نصر المجالي: قارن الرئيس الايراني حسن روحاني الاتفاق النووي مع القوى الغربية بـ"صلح الحديبية مع كفار مكة" وأنه يمكن ان نبرم اتفاقا مع الاجانب لكنهم يقومون بنقضه، ونحن بدورنا لدينا مسؤولية اخرى في هذا الخصوص.

وقال روحاني انه قبيل التوصل الى الاتفاق النووي كان العالم يدين ايران، واليوم يدين اميركا، مشيرا إلى أن أميركا طلبت الحوار المباشر مع ايران 8 مرات العام الماضي والحوار غير المباشر 3 مرات العام الجاري، ولكننا رفضنا ذلك من منطلق العزة والشموخ.&

وأضاف الرئيس الإيراني خلال مراسم يوم الجامعي في جامعة سمنان للعلوم الطبية اليوم الثلاثاء: ان النبي الأكرم (صلي الله عليه واله وسلم) ايضا وقع اتفاقا مع كفار مكّة لأنه رأى بأن هذا الاتفاق يخدم مصالح المجتمع الاسلامي آنذاك، لكن اولئك الذين وقعوا الاتفاقية مع النبي (ص) انفسهم اقدموا على نقضه.

وتابع: اذن يمكن ان نبرم اتفاقا مع الاجانب لكنهم يقومون بنقضه، ونحن بدورنا لدينا مسؤولية اخرى في هذا الخصوص.

وأكد روحاني: لقد خضنا مفاوضات سليمة تماما وقد اجمع عليها جميع المسؤولين بما يشمل القيادة والحكومة والبرلمان ومجلس صيانة الدستور؛ حيث اعتقاد الجميع بصحة هذا الاجراء.&

فرص

واشار الى الفرص المتاحة في مرحلة ما بعد الاتفاق النووي قبل الانسحاب الاميركي، بما فيها زيادة صادرات النفط الايراني من مليون برميل الى مليونين ونصف المليون برميل، وشراء الطائرات واتاحة الفرص الإعمارية في البلاد.&

واستطرد ان الاتفاق النووي فسح مجالات عديدة للتجار والبنوك والملاحة البحرية ومبيعات النفط والمنتجات البتروكيميائية والصلب؛ كما اتّجهت رؤوس الاموال ومليارات الدولارات لينعم البلاد على مدى عامين بالرخاء؛ مشيرا الى ان انسحاب احد الاطراف، ادى الى تغيير مسار الاتفاق النووي.&

هزيمة ترمب&

واكد روحاني ان ترمب يعدّ مهزوما في مجلس الامن الدولي، وقال: اذا كان القرار ان نقف بوجه اميركا فإن تحمل المشاكل والصعاب هو جزء من المواجه ولو كنتم تتصورون ان اميركا منتصرة فعليكم ان تعلموا ان ايران اليوم هي المنتصرة وترمب هو المهزوم.

وقال إن العالم أجمع أعرب اليوم عن تنديده لانسحاب اميركا من الاتفاق النووي، وذلك في الوقت الذي كانت فيه الامم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية ومحكمة لاهاي تندد بنا، مضيفا ان ايران حققت نصرا سياسيا يدعو للفخر والاعتزاز.

واشار روحاني الى ان ألدّ اعداء ايران تسلموا زمام الحكم في اميركا؛ مضيفا انه لم يسبق لهؤلاء ان جمعتهم علاقات ودية مع الشعب الايراني ونحن ايضا لم نعقد الثقة مائة بالمئة باميركا وغيرها.

اتفاق توتال&

وتطرق روحاني الى الاتفاقية النفطية بين ايران وشركة توتال الفرنسية وانسحاب الاخيرة منها عقب الانسحاب الاميركي من الاتفاق النووي؛ مؤكدا ان وزير النفط الايراني اتقن العمل في هذا الخصوص، حيث كانت هناك شركة صينية الى جانب توتال لتتسلم الامور بعد انسحاب الشركة الفرنسية من الاتفاقية.&

وأعلن الرئيس الايراني ان معاهدة "فاتف" الدولية المعنية بمكافحة غسيل الاموال من مستلزمات التواصل المالي مع البنوك الدولية سواء كانت جيدة او سيئة، وقال إن رؤساء السلطات الثلاث اجمعوا على تأييد اللوائح الاربع&المتعلقة بغسيل الاموال وان السبيل لتسوية المشاكل يكمن في الشفافية وليس الضجيج.

واوضح انه حتى لو لم يكن هناك عدو&غادر&مثل اميركا والكيان الصهيوني، فإن ادارة الاوضاع ومشاريع مثل التطور الصحي وتوفير فرص العمل لم تكن بالأمر الهين. وقال إن الاتفاق النووي فتح الباب امام النفط والتجار والمصارف واستقطبت البلاد الكثير من رؤوس الاموال.