إيلاف من نيويورك: هل يتكرر سيناريو الانتخابات الرئاسية التي شهدتها الولايات المتحدة الأميركية عام 2000 مجددًا في عام 2018 وفي الولاية نفسها وبين الحزبين الديمقراطي والجمهوري أيضًا؟

عام 2000 احتاج الأميركيون إلى أكثر من شهر لمعرفة رئيسهم الجديد بعد أزمة إحصاء الأصوات في فلوريدا بين المرشحين الديمقراطي آل غور، والجمهوري جورج بوش الابن الذي أصبح رئيسا للبلاد لاحقا، أما اليوم فيبدو أن على سكان الولاية الانتظار لمعرفة من سيمثلهم في مجلس الشيوخ بواشنطن إلى جانب السناتور ماركو روبيو.

أهم سباق انتخابي

القصة بدأت مع بدء إعلان نتائج الانتخابات النصفية مساء الثلاثاء. السباق الانتخابي في الولاية كان الأكثر إثارة بفعل قوة المرشحين لعضوية مجلس الشيوخ ومنصب الحاكم، ولموقع فلوريدا المهم في السياسة الأميركية، وأيضا لزج دونالد ترمب وباراك أوباما بكامل قوتهما لحسم السباق لصالحهما.

هكذا بدأت الازمة

الصراع على منصب الحاكم حسمه رون ديسانتيس الجمهوري لصالحه، واعترف خصمه اندور غيلوم بالهزيمة، ومع إعلان النتيجة توجهت الأنظار إلى السباق الأهم المتمثل في مقعد الولاية بمجلس الشيوخ حيث يتصارع حاكم فلوريدا السابق ريك سكوت مع السناتور الديمقراطي بيل نيلسون.

لا اعتراف

الأرقام غير الرسمية بدأت تتحدث عن تمكن سكوت من هزيمة نيلسون، وأظهرت آخر نتيجة معلنة حصوله على 4,094,767 صوتا مقابل 4,079,693 لمنافسه الديمقراطي، وبعكس ما جرى في انتخابات منصب الحاكم، رفض بيل نيلسون الاعتراف بالهزيمة طالبا إعادة فرز الأصوات.

تصعيد الخميس

يوم الأربعاء مرّ هادئا، والجميع كان ينتظر النتيجة التي ستسفر عنها عمليات الفرز في مقاطعتي بروارد، وبالم بيتش، والجدير بالذكر ان أصوات المقاطعتين سببت&ازمة عام 2000، إلا ان الدخان الأبيض لم يتصاعد مما دفع الرئيس ترمب والحاكم السابق، ومعهما حشد من الجمهوريين، إلى التصعيد.

فضيحة فساد

ولجأ الرئيس الأميركي ترمب إلى حسابه على موقع تويتر ليحذر من فضيحة في فلوريدا، حيث كتب يقول "إدارة إنفاذ القانون تبحث&في فضيحة فساد كبيرة أخرى تتعلق بالاحتيال الانتخابي في بروارد وبالم بيتش. ولاية فلوريدا صوتت لصالح ريك سكوت!".

لم نقف مكتوفي الايدي

المعني الأول "سكوت" خرج في ساعة متأخر من ليل الخميس ليتحدث من دون تقديم أدلة عن عمليات احتيال واسعة النطاق في كلتا المقاطعتين، متهما الديمقراطيين بمحاولة سرقة الانتخابات، وقال "سأطلب من إدارة إنفاذ القانون في فلوريدا التحقيق في هذا الأمر على الفور، وأفكر في كل خيار قانوني متاح"... مضيفا ""رأينا جميعا عدم الكفاءة والمخالفات في جداول التصويت في بروارد وبالم بيتش لسنوات "لن نجلس مكتوفي الأيدي بينما يحاول الليبراليون سرقة هذه الانتخابات من شعب فلوريدا العظيم."

دعاوى قضائية

ونقل سكوت عملية الضغط إلى القضاء، حيث قامت حملته الانتخابية، واللجنة الجمهورية الوطنية بتقديم دعويين&قضائيتين، الأولى ضد بريندا سنايبس، المشرفة على انتخابات مقاطعة بروارد، والأخرى ضد سوزان بوتشر المشرفة على الانتخابات في مقاطعة بالم بيتش، سوزان بوتشر. وتضمنت الدعويان&ادعاءات تتهم المشرفتين بعدم الشفافية بشأن جمع الأصوات أو حول فرز الأصوات في انتهاك لقانون ولاية فلوريدا.

رد الديمقراطيين

حملة السناتور نيلسون ردت على الاتهامات، حيث قال دان ماكلولين المتحدث باسم الحملة إن تصرفات الحاكم تبدو "ذات دوافع سياسية"، مشيرا "إلى ان الهدف هو رؤية جميع الاصوات في فلوريدا تحسب بدقة، ويبدو أن عمل ريك سكوت له دوافع سياسية وولد من اليأس".

الديمقراطيون أقوى

تجدر الإشارة إلى ان الحزب الديمقراطي يمتلك ثقلا كبيرا في المقاطعتين، خصوصا بروارد، حيث أظهرت النتائج الأخيرة حصول بيل نيلسون على 69,1% مقابل 30,9% لسكوت، وكذلك حصل الديمقراطي اندرو غيلوم على نفس النسبة تقريبا في انتخابات الحكام، ولم تختلف ارقام ترمب عام 2016 كثيرا عن ارقام مرشحيه يوم الثلاثاء حيث حصد 31.37% من أصوات الناخبين في بروارد.

&