الرباط:&دعا سياسيون وأكاديميون في جلسات اليوم الثاني من مؤتمر الشراكة بين العالم العربي وأميركا اللاتينية والكاريبي: "دينامية متجددة، المغرب، جسر للتعاون مع أميركا اللاتينية وبوابة نحو أفريقيا"، إلى التركيز على مداخل تحسين العلاقات بين بلدان المنطقتين والدفع بها نحو مزيد من التعاون والتكامل.

واستغربت الباحثة في جامعة برازيليا بالبرازيل، سيسيليا بايثا، عدم إعطاء الدول العربية الاهتمام اللازم بالجاليات العربية في دول أميركا اللاتينية، وأكدت على أن الجالية العربية بدول المنطقة منظمة نشيطة وقادرة على لعب دور محوري في التقريب بين المنطقتين.

وعبرت بايثا في مداخلة ألقتها الثلاثاء، عن أسفها لكون الدول العربية "لم تقوِ&بما يكفي عمل الجاليات ولم تستثمر فيها من أجل دفع وتصحيح الأفكار النمطية والأحكام المسبقة السائدة على المنطقة العربية لدى شعوب أميركا اللاتينية"، لافتة إلى وجود خوف وتوجس من العنف والجالية "يمكن أن تشكل الترياق لمواجهة هذه الأفكار"، حسب تعبيرها.

ودعت الباحثة البرازيلية الدول العربية إلى إحداث معاهد لتدريس اللغة العربية والتشجيع على تعلمها، مؤكدة أن شعوب أميركا اللاتينية "لديها رغبة كبيرة في تعلم اللغة العربية خاصة بالنسبة للأجيال الجديدة من أبناء المهاجرين العرب".

كما بينت بايثا أن دول أميركا اللاتينية تتوفر على مئات المؤسسات ذات الأصل العربي وفيها "حياة جمعوية غنية ونشيطة في جميع البلدان، تمجد الانتماء العربي وتفتخر به"، وأبرزت بأن هذه الهيئات تدافع وتدعم القضايا العربية وتعرف بها في بلدان أميركا اللاتينية، وبصفة خاصة القضية الفلسطينية، التي تحظى بتعاطف كبير في المنطقة، وشددت على ضرورة "استثمار هذا المعطى ودعمه في خدمة وتنمية العلاقات بين المنطقتين".

من جهته، أكد محمد العرابي، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان المصري، أن الإرهاب الذي ابتليت به منطقة الشرق الأوسط من "أكبر التحديات التي تواجه المنطقة العربية"، معتبرا أن بعض الجماعات أصبحت عابرة للحدود و"تحتل أراضيَ في الدول المجاورة، وهذا الأمر أدى إلى ظهور فكرة التقليل من قيمة الدولة المركزية".

وقال العرابي إن هذه الجماعات الإرهابية "تمتلك أدوات خطيرة تؤدي إلى إغراق الدول في الأمن، واستنزاف مقدرات شعوبها نتيجة الظاهرة الإرهابية وحرمان شعوبها من التنمية".

بدوره، قال خالد الشكراوي، الباحث في معهد الدراسات الأفريقية بالرباط، إن المغرب "يحاول الاضطلاع بالدور الجيو- استراتيجي في المنطقة العربية والأفريقية، وأصبح شريكا مهما في عدد من التكتلات الإقليمية".

واعتبر الشكراوي أن التقسيمات التي عاشها العالم "أضرت بعلاقات دول جنوب - جنوب وفوتت على شعوبها فرصة النمو والازدهار"، مطالبا بـ"بناء علاقات بين دول أفريقيا وأميركا اللاتينية"، معبرا عن استعداد بلاده الكامل للعب دور الوساطة وحلقة الوصل بين المنطقتين.

وأشار الشكراوي إلى أن أفريقيا وأميركا اللاتينية يجمعهما "تاريخ تراجيدي مشترك"، يتعلق بالعبودية والاستعمار، مبرزا ان هذا التاريخ "يدعونا إلى دراسة هذه العلاقات باعتماد معايير مغايرة للمنهجية الأوروبية والغربية".

وهاجم الشكراوي انسحاب الولايات المتحدة من عدة اتفاقيات دولية، كما انتقد تدخلات فرنسا في عدد من دول أفريقيا، والتي اعتبر محركها الأساسي هو "الدفاع عن مصالحها"، مبرزا أن هذا الوضع "يستوجب علينا أن نراهن على تحالفات بيننا نحن دول الجنوب ،ولا بد من إعادة رسم خريطة تحالفاتنا"، حسب وجهة نظره.

وتحدث عدد من المتدخلين عن أهمية دور الثقافة في تحقيق التقارب بين شعوب المنطقتين، وأكدوا على الغنى الثقافي والحضاري إلذي تزخر به بلدانهما، حيث ذهب البعض إلى اقتراح تبادل البعثات الثقافية للاطلاع عن كثب، على مؤهلات بلدان المنطقتين السياحية والنقابية والحضارية الضارية في القدم.

يشار إلى أن المؤتمر الدولي للشراكة بين العالم العربي وأميركا اللاتينية والكاريبي، يواصل أشغاله لليوم الثالث على التوالي، حيث يتوقع أن ينهي أشغاله بإصدار توصيات من أجل تحقيق النهوض المطلوب بالعلاقات بين دول المنطقتين .