نهاية أسبوع صعبة عاشها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي وجد نفسه فجأة يتعرّض لتوبيخ غير مباشر من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وعلى مرأى ومسمع قادة العالم، والملايين، خلف الشاشات.

إيلاف من نيويورك: تحت سماء ملبّدة بالغيوم في قلب العاصمة الفرنسية، صوّب ماكرون سهامه نحو شعار "أميركا أولًا"، الذي يرفعه الرئيس دونالد ترمب، وأيضًا من قناة تقديم الأخير نفسه على أنه "قومي".

القومية خيانة للوطنية
ماكرون انتقد خلال احتفالات إحياء الذكرى المئوية لنهاية الحرب العالمية الأولى، القومية المتصاعدة، معتبرًا أنها "خيانة للوطنية".&

أكمل باتجاه شعار "أميركا أولًا"، حيث رفض ما أسماها "أنانية الأمم التي لا تهتم إلا بمصالحها الخاصة". متابعًا: "الوطنية هي عكس القومية تمامًا".

توبيخ الرئيس
لم يصدر أي إيضاح من الإليزيه أو البيت الأبيض حول تصريحات ماكرون، التي أثارت غضب أنصار التيار القومي المؤيدين لترمب.&

وكتب موقع بريتبارت اليميني يقول: "من الواضح أن ماكرون كان يهدف إلى توبيخ الرئيس ترمب، الذي كان يجلس على بعد بضع خطوات منه".

ونقل الموقع تغريدة دوّنها السياسي البريطاني المحافظ جون أوسوليفان، رفض خلالها تصريحات ماكرون، واصفًا إياها بـ"الكلام الفارغ"، ومتحدثًا عن تداخل الوطنية والقومية بشكل كبير.

زعيم المجتمع الدولي
واعتبر الموقع أن ماكرون وضع نصب عينيه الفوز بجائزة أكبر من فرنسا، ويريد أن يكون "زعيم المجتمع الدولي". ومع أفول نجم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، يرى أنه قادر على حشد الأمميين واجتثاث القوميين - بدءًا من ترمب.

لا تمر العلاقات الأميركية الفرنسية بأحسن حالاتها، شأنها شأن معظم علاقات واشنطن مع الدول الأوروبية الكبيرة. وجاء منتدى السلام، الذي تحتضنه العاصمة الفرنسية برعاية ماكرون ليؤكد ابتعاد باريس عن واشنطن.&

فالمنتدى ينظر إليه على أنه يهدف بالدرجة الأولى إلى مواجهة أجندة الرئيس الأميركي بعد انسحابه من اتفاقية باريس للمناخ، والاتفاق النووي الإيراني، إضافة الى تضارب وجهات النظر في ملفات عديدة تتعلق معظمها بمنظمات الأمم المتحدة.

صدام قبل أيام
قبيل وصوله إلى باريس في الأسبوع المنصرم، رد ترمب على اقتراح ماكرون بضرورة بناء جيش أوروبي حقيقي موحد للدفاع عن القارة الأوروبية التي قد تضطر لمواجهة قوى كبرى مثل روسيا والصين وحتى الولايات المتحدة الأميركية.&

واعتبر ترمب أنه "مهين جدًا". وقال: "لقد اقترح الرئيس ماكرون إنشاء جيش أوروبي في وجه الولايات المتحدة والصين وروسيا.. هذا مهين جدًا، لكن ربما يجب على أوروبا أن تسدد أولًا مساهمتها في حلف شمال الأطلسي (ناتو) الذي تموّله الولايات المتحدة إلى حد كبير!".