يزور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان اليوم مملكة البحرين، في زيارة تأتي ضمن جولة خارجية تشمل عدة دول عربية قبل توجهه إلى الأرجنتين للمشاركة في قمة العشرين، ورحب مسؤولون بحرينيون في هذه الزيارة.

فقد قال الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء البحريني: "يسرنا أن نرحب بسموه بين أهله وإخوانه، ونؤكد على أهمية الزيارة في توطيد علاقات الأخوة والمحبة التي تربط بين البلدين".

وأكد أن المملكة العربية السعودية الشقيقة بمكانتها وتأثيرها في المحيطين الاقليمي والدولي ستظل ركيزة أساسية في تحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة، والسند القوي لأشقائها في مختلف الظروف.

وزيارة البحرين هي المحطة الثانية في الجولة العربية التي بدأها الأمير محمد الخميس الماضي بدولة الإمارات.

وأعلن الديوان الملكي البحريني أنّ الملك حمد بن عيسى آل خليفة سيكون في مقدم مستقبلي ولي العهد السعودي خلال زيارته البلاد الأحد.

وكتب نبيل الحمر، مستشار الديوان الملكي البحريني، عبر حسابه على "تويتر": "يعلن الديوان الملكي أن جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى سيكون في مقدمة مستقبلي أخيه سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بالمملكة العربية السعودية الشقيقة لدى وصوله إلى البلاد يوم الأحد".
&
خصوصية العلاقات الأخوية
إلى ذلك، أكد الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، وزير الخارجية البحريني، في وقت سابق أن زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى مملكة البحرين ولقاء الملك حمد بن عيسى آل خليفة "تجسيد عميق لخصوصية العلاقات الأخوية الراسخة بين البلدين، وللنهج الثابت القائم على التواصل المستمر والتنسيق الوثيق والتلاقي الدائم بينهما على جميع المستويات وإزاء كافة القضايا وفي مختلف المحافل والمناسبات".
أشار وزير الخارجية إلى أن المباحثات بين الملك البحريني وولي العهد السعودي ستعطي بلا شك دفعة قوية للعلاقات بين البلدين، وستمضي بالتعاون المشترك بينهما إلى آفاق أوسع وأرحب في كافة المجالات.
أضاف: "زيارة الأمير محمد بن سلمان تعكس ما لمملكة البحرين من مكانة، وتؤكد أن السعودية ستظل كما هي دائمًا بجانب مملكة البحرين في جهودها الرامية لمواصلة المكتسبات والمنجزات التي تحققها في شتى المجالات وللمزيد من التنمية والرخاء"، مشددا على أن هذه المواقف الأخوية الثابتة محل فخر واعتزاز وستبقى خالدة ومحفورة في تاريخ البحرين، وتبرهن على وحدة الهدف والمصير المشترك الذي يجمع البلدين وشعبيهما، ويجعل من تضامنهما سمة للعلاقات بينهما على امتداد التاريخ، وخيارًا حتميًا لا غنى عنه.
كما جدد وزير الخارجية البحريني موقف البحرين الذي يقف إلى جانب السعودية بقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز، "لتواصل دورها الريادي في نصرة قضايا الأمتين العربية والإسلامية وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم أجمع".
&
مستقبل الخليج
إلى ذلك، قالت صحيفة "الأيام" البحرينية إن فعاليات وشخصيات وطنية أكدت أن زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى البحرين تتم في ظروف استثنائية للوضع الاقتصادي في المنطقة، وإلى أن البحرين جزء لا يتجزأ من تطلعات القيادة السعودية، خصوصًا في ظل التطورات والتحديات الراهنة. واعتبروا أن الزيارة دليل على دعم القيادة السعودية للبحرين سياسيًا واقتصاديًا، وأن الأمير محمد بن سلمان هو مستقبل الخليج وليس السعودية فحسب، مؤكدين أن هذه الزيارة بداية لمرحلة جديدة من تعزيز الشراكة بين البلدين.
فرحب المستشار السياسي لتجمع الوحدة الوطنية عبدالله الحويحي بالزيارة التي تأتي "بعد أن انقشعت الغمة المفتعلة والحملة الإعلامية المسعورة على المملكة من قبل الجهات الداعمة للارهاب، لتأتي هذه الزيارة لتمثل من جديد أن الأمير محمد بن سلمان مستمر في مشروعه الذي يطرحه لتقدم كل المنطقة، وفي ظروف استثنائية للوضع الاقتصادي للمنطقة والعالم التي تحتاج الى مزيد من المشاورات بين قادة دول المنطقة، وفي ضوء النجاحات التي حققتها القوات اليمنية بالدخول الى ميناء الحديدة والانتصارات التي تدفع الحوثيين الانقلابيين للانصياع لمبدأ الحوار".
أضاف: "أبرز تحدٍّ يواجه دول المنطقة هو الملف الايراني الذي لا يكون بعيدًا عن أي حوار يجري في دول المنطقة، وسيكون أحد الملفات المطروحة، حيث ما زالت إيران تصر على تدخلها المتعنت في شؤون دول الخليج".
&
جاءت في وقتها
نسبت "الأيام" إلى عضو مجلس الشورى البحريني عبد الرحمن جمشير قوله إن زيارة الأمير محمد بن سلمان جاءت في وقتها، حيث وصلت العلاقات بين البحرين والسعودية الى أوج عطائها، مشددًا على أن هذه الزيارة دليل آخر على دعم القيادة السعودية للبحرين على الأصعدة السياسية والاقتصادية.
وصف جمشير العلاقات بين البحرين والسعودية بأنها "قوية وأزلية منذ القدم، فضلًا عن الأخوة والصداقة وصلة القربى التي تربط بين شعبي البلدين، فالبحرين تدعم السعودية في كافة مواقفها، وما يصيب السعودية يصيب البحرين".
أكد جمشير أن تحالف الدول الرباعي بين السعوية والإمارات والبحرين ومصر قوي، ويتصدى للتصرفات الطائشة التي تقوم بها قطر ضد الدول الخليجية والعربية من إحداث فوضى خلاقة، ودعم الجماعات الإرهابية لتنفيذ أجنداتها ومشاركتهم في الشرق الأوسط الجديد مع الدول الأخرى المعادية.
&
أكثر من جارة

