أبوظبي: بدأت "منطقة الحصن" التي تعتبر وجهة ثقافية وتراثية في أبوظبي، استقبال أول الزائرين يوم الجمعة بعد استكمال عمليات الترميم والتجديد الدقيقة.

وحسب بيان لـ"الحصن" تلقت "إيلاف" نسخة منه، فإنّ دائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي أشرفت على عمليات التجديد والترميم لهذا الصرح الثقافي والتاريخي.
&
وقد بدأت فعاليات الأسبوع الافتتاحي لقصر الحصن بأمسية للشاعر سالم شكري العطاس وحفل لسعاد ماسي تريو.

وتمثّل منطقة الحصن المربع الأول للمخطط المدينيّ في أبوظبي، وتتألف من أربعة مكوّنات مترابطة، هي: قصر الحصن والمجمع الثقافي ومبنى المجلس الاستشاري الوطني وبيت الحرفيين. وتكمن أهمية منطقة الحصن من كونها رمزاً نابضاً بالحياة للتراث والثقافة الإماراتية ومثالاً حياً على عراقة الإمارات وأصالة شعبها وتقاليدها الضاربة بجذورها في عمق التاريخ والحضارة. وفي الوقت الذي يروي فيه قصر الحصن قصص الحوارات والنقاشات الحاسمة التي دارت بين جدرانه، ويرسم صورة معبرة ترصد المحطات التاريخية والتقاليد الإماراتية وتصف حياة ساكنيه، يأتي بيت الحرفيين مستكملاً تلك الحكاية مع رسالة قيّمة تهدف إلى رفع الوعي حول التراث الوطني وصونه.

ويُعد قصر الحصن أعرق صرح تاريخي في مدينة أبوظبي ويضم بنائين هامين، وهما: «الحصن الداخلي»، ويعود تاريخ بنائه إلى العام (1795 تقريباً)، حيث شيّد في البدء حول أقدم بناء قائم ليومنا هذا في مدينة أبوظبي – وهو برج مراقبة بني في ستينيات القرن الثامن عشر باستخدام الأحجار البحرية والمرجانية لتوفير الحماية للسكان على الجزيرة؛ أما المبنى الثاني فهو «القصر الخارجي» الذي تم بناؤه خلال الفترة 1939 - 1941. وكان قصر الحصن على مدار السنون مقراً للحكم والأسرة الحاكمة وملتقىً للحكومة الإماراتية ومجلساً استشارياً وأرشيفاً وطنياً، وهو اليوم يمثل القلب النابض في أبوظبي والشاهد الحي على محطات تاريخها العريق.

وحسب البيان، تحول القصر اليوم إلى متحف وطني بعد أكثر من تسع سنوات من أعمال الترميم، حيث يبرز كرمز وطني يعكس تطور أبوظبي من منطقةٍ لاستقرار قبائل بني ياس التي اعتمدت على صيد السمك واللؤلؤ في القرن 18 إلى واحدة من أروع المدن العالمية الحديثة، مقدماً مجموعة من القطع الأثرية والمواد الأرشيفية.

وفي إطار فعاليات الأسبوع الافتتاحي، سيكون الزوار على موعد مع مجموعة من الأنشطة المصممة خصيصاً لتعريفهم بتاريخ قصر الحصن وتقديم لمحة عن مسيرة أبوظبي وشعبها، بالإضافة إلى فعاليات تستكشف ملامح التاريخ والثقافة الإماراتية، بدايةً من الحرف الإماراتية اليدوية مثل التلي (تطريز) والخوص (تجديل سعف النخل) إلى جانب التعرّف على كيفية صناعة شبكات صيد الأسماك وإنتاج الأسماك المملحة وكيفية استخراج اللؤلؤ من المحار.


&