في دراسة أعدّتها الجامعة الأميركية استندت إلى الهجرة ومعدل الخصوبة، يتضح أن عدد المسيحيين في لبنان سيرتفع مجددًا وفق الأدلة والبراهين، فهل يتحسن وضعهم الحالي؟.

إيلاف من بيروت: أعدت مجموعة من الباحثين والأكاديميين برئاسة &الدكتور وسام راجي، رئيس قسم الرياضيات في الجامعة الأميركية، دراسة ديموغرافية خلصت إلى أن عدد المسيحيين سيرتفع مجددًا في لبنان، وفق أدلة وبراهين نالت موافقة مراجع علمية عدة في العالم.

استندت الدراسة إلى محورين أساسيين للوصول إلى الاستنتاج بأن نسبة المسيحيين ستزداد في المستقبل القريب، وهما الهجرة ومعدل الخصوبة.

رؤية
عن وضع المسيحيين اليوم في في لبنان والشرق الأوسط واحتمال زيادة العدد في المستقبل، يؤكد النائب السابق سليم سلهب في حديثه لـ"إيلاف" أن "وضعنا اليوم كمسيحيين في المشرق يتمحوّر حول عدم رؤية واضحة تجمعنا، لكن لدينا موقفنا، وهو ضد التطرّف الديني مهما كان الدين، ومن أي طرف كان، جميعنا مع الاعتدال ومع الوصول إلى دولة مدنيّة أكثر من كوننا دولة طائفيّة ذات طابع ديني حتى لو كان طابعًا معتدلًا".

مسيحيو لبنان
هل فعلًاً هناك خوف على مسيحيي لبنان كما هُدّد مسيحيو المشرق ككل في سوريا والعراق أم إن الوضع في لبنان يدعو إلى التفاؤل بالنسبة إلى المسيحيين فيه؟.&

يؤكد سلهب أن "الخبرة علّمتنا بعد الأحداث التي جرت في العراق، &حيث كان الجيش الأميركي متواجدًا، وهو أقوى جيش في العالم كان يحتل العراق، رغم ذلك رأينا النتائج على مسيحيي العراق، وما الذي حصل معهم، أكبر جيش في العالم لم يستطع أن يحمي الأقليات المسيحيّة الموجودة في العراق، وقد اضطرت هذه الاقلياّت إلى الهجرة بطريقة مأساوية، من هنا الخوف كبير على مسيحيي المشرق ككل، لأن ما حصل كان حربًا طائفية مذهبيّة مع مختلف الفرقاء، وهو أمر مخيف، أن تدخل كل الأحزاب والطوائف في حرب في ما بينها، من أجل أن تبقى إسرائيل دولة يهوديّة مرتاحة على وضعها، ولا أحد اليوم يطالب بما يضرها".

لأنهم أقليّة
لماذا هذا الاستهداف الدائم للمسيحيين في الشرق الأوسط؟. يجيب سلهب "لأنهم أقليّة، واليوم أصبحوا ضعفاء، إن كان في الإدارة أو الحكم أو السياسة، والضعيف دائمًا مُستهدف أكثر من غيره، ولا نزال نسبيًا في لبنان صامدين، إذا ما قارنا أنفسنا ببعض الدول العربيّة، لا يزال مسيحيو لبنان يتمتعون بمراكز في الإدارة والقرار السياسي، ولا نزال نتعاطى بأمورنا السياسيّة، بينما في دول أخرى الأقلية المسيحيّة لا تتعاطى بأي شأن سياسي، ولا يُنتخبون بل يتم تعيينهم، وهذا يعني ألا حقوق مدنية لهم مكتسبة بالحد الأدنى، لذلك نشهد أن الأقليات المسيحيّة في المشرق العربي هي التي تدفع الثمن في البدء".

غياب الدعم
في ظل غياب أي دعم غربي لمسيحيي المشرق، يرى سلهب أن دول الغرب لا تهمّها سوى مصالحها الآنية، من هنا لا يمكن الاتكال على الغرب، والقول إنه سيحمينا كمسيحيين، إذا استطعنا وضع أنفسنا في موقع تكون للغرب مصلحة فيه، عندها يهتم الغرب بنا، وحتى الآن لم نضع أنفسنا في موقع يكون الغرب بحاجة إلينا اقتصاديًا، ولديهم مصالح عندنا".

هل يبقى المسيحي مستضعفًا في الشرق؟، يرى سلهب أن "الأمر يعود إلى كيفية تصرّف المسيحيين في لبنان خصوصًا، إذا عرفنا تثبيت موقعنا في البلد، من الممكن أن يكون لبنان مرآة لسائر الدول، من خلال أخذ لبنان نموذجًا كي يعود مسيحيو المشرق إلى مواقعهم ونفوذهم".

عن إمكانية زيادة عدد المسيحيين، بحسب الدراسة، في المستقبل، يلفت سلهب إلى أن "هذه الدراسة مرتكزة إلى أصول علمية، ونأمل أن يزداد عدد المسيحيين أو أن يعود من هاجروا إلى الخارج إلى لبنان مجددًا".
&