أكد رئيس البرلمان العراقي في ختام مباحثات مع الرئيس برهم صالح اليوم حول تشكيل الحكومة الجديدة عدم وجود أية إملاءات على عبد المهدي حيال تحديد الوزراء والمناصب الأخرى، مشيرًا إلى أنّ لديه مطلق الحرية باختيار وزراء حكومته ولا أحد يمارس الضغوط عليه.. فيما أكد الرئيس صالح أن العراق سيكون خلال المرحلة المقبلة نقطة توافق اقليمي ودولي.

إيلاف من لندن: بحث الرئيس العراقي برهم صالح في القصر الرئاسي الاثنين مع رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي تطور المباحثات الجارية حاليا لتشكيل الحكومة المقبلة وأهمية الالتزام بالتوقيتات الدستوية والتأكيد على ضرورة تعبئة الجهود لتشكيل حكومة قوية وكفوءة تكون قادرة على تجاوز العقبات والتحديات، كما قال بيان رئاسي الاثنين.

وشدد الجانبان على ضرورة تعزيز التعاون والتنسيق بين السلطتين التشريعية والتنفيذية لتشريع واقرار القوانين الضرورية في كل المجالات وآليات تفعيل الاتفاقات الاقتصادية مع جميع الدول والهيئات الدولية.&

وعقب الاجتماع، أكد الحلبوسي خلال مؤتمر صحافي "تحدثنا عن مستقبل العلاقات مع دول الجوار والمحيط الإقليمي وضرورة ان تكون الحكومة العراقية المقبلة قادرة على مواجهة التحديات الصعبة التي تتعلق بتحسين الوضع الاقتصادي وتوفير فرص العمل وتفعيل الاستثمار وتعزيز دور القوات الأمنية".

وشدد بالقول "لا توجد أية إملاءات على رئيس الوزراء المكلف عادل عبد المهدي حيال تحديد الوزراء والمناصب الأخرى&فلديه مطلق الحرية باختيار وزراء حكومته ولا احد يمارس الضغوط عليه ونحن داعمون له".. مؤكدًا ضرورة الالتزام بالتوقيتات الدستورية في تشكيل الحكومة والتي تنتهي في الثالث من الشهر المقبل وفي حال فشل المكلف بتقديمها إلى البرلمان لنيل ثقته عليها في هذا الموعد، فإن الرئيس صالح سيكلف شخصية اخرى لتشكيلها خلال 15 يومًا.

&

رئيس البرلمان العراقي خلال مؤتمره الصحافي عقب مباحثاته مع الرئيس صالح حول تشكيل الحكومة

&

وأضاف الحلبوسي أنه والرئيس صالح أكدا كذلك على ضرورة "الانفتاح على المحيطين الإقليمي والدولي وأن يكون العامل الاقتصادي أحد محاور العلاقات والتفاهم مع الجميع".

وأوضح انه سيزور تركيا غدًا الثلاثاء لبحث موضوع حصة العراق من المياه مع المسؤولين فيها كما سيلتقي برئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني بشأن الموضوع ذاته خلال زيارته المقبلة إلى تركيا لحضور اجتماع برلمانات الدول الأوروبية والآسيوية "أوراسيا".

يشار إلى أنّ وجود العراق بحضاراته القديمة والحديثة يربط بنهري دجلة والفرات، فهما مصدر النماء والبقاء لبلاد ما بين النهرين. وينبع نهر دجلة من جبال طوروس جنوب شرقي الأناضول في تركيا ويمر عبر سوريا بمسافة 50 كلم في القامشلي ليدخل العراق عند بلدة فيشخابور ثم الموصل وصولا إلى بغداد مرتفعا إلى أقصى الجنوب حتى البصرة حيث يشكل مع نهر الفرات شط العرب الذي يصب في الخليج العربي.

وتغذي نهر دجلة مجموعة كبيرة من الروافد النابعة من الأراضي الإيرانية والتركية الحدودية مع العراق منها الخابور والزاب الكبير والزاب الصغير والعظيم ونهر ديإلى وهذه الروافد تمثل ثلثي مياه النهر والثلث الأخير يأتي من ينابيع الأناضول التركية ويعيش بمحيطه حاليا أكثر من 20 مليون عراقي، حيث يعد المصدر الأول لمياه الشرب والزراعة والصناعة.
&
عبد المهدي بحث مع كوبيش الدعم الاممي لاعمار العراق

ومن جهته، بحث رئيس الوزراء المكلف عادل عبد المهدي اليوم مع رئيس بعثة الامم المتحدة في العراق يان كوبيش جهود تشكيل الحكومة الجديدة.

وناقش كوبيش وعبد المهدي "التعاون المستقبلي بين العراق والامم المتحدة وبرامج البعثة في العراق في مجال إعادة الاستقرار وفي المجالات الاخرى، إضافة إلى دعم المجتمع الدولي للعراق في الاعمار"، كما قالت البعثة في بيان صحافي تسلمته "إيلاف".

وأكدت بعثة الامم المتحدة "استمرار دعمها للعراق في جميع المجالات وتطلعها لان تشهد المدة المقبلة مزيدا من الاستقرار والاعمار والقيام بمشاريع تخدم العراق وشعبه".

وعلى الصعيد نفسه، بحث عبد المهدي اليوم ايضا مع محمد الحلبوسي رئيس مجلس النواب في اجتماع هو الثاني لهما في غضون 24 ساعة الأوضاع السياسية وأولويات الحكومة المقبلة والبرنامج الحكومي والتأكيد على أهمية التعاون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية لتشريع القوانين التي تخدم المواطنين وتُشجع حركة الاستثمار وإعمار البلد وتوفير الخدمات وتعزيز الاستقرار الأمني.