في موقع "سبق"، كتب بدر العتيبي قائلًا إن السعودية لا تعتبر البحرين جارةً فحسب؛ بل تعدها جزءًا من مكوناتها، وما يعكر صفوها بالضرورة يضر الرياض. ويتذكر التاريخ محاولات أيادي الملالي العبث بالأمن البحريني؛ فلم تتردد السعودية وقت ذاك في كبح الفوضى، وتصدت لهذا المشروع، وسيّرت الجحافل والعتاد العسكري، وناورت حتى سيطرت على الأوضاع.
أضاف: "في المواقف والأزمات اصطفّت المنامة مع الحلفاء، ولم تتخاذل وتركن في المناطق الرمادية، وشاركت بعاصفة الحزم، وكان العاهل البحريني هو ثالث قائد عربي يزور الرياض بعد انطلاق العمليات العسكرية في اليمن لدحر الحوثي. وفي الأزمة الخليجية الأخيرة، سارعت البحرين بالوقوف مع السعودية تضامنًا مع جيرانها، وأعلنت بوضوح مقاطعة النظام القطري حتى يعود لجادة الحق ويتبرأ من التنظيمات الإرهابية المتطرفة، وفي ظل ما تقوده تركيا وحليفها القطري من تسييس واضح في واقعة مقتل الصحافي جمال خاشقجي؛ رفضت المنامة ذلك، وأيدت التحقيقات السعودية مبديةً الثقة بها".