تساءل مسؤول إسرائيلي كبير لـ"إيلاف" عن الدور التركي في قضية جمال خاشقجي، وإن كانت أنقرة قد نصبت فخًا استخباريًا للرياض، وقادت فيه خاشقجي إلى حتفه؟

إيلاف من القدس: في تصريح خاص لـ"إيلاف"، علق مسؤول إسرائيلي كبير على إعلان السعودية أن التحقيقات الأولية في اختفاء جمال خاشقجي أظهرت أن مناقشات جرت بينه وبين من قابلوه في قنصلية المملكة في اسطنبول أدت إلى حدوث شجار واشتباك بالأيدي، ما أدى إلى وفاته؛ وعلى صدور أمر ملكي بإعفاء أربعة ضباط كبار في الاستخبارات السعودية، وعلى اعتقال 18 مشتبهًا بتورطهم بحادثة وفاة الخاشقجي، فقال إنه يجب التوقف عند نقطتين أساسيتين، والتفكير فيهما مليًا بعد هذه الإجراءات السعودية.
&
تساؤلات إسرائيلية

أضاف المسؤول الإسرائيلي: "الأولى، بقاء الأمير محمد بن سلمان وليًا للعهد في السعودية، على الرغم من السعيين التركي والقطري الحثيثين لدى دوائر القرار العالمي لإطاحته من منصبه. وها هو يعزز موقعه داخل السعودية على الرغم من تداعيات هذه القضية؛ والثانية، البيان السعودي بشأن خاشقجي والقرارات السعودية السريعة مكنا الرئيس الأميركي دونالد ترمب من إعلان قبول نتائج التحقيق السعودي، وإنقاذ صفقة السلاح الهائلة بين البلدين، &كما إنقاذ العلاقة بين الرياض وواشنطن، بعدما خرجت أصوات أميركية حاولت الإيحاء بوجوب قطع هذه العلاقات".

وتابع قائلًا إن ثمة أسئلة عدة بقيت من دون إجابات في المرحلة الراهنة، متسائلًا: "أين جثة الخاشقجي؟ أين الدلائل والقرائن التركية التي ضاق بذكرها الإعلام التركي، ومن خلفه الأميركي؟ على ماذا سيحصل الأتراك في المقابل؟ لماذا يدعي الأتراك أنهم ما زالوا يطاردون 15 شخصًا تتهمهم أنقرة بأنهم من قتل خاشقجي، على الرغم من أنهم أعلنوا مرتين وأكثر أن هذه المجموعة المزعومة غادرت اسطنبول بعد ثلاث ساعات من اختفاء خاشقجي؟"
&
طمس مصدر المعلومات

وأضاف المصدر سؤالين مهمين جدًا، جديرين بالتفكير فيهما، والبحث عن إجابات ممكنة عنهما، وهما: "لماذا نُقِل القنصل السعودي في إسطنبول إلى الرياض في الأسبوع الماضي؟ هل وجد السعوديون خرقًا أمنيًا تركيًا ما لقنصليتهم في إسطنبول؟"

أكد المصدر الإسرائيلي لـ "إيلاف" أن هذه الأسئلة متصلة بعضها ببعض، "لأن الأتراك حاولوا دائمًا وبإصرار طمس مصدر معلوماتهم بشأن مقتل خاشقجي، ببث معلومات مغلوطة أحيانا، وتسريب تقارير متضاربة أحيانًا، كالقول مثلًا إن القنصلية السعودية كانت مراقبة وفيها أجهزة تنصت وتصوير، أو إن ساعة خاشقجي الذكية نقلت ما حصل له ببث حي إلى هاتفه الذكي الذي كان بحوزة من تقول إنها خطيبته وتنتظره خارج القنصلية".
&
قادوه إلى حتفه؟!

عدا ذلك، والقول دائمًا للمصدر الإسرائيلي، فإن الأتراك ادعوا في أحد&التسريبات أن القنصل السعودي عارض العملية وتلا&تهديدًا ممن نفذوها، بحسب ما نشرته صحيفة "يني شفق" التركية المقربة من السلطة، وهذا يدعو إلى التساؤل: "هل يحاول الأتراك إخفاء مصادرهم؟ وهل قاد الأتراك خاشقجي إلى حتفه؟"

أضاف المصدر: "من خلال التقارير التي تصل إلى الاستخبارات الإسرائيلية، لا يمكن إلغاء هذه الفرضية، فربما كان الأتراك قد نصبوا فخًا استخباريًا تكهنوا ما ستكون نهايته، وسمحوا بأن يتدحرج الأمر على هذا النحو لتوريط السعودية وولي عهدها في هذه المسألة، من أجل كسب نقاط في معركة أنقرة مع الرياض في الأزمة القطرية وفي مسألة قيادة العالم الإسلامي السني".

وكان مسؤول إسرائيلي، في أول تعليق رسمي إسرائيلي على القضية، قال لـ"إيلاف" إن إسرائيل لا تثق بأقوال تركيا في مسألة اختفاء الخاشقجي.