أسامة مهدي: تشهد عواصم اوروبية حاليا حملات تظاهر واحتجاج يشارك فيها مشرعون وسياسيون وناشطون في مجال حقوق الانسان تتزامن مع اليوم العالمي لمناهضة الاعدام من اجل انقاذ 2320 ايرانيا من تنفيذ احكام الاعدام الصادرة ضدهم ومطالبة المجتمع الدولي بعمل جدي في هذا المجال وفرض عقوبات على رموز نظام طهران.

وشهدت باريس مؤتمرا للدعوة الى ارغام النظام الايراني على وقف اعدام 2320 ايرانيا في تسع سجون ايرانية بطهران وكرج ويزد وأروميه وكرمانشاه وأصفهان وأردبيل وكوهردشت فضلا عن دعوات عديدة لإلغاء حكم الإعدام ضد السجناء السياسيين في مختلف السجون.

وخلال المؤتمر اكد بهزاد نظيري عضو لجنة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الى ان السلطات الايرانية تستعد لتنفيذ هذه الاحكام مايتطلب ضغوطا دولية لوقف هذه العمليات التي يخشى انها ستنفذ قريبا في سجون : كوهردشت وأروميه وسجن ديزل آباد في كرمانشاه ودستكرد في أصفهان وسجن مهاباد و سجن أردبيل وسجن يزد وسجن كرج المركزي اضافة الى سجن طهران الكبرى واشار نظيري خلال مؤتمر باريس الذي شارك في مسؤولون ونواب ومشرعون الى انه مع حلول اليوم العالمي لمناهضة عقوبة الإعدام حيث تم اعدام 170شخصا خلال الاشهر الستة الاخيرة وحدها فأن هناك الان آلاف من السجناء في كل أنحاء إيران ينتظرون الموت قابعين خلف القضبان الحديدية للسجون الرهيبة.

وكشف عن رسالة سربها المحكوم السياسي زانيار مرادي من سجنه قبل اعدامه مؤخرا يقول فيها "لقد مرت 9 سنوات قضيتها ليل ونهارا مع حكم الإعدام اللا إنساني وخلال هذه الفترة الطويلة كنت أشعر بوجود بضعة أمتار من حبل وبعض قطع من الخشب بجانبي في كل لحظة ..وفي الكثير من الليالي اتخيل جسدي معلقا من مشنقة. ومنذ 9 سنوات أفكر ليلا ونهارا في مشنقة وحبل من المقرر أن يضعوها على رقبتي ولكن لم أتوصل إلى نتيجة إلا إرهاق نفسي بهذا التفكير. وفي كل مرة يعدم فيها شباب في هذا الوطن &أشعر بأنه قد حان دوري ... ".

ودعا مؤتمر باريس الى وقف عمليات الاعدام المستمرة في السجون الايرانية منذ 40 عاما مشددا على ان المشانق لاتشكل حلا لمشكلات الايرانيين داعين المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية لحقوق الإنسان &الى العمل على مساعدة الأمة الإيرانية لانهاء هذه الاعمال الوحشية بشكل متكاتف وموحد.

كما تليت رسالة من السجناء السياسيين الذين يواجهون الإعدام منذ سنوات يدعون فيها عوائل السجناء المحكومين وجميع الناشطين السياسيين لان يكونوا صوتا واحدا ضد الإعدام.

احكام بالسجن والنفي لانصار منظمة مجاهدي خلق المعارضة

ومن جهتها اكدت منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة صدور أحكام بالنفي والسجن تتراوح بين 8 و18 عامًا على 6 من أنصارها في مدينتي ياسوج وغجساران لحرقهم صور الزعيم الايراني الراحل خميني والمرشد الاعلى الايراني الحالي علي خامنئي.

