نبهت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، إلى أن مخطط إيران الإرهابي الذي تم إحباطه في العاصمة الفرنسية في يوليو الماضي، عزز المخاوف بشأن تحضير طهران لعدد من الاعتداءات الأخرى في أوروبا.

وتأتي المخاوف الأوروبية من هجمات إيرانية بعدما دافعت طهران بشكل علني عن ديبلوماسيها، أسد الله أسدي الذي سملته برلين إلى بلجيكا، إثر الاشتباه في تورطه في مخطط للاعتداء على تجمع للمعارضة الإيرانية في فرنسا.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين كبار في عدد من دول العالم دون ذكر اسمهم أن ثمة احتمالا كبيرا لأن تلجأ إيران إلى هذه الخطوات الإرهابية، بعدما أضحت تواجه ضغطا كبيرا في ظل الإدارة الأميركية الحالية.

ويضيف المصدر أن إيران ستحاول الدخول في هذا النزاع المفتوح كي تغض الطرف عن الاحتجاجات المتواصلة في الشارع، بسبب مطالب اجتماعية واقتصادية، بعدما أصبح الإيرانيون مستائين من هدر أموالهم على ميليشيات دموية في الخارج.

وكانت السلطات الفرنسية أعلنت، مطلع تشرين الأول، أنها أحبطت اعتداء خطّطت لتنفيذه وزارة الاستخبارات الإيرانية ضد تجمّع لمعارضين إيرانيين قرب باريس في حزيران الماضي، وأرفقت باريس اتهامها بفرض عقوبات على مصالح إيرانية في فرنسا.

وقال المسؤولون، إن إيران كلفت وحدات ومنظمات مختلفة بتنفيذ عمليات مراقبة لشخصيات من المعارضة، ومنظمات يهودية، في الولايات المتحدة وأوروبا.

وقال نورمان روليه، الذي خدم في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية على مدار 34 عاما قبل أن يتقاعد العام الماضي مديرا للاستخبارات الوطنية، حول إيران، إن عدم وجود رد أوروبي شديد، خاصة في أعقاب دعم إيران للإرهاب في القارة، من المرجح أنه بعث رسالة لإيران مفادها: "يمكنكم أن تفلتوا بالكثير من الأعمال".

وأكد روليه، أن طهران تختبر حدود الرد الأوروبي منذ عقود. فقد شن النظام الإيراني هجمات إلكترونية ودعم جماعات إرهابية، وفي 2013 خطط لقتل السفير السعودي لدى الولايات المتحدة في أحد المطاعم الفاخرة في واشنطن، وهو الهجوم الذي كان من المرجح أن يتسبب بسقوط ضحايا من المدنيين.

ومع هذا، فكل هذه الأحداث لم تؤد إلى رد ملموس، بحسب روليه.

وقال: "أخشى أن إيران قد تظن أنها لم تتجاوز خطنا الأحمر بعد، وهذه وصفة لمزيد من الاعتداءات".

بدوره سلّط الكاتب والمحلل الإيراني "بتكين آذرمهر" -في مقال نشرته مجلة "أميركان اسبكتاتور" الأميركية- الضوء على الأنشطة التخريبية للمراكز والمؤسسات الدينية التابعة للنظام الإيراني في النمسا ودورها في اللعب كمركز لعمليات الاستخبارات الإيرانية في أوروبا.