفتاء، بنسبة تصل إلى ٨٢ في المئة، بينما حظي "النجاح" بـ ١٠٥ أصوات، أي بنسبة ضئيلة (نحو ١٨ في المئة).

في المضمون

يواصل محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية، الدعوة إلى اعتماد "حل الدولتين" على أساس حدود ما قبل عام 1967، بينما يكون بنيامين نتانياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، أكثر حذرًا في اعتماد هذا الحل، يقول إنه يريد أن يحكم الفلسطينيون أنفسهم من دون أن يوضح إذا عنى بذلك "إقامة دولة كاملة أو شكل من أشكال الحكم الذاتي"، مع ترجيح أن يؤدي الإعلان عن دولة واحدة إلى ضم إسرائيل رسميًا في الضفة الغربية، وربما قطاع غزة.

&

رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس

&

في المقلب الإسرائيلي، يطالب اليمين بضم مناطق كثيرة في الضفة الغربية، وقوفًا عن زعم الارتباط التاريخي والديني بهذه الأراضي، لكن ما هي الحقوق التي سينالها فلسطينيو هذه المناطق؟ وإذا تضمنت غزة والضفة الغربية، هذه الدولة ستجمع نحو 6,6 ملايين يهودي مع عدد مماثل من الفلسطينيين.

معارضو هذا الطرح يخشون من أن دولة يهودية لن تقوم في هذا الكيان إلا إذا قررت الحد من الحقوق السياسية للعرب، أي اعتماد "الفصل العنصري" بحسب الفلسطينيين. فيما طرح الرئيس الإسرائيلي رؤوفن ريفلين كونفدرالية إسرائيلية فلسطينية مع حدود محددة، وبرلمانين ودستورين، مع جيش واحد، هو الجيش الإسرائيلي.&

&

رئيس الورزاء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو

&

لكنّ المراقبين يرجحون تواجه هذه الفكرة رفض القيادة الفلسطينية المعتدلة التي تطالب منذ أعوام بسيادة كاملة على دولة فلسطينية مستقلة، فيما تسعى حركة حماس إلى إقامة دولة إسلامية في كل فلسطين، رافضة الاعتراف بإسرائيل. وبالتالي، أفق هذا الحل مسدود إلى الآن، وهذا دافع إلى التنبؤ بفشل المبادرة الأميركية مضمونًا.

في الشكل

إلى ذلك، قال عباس سابقًا إن مسؤولين أميركيين عاملين على خطة سلام ترمب طالبوه بالموافقة على قيام كونفدرالية فلسطينية مع الأردن. ونقل مقربون من عباس عنه ردّه الآتي: "سأكون مهتمًا بهذا الحل إذا انضمت&إسرائيل إلى هذا الاتحاد الكونفدرالي فحسب"، ما اعتُبر قطعًا للطريق على هذا الحل، ما دام الجميع عارفاً&أن إسرائيل لن توافق على ذلك.

&

&

العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني

&

ولطالما شجع اليمينيون الإسرائيليون على قيام اتحاد بين دولة فلسطينية والأردن، فذلك يبعد اسرائيل عن المسؤولية في هذه القضية.

بحسب مراقبين، ثمة اعتقاد أن الوضع الراهن هو الخيار الملائم لنتانياهو. لكن الولايات المتحدة والمجتمع الدولي يشددان على استحالة بقاء الوضع الراهن على ما هو عليه اليوم، وبالتالي لا مفر من حل، ولا يوجد حل متوافر اليوم غير حل الدولتين، بحسب حدود 1967.

لكنّ دبلوماسيين أوروبيين يحذرون من أن استمرار إسرائيل في بناء المستوطنات في الضفة الغربية يجهض أي فرصة باقية لحل الدولتين. وقالت صحيفة "لو جورنال دو ديمونش" الفرنسية إن قرار ترمب نقل السفارة الأميركية إلى القدس، وانحيازه الدائم لإسرائيل، يفشلان سعي الإدارة الأميركية إلى فرض سلام بالإكراه على الفلسطينيين.&

ونسبت الصحيفة إلى آرون ديفد ميلر، الباحث في مركز ويلسون، قوله: "خسرت واشنطن اليوم كل حظوظها في لعب دور الوسيط الفاعل في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي". وهذه الخسارة دافع إضافي إلى التنبؤ بفشل المبادرة الأميركية شكلًا.