بيروت: طُرحت على بعض الفرقاء السياسيين في لبنان فكرة الدعوة إلى حوار حول الأزمة الحكومية ورغم جوابهم بالرفض القاطع وقولهم إنهم سيتقاتلون في ما بينهم ونفتح البلد على أزمة أعمق، يبقى القول إن الحوار قد يكون مخرجًا لحل الأزمة الحكومية في لبنان، خصوصًا بعد اللقاء الأخير بين رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس حزب المردة سليمان فرنجية بعد قطيعة دامت طويلاً بينهما.

فما مدى أهمية إجراء الحوار اليوم بين مختلف القيادات اللبنانية بحسب المواطن اللبناني؟

حوار عقيم

ماجد حلاوي يؤكد أن وطننا لبنان هو بلد قائم على الحوار، ويشير إلى أن مبادرات رئيس المجلس النيابي نبيه بري بالدعوة الى طاولة الحوار في السابق شكلت محاولة انقاذية ومحاولة لتهدئة الأمور إيجابيًا.

ويرى أنه من المهم جدًا ومن الضروري أن نعرف ماذا سنفعل في الحوار، لافتًا إلى أن "الحوار يجب أن يكون بعقل منفتح ونفسية إيجابية"، رغم الأمل الضئيل بأن يعطي الحوار نتيجة لأن كل الدلائل على الأرض تشير بأنه سيكون عقيمًا.

أزمة حقيقيّة

رالف سكر يؤكد أن لبنان يعيش أزمة نظام حقيقيّة، لا يمكن معالجتها بالخيارات الخاطئة، وتجاهل الحل الذي يرضي اللبنانيين، وتحديدًا الشباب الذين انتفضوا على هذا الواقع المذري الذي نتج من ممارسات الطبقة السياسيّة اللبنانيّة، وعندما يعيش البلد أزمة نظام حقيقيّة، من دون مخارج وآليات غير متوافرة للحل الآن، قد يترك الخيار للشارع في المدى المنظور، عبر مواجهة بين السلطة والمتظاهرين.

ترطيب الأجواء

ويلفت سكر إلى أن رئيس مجلس النواب نبيه بري أراد في السابق من طاولة الحوار فتح دورة استثنائية للمجلس النيابي وعودة التشريع وتفعيل الحكومة فلماذا لا يدعو اليوم إلى طاولة حوار ترطب الأجواء وقد تفتح المجال في حل العقدة السنية في تشكيل الحكومة اللبنانية؟

مضيعة للوقت

كريم صوايا يؤكد على عدم جدية الحوار ويستذكر طاولات الحوار الماضية التي لم يتم الاتفاق فيها على أمور جوهرية باستثناء اتفاق بعبدا الذي ينص على تحييد لبنان عن الصراعات في المنطقة، ويتساءل صوايا ما كان مصير اتفاق بعبدا سوى أنه تم نقضه من قبل حزب الله وعدم العمل بمضمونه، إذ أن حزب الله حارب إلى جانب النظام السوري وبالتالي لم يتم تحييد لبنان عن أزمات المنطقة ولم يؤخذ بهذا الاتفاق، من هنا لا جدوى من أي طاولة حوار وهي بالنسبة له مضيعة للوقت ومضيعة لصبر اللبنانيين الذين سئموا انتظار الحلول من دون جدوى.&

بنود محددة

باسكال حلو تشير إلى أن الغرض من الحوارات هو فتح المجال للاتفاق على بنود محددة، وبما أن الحكومة لم تشكل حتى الساعة بعد بروز العقد الواحدة تلو الأخرى، فلماذا لا يتم التوصل الى طاولة حوار تجمع كل الفرقاء ويضعون على هذه الطاولة هواجسهم وتطلعاتهم نحو ما يريدون من تشكيل الحكومة، من دون أي تدخل خارجي بالنسبة لطاولة لحوار، عل وعسى قد يتوصلون لحل الأزمة الحكومية التي طالت كثيرًا هذه المرة.