واشارت المنظمة في بيان تلقته "إيلاف" اليوم الى ان الملا مزارعي رئيس عدلية محافظة كهيغيلويه وبوير أحمد قد اصدر أحكامًا بالنفي والسجن تتراوح بين 8 و 18 عامًا ضد ستة منانصار مجاهدي خلق بتهمة بكتابة شعارات تسئ إلى المقدسات "ولاية الفقيه" وإحراق لافتات دعائية تحمل صور مسؤولين.&

وقال القاضي "أن معادي النظام... وبعد ارتكاب الجريمة كانوا يلتقطون صورًا من أعمالهم العبثية ويرسلونها إلى قادتهم".. موضحا ان "اعتقال هؤلاء الأفراد هو من عنايات رب العالمين وحضرة صاحب الزمان ولي العصر ". واشار الى ان "جهاز القضاء ودائرة المخابرات في المحافظة شكلتا فريقًا خاصا يهتم برصد وتوسيع مظلته الاستخبارية وممارسة تطبيقات تقنية فاجأت هذه المجموعة المعادية واعتقلت افرادها في عملية مباغتة".&

واضافت المنظمة ان النظام الايراني "بإصداره أحكامًا إجرامية لغرض إثارة الخوف والرعب يسعى عبثًا للتصدي لتصاعد المعارضة ضد ارهابه الحاكم باسم الدين واتساع نطاق الانتفاضات الشعبية".

ودعت الهيئات والمؤسسات الدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى "اتخاذ إجراءات ضد الاعتقالات التعسفية ومحاكمة دكتاتورية الملالي العائدة إلى القرون الوسطى وإطلاق سراح السجناء السياسيين لاسيما معتقلي الانتفاضة.". واوضحت ان هذا النظام ادين لحد الآن 64 مرة في قرارات صادرة عن الأمم المتحدة لانتهاكه حقوق الإنسان واجرائه محاكمات جائرة وممارسته التعذيب والتعامل اللا إنساني مع السجناء.&
&
.. وتجمع احتجاجي في لندن امام مقر رئاسة الحكومة

وتنظم الجالية الايرانية مع ناشطين بريطانيين مدافعين عن حقوق الانسان غدا السبت تجمعا احتجاجيا امام مقر رئاسة الحكومة البريطانية في لندن لتسليط الضوء على تصاعد عمليات الإعدام في إيران ودعوة حكومة المملكة المتحدة لزيادة الضغط على نظام طهران لوقف هذه العمليات.

وستنظم هذه الفعالية الاحتجاجية أمام مكتب رئاسة الوزراء في 10 داونينغ ستريت بعد ظهر يوم غد السبت لاثارة الاعتراض على العدد المتزايد من عمليات الإعدام والاعتقالات الجماعية في إيران وسط احتجاجات متصاعدة على مستوى البلاد ضد النظام.

وسيطالب المحتجون بحسب احد المنظمين الذي تحدث الى "إيلاف" الجمعة من حكومة المملكة المتحدة العمل مع الاتحاد الأوروبي لزيادة الضغط على النظام الايراني من أجل الوقف الفوري لعمليات الإعدام &لا سيما الإعدام العلني واستخدام عقوبة الإعدام ضد الأحداث.

واشار الى ان المشاركين وهم ناشطون بريطانيون وايرانيون ومتعاطفين مع قضاياهم سيحثون حكومات المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي على كشف وفضح قادة النظام الإيراني والقادة المسؤولين عن الانتهاكات المنتظمة لحقوق الإنسان في إيران وفرض عقوبات مستهدفة واتخاذ إجراءات على المستوى الأممي لمحاسبتهم على هذه الفظائع التي يرتكبونها في مجال حقوق الإنسان.

وكان تقرير استقصائي عن حالات الاعدام في ايران قد كشف في العاشر من الشهر الحالي عن تزايد عدد &الاعدامات خلال فترة حكم الرئيس حسن روحاني التي بدأت عام 2013 الى 3602 حالة تم خلالها تنفيذ الحكم بمعارضين سياسيين ونساء ومراهقين.

ولمناسبة اليوم العالمي لمناهضة الإعدام أصدر مركز رصد حقوق الإنسان في إيران تقريرا اقصائيا عن الإعدامات في إلبلاد خلال عام 2018 وحصلت "إيلاف" على نصه حيث كشف عن أنه في عام 2018 &وحده قد تم تسجيل 223 حالة اعدام نفذها النظام حتى 10أكتوبر/تشرين الأول الحالي بينها 5 حالات لإعدام قاصرين تحت 18عاما و3حالات لإعدام نساء و10حالات لإعدام سجناء سياسيين منوها الى أن الإحصاء الحقيقي يفوق هذا العدد لأن النظام ينفذ الكثير من حالات الإعدام بشكل سري.