بدأ الرئيس العراقي برهم صالح اليوم زيارة رسمية إلى إيران يبحث خلالها مع المرشد الأعلى خامنئي ونظيره الإيراني حسن روحاني تطورات الأوضاع في المنطقة وموقف العراق من العقوبات الأميركية، إضافة إلى تعزيز علاقات البلدين التجارية يعقبها بزيارة إلى السعودية لمناقشة سبل تقدم واستقرار المنطقة.

إيلاف: استقبل الرئيس الإيراني حسن روحاني نظيره العراقي برهم صالح في مطار طهران، حيث أقيمت مراسم استقبال تضمنت عزف النشيدين الوطنيين لبلديهما، واستعراض لحرس الشرف الإيراني.

وقالت الرئاسة العراقية في بيان صحافي السبت تابعته "إيلاف" إن صالح سيجري مباحثات خلال زيارته هذه مع روحاني ومع المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران علي الخامنئي، كما سيعقد لقاءات مع عدد من القادة والمسؤولين الإيرانيين.

وأوضحت أن هذه الاجتماعات "تتضمن حوارات وتفاهمًا في الملفات المشتركة بين البلدين الجارين بما يعزز العلاقات الراسخة بينهما، فضلًا عن قضايا المنطقة".

&

أضافت إن الرئيس صالح سيواصل جولته بزيارة المملكة العربية السعودية في إطار العمل على تطوير العلاقات مع جميع دول الجوار وتمتين أواصر الحوار البناء لمصلحة العمل المشترك واستقرار وتقدم المنطقة.

موقف العراق من العقوبات على إيران تتصدر المباحثات
وأشارت مصادر عراقية تحدثت إلى "إيلاف" إلى أنه من المؤكد أن موقف العراق من العقوبات الأميركية على إيران والاستثناءات التي حصل عليها منها، وخاصة في مجال الطاقة ومدتها 45 يومًا، وخصوصية وضع العراق بشأن تلك العقوبات، ستتصدر مباحثات الرئيس صالح مع محاوريه الإيرانيين.

وخلال زيارته إلى الكويت الأحد الماضي قال الرئيس صالح في لقاء مع الصحافيين إن العراق "لا يريد أي أذى يمس الشعب الإيراني، ونحن في حوار حقيقي مع واشنطن لمراعاة خصوصية العراق، ولا نريد أن يكون العراق محمّلًا أعباء ووزر تلك العقوبات".&

من جهته قال رئيس الحكومة العراقية عادل عبد المهدي خلال مؤتمر صحافي في الأسبوع الماضي إن "العراق ليس جزءًا من منظومة العقوبات أو الاعتداء على أي دولة، ويراعي مصالحه أولًا، وموقفنا شبيه بالموقف الأوروبي وروسيا والصين واليابان، وهو حفظ المصالح الوطنية وبدون ضرر أو ضرار على الآخر، كما لا يريد أن يكون جزءًا من صراع هو ليس طرفًا فيه".

وأعلنت الإدارة الأميركية في الثامن من الشهر الحالي عن منح العراق إعفاء مدته 45 يومًا من عقوباتها على إيران حتى يحقق استقلاليته عنها في مجال الطاقة.. وأكدت أن العقوبات لا تستهدف الشعب الإيراني، وإنما سلوكيات نظامه، منوهة بأنها لا تشمل الغذاء والدواء وكذلك التجارة، ما دامت لا تسدد بالدولار.

دخلت الحزمة الثانية من العقوبات الأميركية على إيران في الخامس من الشهرالحالي حيز التنفيذ، حيث تستهدف على وجه التحديد قطاع الطاقة، وذلك بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق الدولي النووي مع إيران في مايو الماضي.

سيسعى الإيرانيون خلال الزيارة إلى إقناع العراقيين بزيادة التبادل التجاري بين البلدين وتصديرالمزيد من السلع والبضائع إلى العراق للتخفيف من آثار الحصار الاقتصادي الدولي على إيران، حيث يعتبر العراق متنفس طهران التجاري.

وترتبط بغداد بعلاقة قوية مع واشنطن، وتنسق معها حول الأمن والسياسة والحكم، لكن اقتصادها متشابك بشكل كبير مع اقتصاد إيران. ولا تنتج المصانع العراقية سوى القليل جدًا من المنتجات إثر الحصار الدولي الذي فرضته الولايات المتحدة في مطلع التسعينات والغزو الذي قادته ضد العراق في عام 2003 وبدلًا من ذلك تغزو حاليًا المنتجات الإيرانية الأسواق العراقية ابتداء من المعلبات الغذائية مثل الألبان إلى السجاد والسيارات.

وفي السادس من الشهر الحالي أعلن السفير الإيراني في العراق إيرج مسجدي عن وصول حجم التبادل التجاري بين العراق وإيران إلى ثمانية مليارات ونصف مليار دولار سنويًا.. مبينًا أن هناك 79 شركة إيرانية مختلفة الاختصاصات تعمل في العراق في مجالات الطاقة والبناء والسياحة والبنى التحتية، وأن حجم مشاريع تلك الشركات بلغ عشرة مليارات دولار.

يضم الوفد المرافق لصالح في زيارته إلى إيران السادة وزيري الخارجية محمد الحكيم والصناعة صالح الجبوري، وممثلي وزارتي النفط والكهرباء فلاح العامري وخالد عطية، إضافة إلى محافظ البصرة أسعد العيداني وعدد من المستشارين والخبراء.
&