الأميرة يوجين
PA
اختارت الأميرة يوجيني ارتداء ثوب زفاف يظهر الندبة على ظهرها لدعم المصابين بالتقوس

واحد من أصعب القرارات التي تواجهها العروس هو ماذا ترتدي يوم زفافها، اليوم الأهم في حياتها. هل ترتدي اللون العاجي أم الأبيض؟ هل تختار ثوب له تصميم ما يُعرف بحرف "A" أم تصميم "حورية البحر"؟ منفوش أم ضيق؟

هذه هي الأمور التي تفكر فيها العروس عند اختيار ثوب الزفاف، لكم الأميرة يوجيني، حفيدة ملكة بريطانيا، أضافت بعدا جديدا يتدخل في اختيارها لثوب زفافها، إذ خضعت لجراحة في الظهر لعلاج تقوس في العمود الفقري وهي في الثانية عشرة من عمرها، وهي العملية التي خلفت ندبة في الظهر تريد الأميرة عن يظهرها ثوب الزفاف.

وبعد مرور 16 سنة على هذه الجراحة، تريد حفيدة الملكة إظهار الندبة من خلال ارتداء ثوب زفاف يساعدها على ذلك للتعبير عن مدى امتنانها لمن ساعدوها وحتى تكون مصدرا للإلهام لمن يعانون من مشكلات في العمود الفقري.

الجمال بطريقة مختلفة

تحدثت الأميرة قبيل زفافها عن أهمية "إظهار الندبات"، كما نشرت في وقت سابق صور للأشعة التي خضعت لها أثناء العلاج من تقوس في العمود الفقري وهي في الثانية عشرة من عمرها.

وقالت الأميرة: "خضعت لجراحة عندما كنت في الثانية عشرة، وسوف ترون ذلك الجمعة (يوم الزفاف)، لكنها طريقة جميلة لإعلان الامتنان لمن اعتنوا بي، وهي أيضا طريقة لدعم الشباب الذين مروا بتجارب مشابهة."

وأضافت، أثناء لقاء أجرته معها شبكة تلفزيون آي تي في: "أعتقد أنه يمكنكم تغيير الطريقة التي يُرى بها الجمال، يمكنكم أن تروا الناس ندباتكم، وهو ما أعتقد أنه أمر يستحق الدعم."

ما هو التقوس، ولماذا يصيب الفتيات في سن مبكرة أكثر من غيرهم؟

التقوس هو حالة من الاعوجاج في أحد جانبي العمود الفقري يجعل الظهر يبدو مستديرا والأكتاف بارزة إلى الأمام.

وعادة ما تظهر الإصابة به بين العاشرة والخامسة عشرة من العمر دون وجود سبب واضح للإصابة حتى الآن. فأحيانا ينتج عن نمو العظام في أحد الجنبين أو بسبب حالات مرضية أخرى، بما في ذلك الإصابة بالشلل الارتجافي.

ويحتاج ثلاثة أو أربعة أطفال من كل 1000 طفل مصاب بالتقوس إلى رعاية طبية متخصصة.

وتقدر جمعية مكافحة التقوس في بريطانيا نسبة الفتيات المصابات بالمرض بين الإصابات بحوالي خمسة من كل ستة مصابين، وهو ما رجحت أنه لسبب غير معروف حتى الآن.

وفي حالة الأميرة يوجيني، تطلب الأمر تدخلا جراحيا، ما دفع القائمين على رعايتها إلى إخضاعها لجراحة في مستشفى العظام الوطني الملكي.

وتحدثت الأميرة في وقت سابق عن شعورها في الأسابيع التي سبقت الجراحة قائلة: "كانت توقعات مروعة بالنسبة لفتاة في الثانية عشرة من عمرها، وأكاد أتذكر كل شيء بوضوح وكيف كنت عصبية إلى حدٍ كبيرٍ."

وأضافت : "أثناء العملية الجراحية، التي استغرقت ثماني ساعات، أدخل الجراح قضيبين من التيتانيوم بطول ثماني بوصات في كلا جانبي العمود الفقري علاوة على براغي يبلغ طول الواحدة منها بوصة ونصف البوصة أعلى رقبتي. وبعد ثلاثة أيام في وحدة الرعاية المركزة أمضيت بعدها أسبوعا في جناحي ثم ستة أيام في كرسي مدولب، لكنني تمكنت من المشي بعد ذلك"، وذلك وفقا لروايتها المنشورة على الموقع الإليكتروني الرسمي لمستشفى العظام الوطني الملكي.

وحرصت الأميرة على أن يحضر الزفاف من ساعدوها في تجاوز هذه المشكلة الصحية، علاوة على من يمثلون الحالات المصابة بنفس المشكلة.

وتحضر حفل الزفاف جوليا كارلسل، المصابة بالتقوس أيضا، بعد أن نشأت بينها وبين الأميرة صداقة عقب مشاهدة حفيدة الملكة لعرض راقص تؤدي فيها جوليا في إطار برنامج المسابقات "بريتاينز جوت تالنت".

وقالت جوليا قبل الإعلان عن ثوب زفاف الأميرة إنها سوف تكون "لحظة مميزة" إذا أظهرت يوجين عن ندبتها في الزفاف.

وأضافت: "سوف يعني ذلك الكثير بالنسبة لي لأن الناس عادة ما يميلون إلى إخفاء ندباتهم بينما من الأحرى بهم أن يفتخروا بها."

وأشارت إلى أن عينيها قد "تذرف الدموع" إذا أظهرت العروس الملكية ندبتها.

مصدر إلهام

ووجهت الأميرة يوجيني دعوات إلى مندوبين عن مستشفى العظام الوطني الملكي التابعة لأمانة الهيئة الوطنية لخدمات الرعاية الصحية لحضور زفافها إلى جاك بروكسبانك. وهي أيضا راعية للأعمال الخيرية لصالح المستشفى.

وقال جان ليهوفسكي، استشاري العظام في المستشفى الوطني الملكي وأحد أعضاء الفريق الذي أجرى الجراحة للأميرة، إنه "شرف كبير أن أكون هنا"، في إشارة إلى دعوته لحضور الزفاف الملكي .

وقال ليهوفيسكي: "ومن المهم أيضا أن يوجيني جزء من الأعمال الخيرية لصالح المستشفى. فمعظم المصابين بالتقوس من الفتيات الصغيرات، ما يجعلها نموذجا إيجابيا ومصدرا للإلهام يقع على درجة كبيرة من الأهمية للشابات اللاتي يخضعن لهذه الجراحة."

وأضاف أن "الأميرة يوجيني تظهر كيف يمكنها العيش بشكل طبيعي رغم إصابتها بهذه المشكلة الصحية، وهو ما يثير الارتياح ويدفعهم إلى التفاؤل."

وأشار إلى أن الجراحة التي خضعت لها الأميرة استغرقت وقتا طويلا، واستدعت مشاركة فريق كبير من الأطباء.

وقالت كلير كيرلي، المديرة المحلية لجمعية مكافحة التقوس البريطانية إن "تشخيص هذه الحالة يصيب البعض الذعر."

وأضافت أنه "لرائع أن يوجيني تظهر هذا القدر من الشعور بالثقة."