كان أمير الكويت حازمًا جدًا في لقاء مغلق مع بعض النواب إذ أكد أن الكويت مع السعودية على الحلوة والمرة، وأن العبث ممنوع بالدستور والديمقراطية في الكويت، وذلك بعد خطابه في افتتاح الدورة الجديدة لمجلس الأمة.

&إيلاف من الكويت: يُجمع المراقبون على أن الخطاب الأخير الذي ألقاه أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح الثلثاء، في افتتاح الدورة الجديدة لمجلس الأمة الكويتي، كان استثنائيًا بامتياز؛ إذ تناول السياسية الداخلية الكويتية مؤكدًا أنه لن يسمح بتحوّل نعمة الديمقراطية في الكويت إلى نقمة تهدد استقرار البلاد، ومشددًا &على ضرورة اليقظة اليوم، فالمنطقة تمر في مرحلة استثنائية، "لعلها الأخطر على حاضرنا ومستقبلنا"، كما قال.
&
أشد حزمًا

كان الخطاب علنيًا، وبلهجة تقريرية حازمة، وسمعه العالم أجمع. إلا أن مصادر "إيلاف" تتكلم على لهجة أميرية أشد حزمًا، وصوتًا "صبّاحيًا" أعلى وأقوى وتيرة، تعاليا في &ديوان الإمارة، إذ انتهز الشيح صباح الأحمد فرصة استقباله بعض النواب في استراحة النواب والوزراء في مجلس الأمة، في جلسة مغلقة، ليوجّه رسائل حازمة إلى الداخل الكويتي والخارج الإقليمي، عن الحصن الحامي للتجربة الكويتية، أي الحريات وحقوق الإنسان.

حصل هذا الاستقبال بطلب من أمير البلاد نفسه، وأكدت مصادر "إيلاف" إنه &أمر الحاضرين جميعًا بإطفاء هواتفهم النقالة، ثم تحدث عن العقوبات الأميركية الجديدة على إيران التي ستفرض في 4 نوفمبر الجاري، فقال: "إن دولةً حليفة استراتيجية للكويت تقود هذه العقوبات، وعلاقتنا بإيران طيبة كذلك، وما بعد العقوبات ليس كما قبلها، وعليكم أن تتمسكوا بالتعاون والوحدة، فالاستقرار يمكننا من تحصين أنفسنا أكثر في مواجهة التحديات المقبلة".

أضاف الشيخ صباح في مخاطبته النواب: "لن تتردد الكويت في الوقوف إلى جانب الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية في الحلوة والمرة، لأن المرحلة المقبلة غير سهلة، وتداعياتها لن تستثني أي بلد في المنطقة".
&
لا عبث بالدستور

وفي الوضع الداخلي، نقلت مصادر "إيلاف" أن أمير الكويت قال في الجلسة المغلقة ذاتها، وبالنبرة نفسها: "رئيس الحكومة الكويتي الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح وأنتم كنواب تعملون على توتير الأجواء بين السلطتين، أي مجلس الأمة والحكومة... لماذا لا تقفون صفًا واحدًا إلى جانبي في هذه الأيام الصعبة؟ فأنا أريد أن أحمي الكويت في هذه الظروف".

أضاف أمير الكويت: "للأسف، هناك العديد من أصحاب الآراء المتطرفة، وهم يضغطون علي كي أحل مجلس الأمة، وأنا لا أريد أن أفعل ذلك، ولن أسمح أبدًا بالعبث بالدستور».

ويُعدّ هذا الكلام الأميري السامي تتمة خاصة لكلام عام، ورد في خطابه الاستثنائي في اليوم نفسه، والذي عدد فيه أوجه الانحراف في الممارسة البرلمانية الكويتية، لهدف طائفي حينًا، ولمصالح انتخابية أحيانًا. وسأل في خطابه: "ما قيمة أحكام الدستور والقوانين وقرارات المحكمة الدستورية إذا تم تجاوزها؟... بكل صراحة وجدية، لن أسمح بأن نحيل نعمة الديمقراطية التي نتفيأ بظلالها إلى نقمة تهدد الاستقرار وتهدم البناء".

ودعا النواب والوزراء إلى الارتقاء إلى مستوى مسؤولياتهم الوطنية، "والعمل الجاد لوقف تردي الممارسات البرلمانية، وتصويب مسيرتها، والحفاظ على النظام الديمقراطي، فحرية الرأي سمة من سمات المجتمع الكويتي، وحرصنا على استمرارها أمر لا يقبل المزايدة".

وقال الأمير: "نشهد بكل حسرة واقع منطقتنا المرير وتداعياتها الخطرة، إذ نعيش مرحلة استثنائية لعلها الأخطر على حاضرنا ومستقبلنا بعد أن تحولت المنطقة إلى ساحة للقتل والدمار ومسرحًا للصراعات والعصبيات وتصفية الحسابات، والأوان آن كي تدرك شعوب المنطقة بأنها مستهدفة في أمنها واستقرارها واقتصادها، داعيا إلى أن « تصفو القلوب وتهدأ النفوس وتلتئم الجراح بما يعزز مكانة مجلس التعاون الخليجي".