أجرى وفد من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية اجتماعات متعددة مع سفراء ومسؤولين دوليين في العاصمة التركية أنقرة، وبحث معهم اتفاق إدلب، والدور الذي يجب أن يلعبه المجتمع الدولي في تطويره للوصول إلى وقف إطلاق نار شامل في البلاد، والانخراط بعدها في عملية سياسية متكاملة تؤدي إلى تحقيق مطالب الشعب السوري، وذلك بعد زيارة قام بها الائتلاف إلى إدلب لبحث ما جرى على الأرض، وفي ظل تهديدات النظام السوري للأهالي باجتياح الشمال.

إيلاف: التقى وفد الائتلاف سفراء دول الاتحاد الأوروبي لدى أنقرة، وسفراء الدول التي تسمّى الصديقة للشعب السوري، من بينها الولايات المتحدة الأميركية، وسفير الاتحاد الأوروبي كريستيان برغر وفريقه السياسي، واردام أوزان من الخارجية التركية كلًا على حدة.

اهتمام كبير
ضم وفد الائتلاف الوطني رئيس الائتلاف عبد الرحمن مصطفى ومنسق دائرة العلاقات الخارجية عبد الأحد أسطيفو، والناطق الرسمي أنس العبدة، وعضوة الهيئة العامة بسمة محمد.

وعلمت "إيلاف" أن وفد الائتلاف أجرى زيارة تفقدية للمنطقة العازلة التي تضمنها اتفاق إدلب، ووجد أن هناك اهتمامًا كبيرًا بهذا الملف، خاصة بعدما كانت تقارير قد أكدت أن روسيا قامت بتأجيل كل الخطوات السياسية إلى حين الانتهاء من ملف إدلب.

ركز الائتلاف في تصريحاته الأخيرة ولقاءاته المختلفة على خطاب واحد ومنطلق أحادي، وهو "أن هذا الاتفاق جنّب المنطقة مأساة جديدة كان سيحدثها هجوم نظام الأسد وحلفائه عليها". وأكد أن ذلك منع أيضًا حدوث موجة لجوء كبيرة كانت ستطال الدول الأوروبية.

وحثَّ رئيس الائتلاف على دعم الحكومة السورية الموقتة والمجالس المحلية لتوطيد الإدارة المدنية للمنطقة. وكانت هناك مطالبات شعبية بحل الحكومة الموقتة التابعة للائتلاف، وحل حكومة الإنقاذ التي تتبع لهيئة تحرير الشام في شمال سوريا.

مسؤولية دولية
لفت مصطفى إلى أن ذلك يساهم في حل التنظيمات الإرهابية وتقليص نفوذها. وقال في هذا الصدد إن "التعامل مع مسألة الإرهاب مسؤولية دولية، وعلى الجميع المساهمة فيها على مختلف الأصعدة.. ومنها توفير الدعم لتحسين الحياة المعيشية للسكان لتجنيبهم خطر التطرف".

أضاف "شهدت الآونة الأخيرة حراكًًا مدنيًا في الشمال السوري، معتبرًا أن ذلك من النتائج الإيجابية التي عكسها الاتفاق، الذي دعا إلى دعمه دوليًا.

وأشار إلى أن اتفاق إدلب "غير موقت"، كما يدّعي النظام، لأنه مرتبط بنجاح العملية السياسية، وطالب بالمساهمة في تطويره للوصول إلى وقف إطلاق نار شامل وكامل في جميع أنحاء البلاد.

للضغط على إيران
وأكد أيضًا على ضرورة أن يتبع ذلك تفعيل العملية السياسية والضغط على النظام للانخراط بشكل كامل فيها من دون توقف، كما طالب الاتحاد الأوروبي بأن يلعب دورًا أكبر بالضغط على إيران، معتبرًا أن "إعادة الإعمار لا تعني الاستقرار"، وإنما ذلك مرتبط بالقضاء على الميليشيات الإرهابية ومحاسبة المتورطين عن ارتكاب جرائم الحرب.

كما تحدث عن المخاوف. وقال بوضوح إن الائتلاف الوطني وفصائل الجيش الحر لا تزال لديها مخاوف من النظام وحلفائه. وقال: "لا توجد ثقة.. التجارب أثبتت غدر النظام بكل الاتفاقيات السابقة"، موضحًا أن "مقاتلي الجيش الحر مستعدون على الجبهات لأية احتمالات للدفاع عن أنفسهم وعن المدنيين".