بهية مارديني: اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد أن بعض دول المنطقة والعالم تواصل التدخل في المسار السياسي وممارسة الضغوط لفرض إرادتها وهو ما قد يعيق إحراز أي تقدم سياسي.

جاء ذلك خلال اجتماع اليوم بين الأسد ومبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرينتييف ونائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين في دمشق في حين يزور ستيفان دي ميستورا دمشق ايضا ما قبل تقديم استقالته وسط تخمينات عن بديل له.

وبحث الطرفان بحسب مصادر مختلفة "تطورات الأوضاع في سوريا وعملية تشكيل لجنة مناقشة الدستور الحالي".

وأضاف الأسد أن "دمشق مستمرة في العمل مع كل من لديه الإرادة الحقيقية للقضاء على الإرهاب وإعادة الاستقرار وفي الوقت نفسه متمسكة بحقها الذي كفلته المواثيق الدولية بعدم السماح لأي طرف خارجي بالتدخل في شؤونها الداخلية".

عودة اللاجئين

ووسط جدل حول سحب المرسوم 10 من عدمه، والذي يتيح لنظام دمشق مصادرة أراضي اللاجئين السوريين وممتلكاتهم، ومواصلة العمل به، تطرق الحديث إلى موضوع عودة اللاجئين السوريين، فقد أكد الأسد أن عودة السوريين إلى بلدهم هي هدف أساسي ومن الأولويات بالنسبة لعمل الحكومة وهي مستمرة في العمل على تأمين كل ما يلزم لعودتهم.

بدوره عرض لافرينتييف نتائج جولته التي شملت عددا من الدول العربية قبل زيارته دمشق مؤكدا على ضروة تبادل الآراء حول قضايا المنطقة وخاصة العملية السياسية في سوريا واستكمال معركة القضاء على الإرهاب بما يساهم في استعادة الأمن والاستقرار والحفاظ على وحدة البلاد.

استمرار المظاهرات

في غضون ذلك رصدت "إيلاف" يوم الجمعة، خروج مظاهرة في بلدة كفردريان بريف إدلب الشمالي وفِي عدة مناطق بادلب في جمعة "روسيا تقتلنا والدفاع المدني ينقذنا"، حيث ندد المتظاهرون بالتصريحات الروسية ضد عناصر الدفاع المدني ورفضوا "اتهام أحد مكونات الثورة بالإرهابيين". ودعوا لـ"إسقاط الأسد وخروج المحتل الروسي".

انفجار في ريف إدلب

إلى ذلك قالت وسائل اعلام روسية أنّ 11 شخصا لقوا حتفهم، بينهم خبراء بريطانيون وشيشانيون وأتراك بانفجار ضخم في بلدة ترمانين شمال إدلب وقع في معمل يحوي كميات كبيرة من الأسمدة والمتفجرات وبراميل الكلور السائل.

وقالت مصادر لوكالة سبوتنيك: "إن انفجارا ضخما وقع بعد منتصف ليل الخميس- الجمعة، سمع بمعظم أرجاء محافظة إدلب، نجم عن انفجار أحد المعامل في بلدة ترمانين الواقعة في ريف إدلب الشمالي، على بعد 15 كلم من الحدود التركية"، مؤكدة أن المعمل كان يحتوي كميات كبيرة من المتفجرات والأسمدة المستخدمة في صناعتها، إضافة إلى "عدد غير معروف من براميل الكلور السائل".

كشفت المصادر أن أحد أقسام المعمل كان يستخدم كمختبر لتصنيع المتفجرات والمواد الكيميائية بإشراف خبراء أجانب من جنسيات تركية وبريطانية وشيشانية، كان بعضهم داخل المعمل وقت الانفجار، حيث سجل مقتل 9 خبراء أجانب ومعهم اثنين من عناصر الخوذ البيضاء، ولم يتم التعرف على أي من القتلى بشكل دقيق جراء تفحم الجثث وانصهار بعضها فيما يرجح أنه نتيجة الانفجار وتأثير المواد الكيميائية المشتعلة" بحسب ذات المصادر.

وأشارت إلى أن سبب الإنفجار لا يزال مجهولا، مرجحة أن يكون سببه خط فني بشري تم ارتكابه أثناء أداء بعض التجارب المخبرية.

عمليات اغتيال

شهدت محافظة إدلب خلال الحديث عن اتفاق روسي تركي لمنطقة منزوعة السلاح في ادلب، خلال الشهر الجاري، سلسلة عمليات اغتيال خاصة، في المناطق الخاضعة لسيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة)، تم خلالها استهداف قادة الهيئة، عسكريين وشرعيين، بعيارات نارية أو بعبوات متفجرة، بالتزامن مع الاعتراضات التي تهدد الاتفاق ، من قبل بعض الجماعات ، والرغبة في إبعادهم عن المنطقة المنزوعة السلاح المزمع إقامتها.

سُجل، منذ السابع أكتوبر الحالي حتى الثالث عشر منه، مقتل خمسة من أبرز قياديي هيئة تحرير الشام، على أيدي ماقيل أنهم جهولين، وهم أبو حذيفة التركستاني، أبو الليث المصري، أبو يوسف الجزراوي، أبو مصعب الديري، خطّاب الحموي، حيث تم استهداف بعضهم بأعيرة نارية، وآخرين بعبوات ناسفة.

فرصة حقيقية

اعتبر رئيس هيئة التفاوض للمعارضة السورية نصر الحريري، أن مدينة إدلب تعيش ظروفا مطمئنة وأفضل من قبل، موضحا في مؤتمر صحافي أمس أن عدة عوامل ساهمت في ذلك أبرزها الدور التركي، مضيفاً أن إجماعا دوليا توصلت له الأطراف يقضي بعدم فتح معارك عسكرية في تلك المنطقة.

كما اعتبر الحريري أن اتفاق إدلب قد يمثل فرصة حقيقية لانطلاق العملية السياسية برعاية الأمم المتحدة تهدف لتحقيق مخرجات جنيف واحد.