صورة أرشيفية
Getty Images
صورة أرشيفية

تقدمت القوات الحكومية اليمنية، المدعومة من السعودية، ببطئ باتجاه مدينة الحديدة، على ساحل البحر الأحمر.

وشهدت جبهات جنوب وجنوب شرق الحديدة هدوءا نسبيا في الساعات السابقة بعد معارك عنيفة في محيط ميناء الحديدة أسفرت عن مقتل العشرات من المقاتلين الحوثيين، حسبما أفادت تقارير الأحد.

وتواصل القوات الحكومية هجومها في محيط جامعة الحديدة، مدعومة بالقصف الجوي للتحالف الذي تقوده السعودية.

يأتي ذلك في وقت تحذر فيه الأمم المتحدة من مجاعة وشيكة في أنحاء اليمن.

وينشر التحالف الذي تقوده السعودية آلاف الجنود، بهدف استعادة السيطرة على الحديدة، التي تعد مدخلا للمساعدات والواردات، وشريان حياة لملايين اليمنيين، بعد أكثر من 3 سنوات من الحرب.

ويتركز القتال حول المطار، الذي فشلت قوات التحالف في الاستيلاء عليه في هجوم سابق، وكذلك المدخل الشرقي للمدينة، وبالقرب من الجامعة، التي تبعد مسافة 4 كيلومترات جنوب الميناء.

وقال مصدر عسكري يمني مدعوم من التحالف: "هذه هي أول مرة يصل فيها القتال إلى هذه النقطة (الجامعة).

وقال سكان يمنيون إنهم سمعوا تبادلا لإطلاق النار بالمنطقة.

ويواجه التحالف، الذي يعتمد على أسلحة ومعلومات استخباراتية غربية، تحديا في السيطرة على المدينة - التي يتحصن بها الحوثيون - دون سقوط أعداد كبيرة من الضحايا، في وقت يتزايد فيه الضغط الدولي بشأن هذه الحرب، بعد سقوط أكثر من 10 آلاف قتيل.

ودعت الولايات المتحدة وبريطانيا لوضع نهاية لهذا النزاع، ما يزيد الضغط على السعودية، التي تواجه غضبا عالميا بسبب مقتل الصحفي السعودي البارز جمال خاشقجي، في القنصلية السعودية بمدينة اسطنبول التركية، في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

طفل يمني يعاني من سوء التغذية
Getty Images
حذرت الأمم المتحدة من حدوث مجاعة قريبا في اليمن

"موقف مخزي"

وقالت مبعوثة المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، أنجيلينا جولي، إن المجتمع الدولي "بطئ بشكل مخزي"، فيما يتعلق بأزمة اليمن، وحثت مجلس الأمن الدولي على إيجاد نهاية قائمة على التفاوض لهذه الحرب.

وأضافت في بيان الأحد: "نشاهد الوضع يتفاقم، إلى النقطة التي أصبح فيها اليمن على شفا مجاعة من صنع الإنسان، ويواجه أسوأ انتشار لوباء الكوليرا في العالم خلال عقود".

وكررت أنجيلينا جولي تحذيرات الأمم المتحدة، من أن نحو نصف سكان اليمن، البالغ عددهم نحو 14 مليون نسمة، قد يصبحون قريبا على شفا مجاعة.

وتدخل تحالف لدول سنية، تقوده السعودية والإمارات، في اليمن عام 2015، وقيل إن ذلك بهدف الإطاحة بالحوثيين، وإعادة تنصيب الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا.

وينظر كثيرون لهذا النزاع بأنه بمثابة حرب بالوكالة، بين السعودية وإيران.

وتقول الرياض وأبوظبي إن انتزاع السيطرة على الحديدة سيمثل ضربة للحوثيين، الذين لا يزالون يسيطرون على معظم المناطق المأهولة بالسكان في اليمن، بما في ذلك العاصمة صنعاء، وذلك عبر قطع شريان الإمدادات الرئيسي عنهم، ما سيدفعهم للجلوس إلى طاولة لمفاوضات.

وكانت محاولة سابقة للسيطرة على الحديدة، في يونيو/ حزيران الماضي، قد واجهت عقبات، وتوقفت قبيل مشاورات سلام برعاية الأمم المتحدة في جنيف، والتي انهارت في سبتمبر/ أيلول، بعد عدم حضور الحوثيين.

وقال المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، مارتن غريفث، الأسبوع الماضي إنه يأمل في إعادة المشاورات في غضون شهر.

ويستعد غريفث لزيارة مدينة تعز، وهي ثالث كبريات المدن اليمنية، وإحدى نقاط الاشتعال في الصراع، منذ أن طرد الحوثيون الحكومة من صنعاء عام 2014، وذلك وفق ما ذكرت مصادر مقربة من مجريات محادثات الأمم المتحدة.