مراكش: اعتبر عبد الكريم بن عتيق، الوزير المنتدب المكلف المغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، إن جميع الدول المشاركة في المنتدى العالمي للهجرة والتنمية بمراكش، اقتنعت بأن تدبير الهجرة بشكل فردي أصبح "متجاوزا"، وأكد الحاجة إلى اعتماد سياسات وطنية وتنسيق إقليمي وجهوي وقاري لمواجهة التحديات التي تطرحها الظاهرة.

وأكد بنعتيق، في تصريح صحافي عقب نهاية أشغال الدورة الحادية عشرة من المنتدى العالمي للهجرة والتنمية بمراكش، مساء اليوم الجمعة، أن المنتدى ساهم بشكل كبير في صياغة الميثاق العالمي للهجرة من أجل هجرة آمنة منظمة ومنتظمة.

وشدد المسؤول المغربي على أن الميثاق يمثل "مرجعية كونية في مجال الهجرة والتي هي غير ملزمة بطيعة الحال للدول"، واستدرك قائلا: "لكن ستكون من المنطلقات الأساسية لفتح نقاش هادئ، رزين وعميق حول كيفية تدبير إشكالية الهجرة وسننتقل من تدبير أحادي إلى تدبير جماعي كوني".

وزاد موضحا أن الميثاق المرتقب التصديق عليه مطلع الأسبوع المقبل "سيملأ فراغات بين النقاشات السائدة حول الهجرة وسيتبنى نقاشا سياسيا محضا، غير مرتبط بقناعات انتخابوية تكون في لحظات عابرة لاستغلال ظروف المهاجرين واعتبارهم المسؤولين عن كل المشاكل في دول الاستقبال سواء كانت اجتماعية او اقتصادية أو سياسية"، معبرا عن ثقه وتفاؤله بمستقبل تنزيل مضامين الميثاق.

من جهته، قال السفير الألماني لدى الرباط، غوتز شميديت غريم، الذي ترأس بلاده المنتدى بشراكة مع المغرب، في كلمة بمناسبة ختام الدورة، إن الحكومات عليها أن تتذكر احترام حقوق الإنسان في تعاطيها مع الهجرة، مؤكدا أن هناك حقوقا لكل البشر.

وأضاف شميدت موضحا "ثمة حقوق لكل البشر سواء كان مهاجرا أو لاجئا. يجب احترام حقوق الإنسان في كل سياق"، معتبرا أن الدول التي بدأت مع المهاجرين وانطلقت بفضلهم اليوم تتحدث عن منع أفواج المهاجرين من الوصول إليها، في إشارة إلى الولايات المتحدة دون أن يسميها.

ودعا السفير الالماني الدول التي تعارض الميثاق العالمي للهجرة الأسبوع المقبل الى المناظرة والمواجهة حول الموضوع حيث قال: "أدعو هؤلاء للخروج من مخبئهم ومن يعترض عليه أن يخرج للواقع ويعرف ما يجري ومستعدون للمناظرة بالحجاج والأدلة للإقناع".

ولم يقف المسؤول الألماني عند هذا الحد، بل ذهب إلى أن الحوار والمقارعة بالحجة والدليل بين مؤيدي الميثاق ومعارضيه، "سيسير بنا إلى الأمام بدل الخطابات الشعبوية ودعونا نكسر الخطابات الجامدة ونمضي نحو خدمة الجميع"، حسب تعبيره.

أما الحبيب نذير، الكاتب العام ( وكيل)للوزارة المكلفة المغاربة المقيمين بالخارج، الرئيس بالشراكة للمنتدى، فأكد أن المغرب مقتنع بأنه سيؤدي دورا فاعلا في تتبع تنفيذ الميثاق العالمي للهجرة ويراهن على التعاون بين مختلف الفاعلين لإنجاحه.

وشدد نذير على أن ظاهرة الهجرة "لا يمكن إيقافها بالقمع"، ودعا الحكومات الى ضرورة تغيير نظرتها السلبية للهجرة "ينبغي أن تنظر لها على أنها فرصة لجميع الدول ومنعطف تاريخي حاسم لتحقيق التنمية".

وتسلمت الإكوادور في ختام الدورة مشعل المنتدى العالمي للهجرة والتنمية في دورته الثانية عشرة، التي أعلن رئيس وفدها أنها ستنعقد في نوفمبر من العام المقبل، معبرا عن ثقة بلاده في الانخراط الجماعي للدول والتعاون من أجل العمل على التنزيل الأمثل المضامين الميثاق العالمي للهجرة.