الدوحة: حذّر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الثلاثاء من آثار طويلة الأمد للازمة بين بلاده وجاراتها، معتبرا أن هذا الخلاف أظهر أن مجلس التعاون الخليجي "أخفق" في تحقيق أهدافه.

وقال الأمير في خطاب ألقاه أمام مجلس الشورى في الدوحة "يعلّمنا التاريخ أن الأزمات تمر لكن إدارتها بشكل سيء قد تخلّف رواسب تدوم زمنا طويلا".

وأضاف أن "استمرار الأزمة الخليجية كشف عن إخفاق مجلس التعاون الخليجي في تحقيق أهدافه، وتلبية طموحات شعوبنا الخليجية، ما أضعف من قدرته على مواجهة التحديات والمخاطر وهمّش دوره الإقليمي والدولي".

كما دعا إلى تجنّب "المساس بسيادة الدول أو التدخل في شؤونها الداخلية"، وإلى "احترام القواعد التي تنظّم العلاقات بينها".

وكان أمير قطر يشير إلى الأزمة المستمرة منذ &حزيران/يونيو 2017، عندما قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها الدبلوماسية مع الدوحة متهمةً إياها بدعم "الإرهاب"، لا سيما عبر تمويل جماعات إسلامية متطرفة.

ونفت قطر مرارا هذه الاتهامات.

واتّخذت الدول الاربع اجراءات عقابية بحق قطر في محاولة لاضعافها اقتصاديا، وبينها منع طائراتها من عبور أجوائها، وإغلاق المنفذ البري بين السعودية والامارة الغنية بالغاز، ووقف كافة العلاقات التجارية معها.

والى جانب قطر والامارات والسعودية والبحرين، يضم مجلس التعاون الخليجي الكويت وسلطنة عمان اللتين لا تزالان تقيمان علاقات مع الدوحة.

وفي خطابه السنوي أمام مجلس الشورى، تطرق الشيخ تميم إلى اقتصاد بلاده، معتبرا أن قطر تمكّنت "إلى حد بعيد من تجاوز آثار الحصار"، وأنّها ستحافظ على مركزها كأكبر مصدر للغاز المسال في العالم.

وأكّد أمير قطر "لم تتأثر صادراتنا من النفط بالحصار، فقد حرصت الدولة على تنفيذ التزاماتها كافة بموجب العقود القائمة، وأبرمت عدة عقود طويلة المدى".

وفي ما يتعلق بالتحضيرات القطرية لاستضافة بطولة كأس العالم 2022، رأى الأمير أنه "لم يكن هذا بالأمر السهل"، بينما تواصل بلاده تمويل استضافة الحدث العالمي.

وتنفق قطر 500 مليون دولار أسبوعيا ضمن تحضيرات تنظيم البطولة.

وكان ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان أشاد في تصريح بدا مفاجئا حيال قطر في 24 تشرين الأول/اكتوبر باقتصاد الإمارة التي تضم أكبر قاعدة اميركية جوية في المنطقة، في خطوة غير مسبوقة لمسؤول سعودي منذ قطع العلاقات في العام الماضي.

وقال الأمير محمد في منتدى "مبادرة مستقبل الاستثمار" في الرياض "المملكة العربية السعودية في الخمس سنوات القادمة سوف تكون مختلفة تماما. البحرين ستكون مختلفة تماما والكويت. حتى قطر على خلافنا معهم لديهم اقتصاد قوي وستكون مختلفة تماما بعد خمس سنوات".