وأشارا إلى أنّ "التكامل في عمل السلطات الثلاث سينعكس إيجاباً على اوضاع البلد والمواطنين في جميع المجالات".

&ويكثف عبد المهدي حاليا اتصالاته مع القوى السياسية على اساس ترشيح كل منها لاربعة وزراء ويختار هو احدهم، بينما تنازل مقتدى الصدر زعيم تحالف سائرون الفائز في الانتخابات الاخيرة عن حصة تحالفه في الحكومة والمتمثلة في سبعة وزراء مؤكدا على ضرورة تنفيذ دعواته إلى حكومة تكنوقراط مستقلين بعيداً عن المحاصصة المعمول بها في البلاد منذ سقوط النظام السابق عام 2003.

وأكدت مصادر عراقية ان مهمة عبد المهدي هذه تواجه صعوبات كبيرة بسبب تطلعات القوى السياسية إلى مكاسب فيها على حساب رغبته في حكومة كفاءات، وحيث لاتستبعد المصادر امكانيه اعتذاره عن المهمة المكلف بها في حال معارضة الكتل لخططه هذه.

ودعا الصدر عبد المهدي السبت الماضي إلى الاحتفاظ بحقيبتي الدفاع والداخلية وكل المناصب الأمنية الحساسة بيده حصراً. وأشار في تغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" إلى أنّه "على رئيس الوزراء أن يبقي وزارتي الدفاع والداخلية بل كل المناصب الأمنية الحساسة بيده حصراً ولا يحق لأي حزب أو كتلة ترشيح أحد لها، فجيش العراق وشرطته وقواته الأمنية يجب أن يكون ولاؤهم للوطن حصراً".&

وكلف الرئيس العراقي الجديد برهم صالح الثلاثاء الماضي السياسي المخضرم نائب الرئيس العراقي وزير النفط السابق عادل عبد المهدي بتشكيل حكومة جديدة للبلاد خلال مهلة دستورية لا تتخطى 30 يوماً.

صالح لمسجدي: سنعمل لعراق يكون نقطة توافق إقليمي ودولي

أكد الرئيس العراقي برهم صالح للسفير الايراني في بغداد إيرج مسجدي ان العراق سيكون في المرحلة المقبلة نقطة توافق إقليمي ودولي بدءا بالعمل على تخفيف التوترات وترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة.

جاء ذلك خلال اجتماع في القصر الرئاسي ببغداد عقده الرئيس صالح مع مسجدي صحبة القناصل الايرانيين في عدد من المدن العراقية حيث عبر عن ارتياحه لمستوى العلاقات بين البلدين ودورها في دعم الاستقرار والسلام في المنطقة، خصوصا "دور الجمهورية الإسلامية بمساندة العراق في حربه ضد الارهاب وهزيمة تنظيم داعش الارهابي"، كما نقل عنه بيان رئاسي الاثنين اطلعت على نصه "إيلاف".&

كما استعرض صالح " العلاقات التاريخية بين البلدين الجارين فضلا عن سبل تعزيز التعاون المشترك في المجالات كافة، مؤكدا أهمية النهوض بها إلى أعلى المستويات خدمة لمصالح شعبي البلدين الجارين، وقال "إن التوتر الحالي في المنطقة امر غير مقبول ونتطلع إلى حوار عميق في الامور الحساسة في المرحلة المقبلة".

وشدد صالح على وجود فرصة تاريخية للنجاح وتخطي الصعاب قائلا "سنعمل على أن يكون العراق في المرحلة المقبلة& نقطة توافق إقليمي ودولي بدءا بالعمل على تخفيف التوترات وترسيخ الأمن والاستقرار وخلق فرصة لبيئة آمنة من أجل اعادة الاعمار والازدهار".

فيديو اجتماع صالح والسفير الايراني:

&

&

ومن جهته، دعا مسجدي الرئيس صالح ورئيس الحكومة المكلف عادل عبد المهدي "للقيام على تأمين مصالح بلدينا، فالعراق قوي بموارده&وشخصياته وكفاءاته ويحتاج إلى ادارة قوية لتلك الموارد وأنا لديّ الثقة الكاملة بقدرتكم على تخطي المشاكل والصعاب وحلها، فانتم أهلا لتلك الادارة والثقة".

وأكد مسجدي على دعم بلاده لعراق قوي ومستقل قائلا "ان قوة علاقاتكم ومتانتها بالدول الاقليمية والمجتمع الدولي مدعاة فخرنا واعتزازنا ونتطلع إلى دور محوري للعراق في الفترة المقبلة".

وكان الرئيس الايراني حسن روحاني قد هنأ صالح لانتخابه رئيسا جديدا للجمهورية العراقية ولنيله ثقة مجلس النواب. واعرب عن الامل في ان يشهد عهده تعزيزا للعلاقات العراقية الايرانية بما يخدم مصالح البلدين اكثر فاكثر، بحسب قوله.&

كما اعرب روحاني في رسالة إلى عبد المهدي عن أمله بأن "تشهد الفترة المقبلة تعزیزا للعلاقات العریقة والقائمة على اسس المودة بین البلدین اكثر من ذي&قبل وفي جميع المجالات الاقتصادیة والثقافیة والسیاسیة وبما یصب في مصلحة الشعبین الایراني والعراقي".

يشار إلى أنّ العراق يرتبط مع جارته الشرقية ايران بحدود طولها الف كيلومتر، ولعبت طهران دورا كبيرا في توصل القوى السياسية العراقية إلى اتفاقات لانتخاب رئيسي الجمهورية برهم صالح والبرلمان محمد الحلبوسي وتكليف عادل عبد المهدي بتشكيل الحكومة الجديدة.