إيلاف من لندن: من المنتظر أن يقوم الرئيس العراقي برهم صالح مطلع الأسبوع المقبل بزيارة رسمية إلى إيران على رأس وفد رسمي حيث سيكون موقف العراق من العقوبات الأميركية عليها في مقدمة القضايا التي سيبحثها مع المسؤولين الإيرانيين إضافة إلى أمن الحدود المشتركة وتعزيز العلاقات التجارية بين البلدين.

وقالت مصادر إيرانية اليوم إن الرئيس العراقي برهم صالح سيزور طهران مطلع الأسبوع المقبل للمرة الاولى منذ تسلمه منصبه الحالي في الثاني من الشهر الماضي على رأس وفد رسمي يضم وزراء ومسؤولين كبارا، بينهم وزير الخارجية محمد علي الحكيم، موضحة أن النائب الأول للرئيس الإيراني إسحاق جهانغيري كان قد وجه دعوة للرئيس صالح لزيارة طهران خلال زيارته إلى النجف ومشاركته في مراسم زيارة الأربعين في 30 من الشهر الماضي كما قالت وكالة "تاناك" الإيرانية الثلاثاء، لكنّ تأكيدا من بغداد لم يصدر بعد حول الزيارة.

ومن جهتها، أشارت مصادر عراقية تحدثت إلى "إيلاف" إلى أنّه من المؤكد أن موقف العراق من العقوبات الأميركية على إيران والاستثناءات التي حصل عليها منها وخاصة في مجال الطاقة ومدتها 45 يومًا وخصوصية وضع العراق بشأن تلك العقوبات ستتصدر مباحثات الرئيس صالح مع محاوريه الإيرانيين .

الرئيس العراقي ورئيس الحكومة والعقوبات

وخلال زيارته إلى الكويت الاحد الماضي، قال الرئيس صالح في لقاء مع الصحافيين إن العراق "لا يريد أي&أذى يمس الشعب الإيراني، ونحن في&حوار حقيقي&مع واشنطن لمراعاة خصوصية العراق ولا نريد أن يكون العراق محملا لأعباء ووزر تلك العقوبات".&

وعن مستقبل التعاون الاقتصادى والتجارى مع إيران بعد فرض العقوبات، أشار صالح إلى أنّ "إيران جارة مهمة للعراق وتربطنا بها وشائج تاريخية وثقافية واجتماعية والعلاقة لم تكن سهلة في&الماضي،&وهناك تحدٍ كبير أمامنا لتجاوز الماضي&والانطلاق نحو مرحلة جديدة وعلاقة مستقرة بين بلدين جارين مبنية على احترام السيادة والمصلحة المشتركة".&

ومن جهته، قال رئيس الحكومة العراقية عادل عبد المهدي خلال مؤتمر صحافي الثلاثاء الماضي عقب الاجتماع الاسبوعي لحكومته: "هناك وفود عراقية ومحامين&لهم قدرة واسعة في القانون الدولي والاقتصاد العراقي يتفاوضون منذ فترة مع أميركا وإيران للوصول إلى المعادلة التي طرحناها في البرنامج الحكومي".&

وشدد على أنّ "العراق ليس جزءاً من منظومة العقوبات او الاعتداء على أي دولة ويراعي مصالحه أولاً وموقفنا شبيه بالموقف الاوروبي وروسيا والصين واليابان وهو حفظ المصالح الوطنية وبدون ضرر او ضرار على الآخر، كما لا يريد ان يكون جزءاً من الصراع هو ليس طرفاً فيها".

واعلنت الادارة الأميركية في الثامن من الشهر الحالي عن منح العراق اعفاء مدته 45 يوما من عقوباتها على إيران حتى يحقق استقلاليته عنها في مجال الطاقة .. واكدت ان العقوبات لا تستهدف الشعب الإيراني وانما سلوكيات نظامه منوهة إلى أنّها لاتشمل الغذاء والدواء وكذلك التجارة مادامت لا تسدد بالدولار.

ودخلت الحزمة الثانية من العقوبات الأميركية على إيران في الخامس من الشهر الحالي حيز التنفيذ، حيث تستهدف على وجه التحديد قطاع الطاقة، وذلك بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق الدولي النووي مع إيران في&مايو الماضي.

العراق متنفس إيران الاقتصادي

وسيسعى الإيرانيون خلال الزيارة إلى اقناع العراقيين بزيادة التبادل التجاري بين البلدين وتصدير المزيد من السلع والبضائع إلى العراق للتخفيف من آثار الحصار الاقتصادي الدولي على إيران، حيث يعتبر العراق متنفس طهران التجاري .

وترتبط بغداد بعلاقة قوية مع واشنطن وتنسق معها حول الأمن والسياسة والحكم لكن اقتصادها متشابك بشكل كبير مع اقتصاد إيران. ولا تنتج المصانع العراقية سوى القليل جدا من المنتجات إثر الحصار الدولي الذي فرضته الولايات المتحدة في مطلع التسعينات والغزو الذي قادته ضد العراق في عام 2003 وبدلا من ذلك تغزو حاليا المنتجات الإيرانية الأسواق العراقية ابتداءً&من المعلبات الغذائية مثل الألبان إلى السجاد والسيارات.

وفي السادس من الشهر الحالي، اعلن السفير الإيراني في العراق إيرج مسجدي عن وصول حجم التبادل التجاري بين العراق وإيران إلى ثمانية مليارات ونصف المليار دولار سنوياً.. مبيناً أن هناك 79 شركة إيرانية مختلفة الاختصاصات تعمل في العراق في مجالات الطاقة والبناء والسياحة والبنى التحتية،&وان حجم مشاريع تلك الشركات بلغ عشرة مليارات دولار.

كما سجلت إيران المشاركة الاكبر في معرض بغداد الدولي الحالي الذي افتتح الاحد الماضي، ويستمر عشرة ايام بحضور 60 شركة في جناح تبلغ مساحته 1200 متر مربع. وقال الملحق التجاري الإيراني في العراق &ناصر بهزاد إن الجناح الإيراني في المعرض يعرض انواع المواد الغذائية والانشائية والسجاد والزعفران والمعدات والصلب وحديد التسليح ومعدات السيارات والأنابيب والمنتجات البلاستيكية والزراعية وقطع الغيار والخدمات التقنية والهندسية.
&