بهية مارديني: بعد مرور أيام على مداهمات الجيش اللبناني لمخيمات عرسال ووادي حميّد، أكدت مصادر متطابقة لـ"إيلاف" اعتقال مئات اللاجئين السوريين، وأن مصير الكثير من الموقوفين، مازال &مجهولاً.

واعتبر الناشط والاعلامي السوري أحمد القصير في حديث لـ"إيلاف" أن الهدف الرئيسي من الحملة "الضغط ودفع السوريين الى العودة الى سوريا"، مؤكّدا أنّ أبسط الحلول تكون في اعتماد مخيمات على الحدود بين البلدين باشراف الأمم المتحدة".

وفي نهاية نوفمبر، ذكرت تقارير اخبارية أنّ الجيش اللبناني داهم مخيمات عرسال ووادي حميّد، حيث تمّ اعتقال أكثر من خمسمئة لاجئ سوري، بينهم بعض القاصرين.

وقال المحامي السوري البريطاني بسام طبلية لـ"إيلاف" إن لبنان لم يوقع على اتفاقية اللاجئين وعلى البرتوكول الخاص بالاتفاق، لكن يجب الحفاظ على حياة اللاجئين وعدم اجبارهم على العودة إلى سوريا".

وقال إن في عودتهم خطرا كبيرا على حياتهم، إذ مازالت الأوضاع في سوريا غير آمنة.

لفت طبلية أيضا الى دور حزب الله الذي ينسق مع النظام السوري في القول إنّ الأمور عادت إلى طبيعتها في البلاد، وأنه لا بد من اعادة الاعمار واللاجئين السوريين.

وأكد ناشطون أن السوريين&"لا يرغبون في العودة الى بلادهم، لأن معظم من يعودون اجباريا يُعتقلون ولا تتم&اعادتهم الى بيوتهم التي غادروها".

اجتماع ودي

اجتمعت قيادة الجيش اللبناني في منطقة عرسال وممثلون عن اللاجئين السوريين في عرسال من القلمون والقصير، وتردد أن هذا الاجتماع الذي كان في السابع من الشهر الجاري جاء بعد استياء أميركي من المداهمات.

وصدر بيان اطلعت&"إيلاف" على نصّه، وصف اللقاء بين اللاجئين والجيش اللبناني بأنه "لقاء وديّ وأخوي"، ونفى فكرة أن يمارس الجيش أي ضغط على اللاجئين لعودة قسرية والتأكيد أن مكاتب تسجيل العودة الطوعية لها مكانها الخاص في لبنان وأن الجيش اللبناني بعيد عن هذا النوع من الممارسات.

كما تم التأكيد على متابعة جميع الشؤون المتعلقة باللاجئين بالتعاون المشترك بين الجيش والممثلين عن اللاجئين والتعاون لحضور طوعي للمطلوبين أمنيا لتسوية أوضاعهم حتى لا يضطر الجيش للقيام بواجبه بإحضارهم.

وحضّ البيان على "التعاون المستمر لما فيه أمن اللاجئين واللبنانيين في مدينة عرسال، وأن واجب الدولة بسط الأمن في كل انحاء لبنان".

تضخيم اعلامي

قال البيان إن "الحلول تتم بالتواصل المباشر والتعاون، وأن الإعلاميين يضخمون الاخبار لإساءة العلاقة بين الجيش واللاجئين".

تم الإتفاق على حل مشكلة التشابه بالأسماء وتوضيح الاسماء المطلوبة من الأمن اللبناني حتى لا يظلم غيرهم بتوقيفهم الى حين رفع الالتباس المرتبط بأسمائهم.

وأكد ممثلو اللاجئين على حرصهم على أمن لبنان والإلتزام بذلك والإلتزام بالقوانين اللبنانية كافة.

وتم الاتفاق على استمرار التواصل المباشر بين ممثلي اللاجئين وقيادة الجيش في المنطقة للتعاون لما فيه المصلحة العامة بشكل دائم ومستمر، بحسب البيان.

مناشدات

ناشد أهالي الموقوفين المساعدة للكشف عن مصير أبنائهم. ونشرت مواقع سورية، أسماء عدد من الموقوفين الذين لم يخلَ&سبيلهم، في المداهمة الأولى للقوى العسكرية لمخيمات عرسال يوم الأربعاء 28 أكتوبر.

وأكّدت المصادر بأن هناك أكثر من خمسة وعشرين موقوفاً، من مداهمات يوم الخميس في 29 نوفمبر، لم يخلَ سبيلهم أيضا.

وفي مخيم الملعب التابع لعرسال، تمّ اعتقال الطفل بلال عبد الساتر شروف، مع ثلاثة من أخوته، بينما أفرج عن اخوته، ما زال مصيره مجهولا، وتردد أن سبب التوقيف هو عدم حصوله على الإقامة مع أنه "ليس هناك من مسؤولية قانونية تقع على عاتق القاصر، في الحصول على إقامته، كون المسؤول في تسويتها هو الوصي عليه".

وأوضحت مديرية التوجيه في الجيش اللبناني، حول التوقيفات التي حصلت في وادي حميّد، أن عملية تفتيش مخيمات النازحين "أسفرت عن توقيف 48 شخصا، 27 منهم مطلوبون بموجب مذكرات توقيف، و13 دون أوراق ثبوتية ضمنهم لبنانيان، وثمانية ضُبطت بحوزتهم أعتدة ومعدات عسكرية والكترونية".