اشتعل خلاف بين زعيم التيار الصدري، راعي كتلة الإصلاح والإعمار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، وقادة كتلة المشروع العربي السني برئاسة خميس الخنجر.

إيلاف من أمستردام: سبب الخلاف كان&تغريدة للصدر يوم أمس طالب فيها قادة سنة العراق بترك المحاصصة وتقديم المصلحة العامة على المصلحة الحزبية وإبعاد الطائفيين والفاسدين، ملمّحًا إلى زعيم المشروع العربي القيادي السني خميس الخنجر، في نهاية التغريدة بتورية اسمه بجملة: (بعيدًا عن خنجر الخيانة وصفقات الفساد).

فقد رد القيادي في كتلة المشروع العربي رئيس حزب الحل جمال الكربولي على تغريدة الصدر بتغريدة مماثلة، داعيًا الصدر إلى إصلاح نفسه وأتباعه قبل نصحه الآخرين، وجاءت تغريدة الكربولي مقطعًا من قصيدة لأبي الأسود الدؤلي كما يلي:

"يا أيها الرجل الْمُعَلِّمُ غَيْرَهُ***هَلَّا لِنَفْسِك كَانَ ذَا التَّعْلِيمُ
إبْدَأْ بِنَفْسِك فَانْهَهَا عَنْ غَيِّهَا***فَإِذَا انْتَهَتْ عَنْهُ فَأَنْتَ حَكِيمُ
فَهُنَاكَ تُعْذَرُ إنْ وَعَظْتَ وَيُقْتَدَى*** بِالْقَوْلِ مِنْك وَيحصل التسليمُ".

ومثلما ضمن الصدر تغريدته اسم الخنجر في كلمة ضمن سياق الجملة، وظف الكربولي اسم الصدر (مقتدى) في نهاية تغريدته (فَهُنَاكَ تُعْذَرُ إنْ وَعَظْتَ وَيُقْتَدَى*** بِالْقَوْلِ مِنْك وَيحصل التسليمُ).

وكان الصدر استحلف بتغريدته سنة العراق بمواقف سابقة مشتركة "رسالتي هذه إلى سنة العراق وسياسييهم، السلام عليكم، استحلفكم بمقاومتنا الشريفة للمحتل، واستحلفكم بصلواتنا الموحدة، واستحلفكم بطردنا كل من اعتدى عليكم بغير حق، واستحلفكم بمواقفنا التي آزرتكم في ساعة العسر، واستحلفكم بمواقفنا الاعتدالية معكم، ولاسيما في الموصل والأنبار وغيرهما، واستحلفكم بدمائنا التي سالت مع دمائكم في محافظاتكم المغتصبة ألا تركتم المحاصصة وتقسيماتها والطائفية وحصصها، وأن تقدموا المصالح العامة على المصالح الحزبية، وأن تنظروا إلى قواعدكم التي هزها العنف التشدد، وأن تبعدوا كل الفاسدين والطائفيين كما أبعدتهم، بحق تلك الخوالي وبحق العراق عليكم. أما آن الآوان لأناس أكفاء تكنوقراط، مستقل لنعيش معًا بأمن وأمان، بعيدًا عن خنجر الخيانة وصفقات الفساد. أخيرًا أقول، وهو آخر عهد بيننا، (إخوان سنة وشيعة هذا الوطن منبيعه)".

وقد جددت كتلة المشروع العربي رفضها تغريدة الصدر بترك المحاصصة، متهمة تياره بالوقوف مع المحاصصة فعليًا، ورفضها علنًا.

جاء ذلك في تصريح للقيادي في المشروع العربي يحيى الكبيسي لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية اليوم أكد فيه إصرار جميع الكتل السياسية على المحاصصة الحزبية والطائفية، بما فيها تيار الصدر "الجميع، بمن فيهم التيار الصدري نفسه، مع المحاصصة من حيث الواقع الفعلي، وإن كانوا يعلنون رفضهم لها في العلن"، مؤكدًا رفضه لدعوة السيد الصدر الأخيرة.

أضاف الكبيسي أن "مسألة النافذة الإلكترونية (لتلقي طلبات الترشح للحقائب الوزارية) ليست أكثر من محاولة لتمرير وزراء تابعين لبعض الكتل المتنفذة، وبالتالي فإن الخلاف هو ليس على المحاصصة، وإنما على آلياتها".

وأشار الكبيسي إلى أن "التيار الصدري نفسه دخل في المحاصصة المزدوجة من خلال التصويت للنائب الأول لمجلس النواب، محاصصة مكوناتية من جهة، ومحاصصة حزبية من جهة ثانية".

يذكر أن خلاف الصدر وكتلة المشروع العربي يعود إلى المرحلة التالية لإعلان نتائج الانتخابات في شهر مايو الماضي حين كان الصدر يغازل قادة المشروع العربي بالدخول في تكتل عابر للطائفية، لكن الغزل تحوّل إلى تشهير وتخوين، حيث اتهم مناصرون للصدر في تغريدات لهم الخنجر بدعم التمرد السني ماليًا ضد الحكومات العراقية، وتبنيه خطابًا طائفيًا في السنوات القليلة الماضية، بعدما تحالف قادة المشروع العربي خميس الخنجر وأسامة النجيفي وجمال ومحمد الكربولي مع خصوم الصدر، خاصة دولة القانون بقيادة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، وتحالف الفتح، الذين كان يتهمهم بالطائفية، ليشكل معهم ائتلافًا واسعًا تحت اسم تحالف البناء.&

وشكل الصدر بكتلة سائرون (التيار الصدري والحزب الشيوعي) وائتلاف الوطنية بقيادة أياد علاوي وتيار الحكمة بقيادة عمار الحكيم وتحالف النصر بقيادة رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي) تحالف البناء.

ويستعد رئيس الوزراء المكلف عادل عبد المهدي تقديم وزارته للبرلمان العراقي لنيل الثقة في الأيام القليلة المقبلة بعدما كلفه الرئيس العراقي في الثاني من الشهر الجاري تشكيل الحكومة خلال شهر.