أسامة مهدي: حمل رئيس الحكومة العراقية اليوم دول الاقليم مسؤولية مشاركة بلاده في معاناتها من الحروب من خلال مساهمتها بتنشيط اقتصاده واقر بأن العقبات ماتزال قائمة لتنفيذ مشاريع استثمارية مؤكدا على ضرورة ان يكون الاقتصاد العراقي وطنيا وليس اجنبيا.

وشدد رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي في كلمة خلال افتتاحه للدورة 45 لمعرض بغداد الدولي بمشاركة 18 دولة و700 شركة أجنبية السبت اهمية تحرر الاقتصاد العراقي وترك الاعتماد على الاقتصاد الريعي وتنشيط انتاجه المحلي ليكون اقتصادا عراقيا لا اقتصادا اجنبيا فقط .وأقر "بأن العقبات ماتزال قائمة للقيام بمشاريع استثمارية".

وأكد ضرورة عدم اعتماد العراق على الاقتصاد الاجنبي من خلال الاستيراد وانما يجب العودة الى كل قطاعاته لتنشيطها كالزراعة والصناعة واقامة مشاريع خدمية ارتكازية.

وقال "لانريد للاقتصاد اليوم ان يكون اقتصاد اجنبيا فقط ولكن نريد ان ننشط جميع المبادرات القطاع العام والخاص ومبادرات شركاتنا والعمل معا للانطلاق باقتصاد متنوع الموارد وليس اقتصاد ريعيا".

واضاف ان العراق ماوصل الى هذه المرحلة من الاستقرار والتقدم الا بعد مراحل صعبة من حروب داخلية وخارجية دمرت بناه التحتية واقتصاده وخلقت الكثير من العقبات من خلال وضعه تحت العقوبات الاقتصادية وفرض الحصار الاقتصادي الذي عانى منه كثيرا وبعد عام 2003 واجه حملات شرسة من الاعتداء على المواطنين من قبل القاعدة وتلاها داعش الارهابي.

ونوه في كلمته التي بثتها الوكالة العراقية للانباء وتابعتها "إيلاف" الى ان "العراق لن يتحمل هذه المعاناة وحدة واليوم المسؤوليات مشتركة مع جميع الدول الاقليمية لتحمل اعباء هذه المعاناة من خلال اقامة مشاريع كبيرة لتنشيط الاقتصاد العراقي".

واوضح ان لدى العراق الان خريطة واسعة للاستثمار بفتح المجال امام شتى اشكال الاستثمار بجميع القطاعات .. منوها الى ان التدمير امر كارثي وسلبي ،لكنه من جانب اخر يفتح المجال للاستثمار واتاحه الفرص لجميع الدول للمساهمة به من خلال توفير بيئة مناسبة وحماية خاصة للشركات المستثمرة في العراق ".

ومن جهته اكد وزير التجارة محمد هاشم العاني حرص العراق على رسم الخطط لكل الدول والشركات الرائدة للدخول الى السوق العراقية ومنح القطاع الخاص امتيازات مهمة لتطوير العمل الاقتصادي كما يجري العمل على اعادة النظر بالاتفاقيات الدولية ومذكرات التفاهم ". ودعا جميع الدول الى المشاركة في اقامة مشاريع استثمارية في السوق العراقية التي هي بحاجة الى خبرات دولية استثمارية.

بغداد تأمل عقودا بملايين ومساهمات بالاعمار&

واليوم انطلقت اعمال معرض بغداد الدولي بمشاركة 100 دولة و700 شركة في اول فعالية له بعد تحرير البلاد من احتلال تنظيم داعش الارهابي لمناطق شاسعة من أراضيها وهي تتطاع &لتعزيز اقتصادها في ظل تحديات اعمار مادمرته الحرب ضد &التنظيم والتي تتطلب مبلغ 100 مليار دولار.

وتُنظم هذه الدورة من المعرض التي تستمر عشرة ايام تحت شعار "عازمون على البناء والاعمار كما التحرير والانتصار" بمشاركة فاعلة من دول العالم وخاصة الاوربية وشركات متخصصة ونوعية كما قالت وزارة التجارة العراقية في بيان صحافي تابعته "إيلاف" منوهة الى ان "هناك رغبة كبيرة من الدول والشركات للمشاركة في الدخول للسوق العراقية من أجل المساهمة في أعمار البنى التحتية والبنى المدمرة نتيجة العمليات العسكرية التي شهدت تحرير الاراضي العراقية من العصابات الارهابية".

وأضافت الوزارة ان المعرض يهدف الى إيصال الحقيقية لكل دول العالم ان العراق أصبح بخير وأمان ويسعى جاهداً للنهوض بواقعه الاقتصادي والانفتاح على جميع الدول والشركات وعلى جميع الصعد التجارية والاقتصادية.

وابلغ مسؤول عراقي "إيلاف" ان بلاده تأمل بتوقيع اتفاقات تجارية وتصنيعية بملايين الدولارات مع الدول والشركات المساهمة في دورة المعرض الحالية في مختلف المجالات. واشار الى ان فعاليات المعرض تمثل دافعا معنويا مهما لتزامنها مع تحرير العراق من الإرهاب نهائيا والبدء بالصفحة الثانية من التحضير للاستقرار وإعادة الإعمار لتأهيل &المدن المحررة ومساعدة أهلها على تجاوز إشكاليات المرحلة السابقة وهو ما يسعى إليه العراق اليوم من خلال دعوة كل الدول والشركات العربية والدولية للإسهام في إعادة إعمار هذه المدن وإقامة المشاريع الاقتصادية بالاشتراك مع القطاع الخاص العراقي.

ومعرض بغداد الدولي مخصص لاقامة الفعاليات والمهرجانات الدولية ويقع على ارض واسعة في حي المنصور وسط العاصمة العراقية حيث تعرض &سنويا على ارضه دول عديدة منتوجاتها وخدماتها.

وكان أول معرض زراعي وصناعي اقيم على ارض معرض بغداد الدولي الحالي في عام 1957 ونظمه لواء بغداد حينذاك .. ثم تأسست الشركة العامة للمعارض العراقية عام 1959وكانت تسمى آنذاك مديرية مصلحة المعارض العراقية وانضمت الشركة عام 1971 إلى عضوية اتحاد المعارض الدولية الذي يقع مقرها في باريس.

وقد أقيم أول معرض عراقي دولي عام 1964 في بغداد بمشاركة أربع دول عربية واستمرت الدورات تعقد سنويا حتى دخول القوات الأميركية إلى البلاد عام 2003 حين توقفت لعدم استقرار الوضع الأمني في بغداد وتعرض معظم مرفقاته الى الدمار بسبب عمليات السلب والنهب في إعقاب احداث ذلك العام لكن محافظة بغداد اخذت على عاتقها إعادة إعمار وتأهيل وترميم منشآت المعرض بكلفة بلغت 65 مليون دولار.