كشف تحليل أجرته شركة الأمن السيبراني New Knowledge، واطلعت عليه صحيفة التايمز اللندنية، النقاب عن أن هناك المئات من حسابات مواقع التواصل الاجتماعي المرتبطة بروسيا سعت إلى تضخيم نطاق احتجاجات الشوارع في فرنسا.

وأظهر التحليل أن هذه الحسابات تروج لرسائل عبر موقع تويتر هدفها التركيز على عنف وفوضى الاحتجاجات التي يقوم بها أصحاب السترات الصفراء. وتبين أنه مع بدء أعمال الشغب والفوضى الشهر الماضي، بدأ ينشر حوالي 200 حساب خاضعين للمراقبة ما يقرب من 1600 تغريدة وإعادة مشاركات لها في اليوم الواحد.

كما اتضح أن نسبة كبيرة من الحسابات يطلق عليها على ما يبدو "دمى الجوارب"، وهي الحسابات التي يقال إنها تدار من جانب أناس غربيين، وتعني بنشر معلومات مضللة باستخدام صور متظاهرين جرحى من أحداث أخرى للتأكيد على فكرة الوحشية التي تتعامل بها قوات الشرطة الفرنسية مع عناصر المتظاهرين.

وسبق أن اتُهِمَت روسيا بارتكاب أنشطة مماثلة، بعدما اتضح أنها تدير حسابات كان هدفها محاولة إثارة الذعر العام بعد الهجمات الإرهابية التي وقعت في لندن ونشر معلومات خاطئة عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ومسألة استقلال اسكتلندا.

كما اتهمت وزارة العدل الأميركية المخابرات العسكرية الروسية بسعيها للتأثير على انتخابات الرئاسة الأميركية عام 2016. وقال محللو الشركة إنهم لاحظوا أن تلك الحسابات الفردية التي تقف روسيا ورائها استطاعت أن تحقق مئات الآلاف من "الإشارات" و"إعادة المشاركات" على موقع تويتر هذا العام، رغم المحاولات التي بذلتها شركة تويتر من أجل التصدي لتلك الحسابات والعمل على إغلاقها.

وها هي شركة New Knowledge تزيح النقاب عن تلك النتائج بعد تعقبها ما يقرب من 2000 حساب عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي تظهر أنماطاً سلوكيةَ توضح مدى سيطرة الجانب الروسي منذ سبتمبر الماضي.&

وقال متحدث باسم الشركة "هذه ليست بأي حال قائمة شاملة للحسابات المستخدمة في عمليات التأثير الروسية عبر الإنترنت". وأضاف ريان فوكس، المؤسس الشريك للشركة، أن هدف روسيا الرئيسي من وراء ذلك هو تعزيز الانقسام وتضخيم رسالة المتظاهرين عن أن هناك انفصالاً بين السياسيين الفرنسيين والطبقة العاملة في البلاد.

ونوهت الشركة في هذا السياق إلى أن تحليلها أظهر أن من بين الرسائل المنسوبة لروسيا على تويتر وتستخدم هاشتاج #GiletsJaunes، قد أعيد نشر حوالي 94 % منها، وأن أغلب تلك الرسائل تحمل في طيها مضمون مناهض للرئيس ماكرون.

في غضون ذلك، نقلت التايمز عن مصدر من داخل الحكومة البريطانية قوله إن تلك الفوضى التي تشهدها فرنسا قد تم تضخيمها بشكل كبير من وسائل إعلام روسية حكومية، ركَّزت إنتاجها التحريري بشكل غير متناسب على تغطية الاحتجاجات والتظاهرات.

أعدت "إيلاف" المادة نقلاً عن صحيفة "التايمز" البريطانية، الرابط الأصلي أدناه
https://www.thetimes.co.uk/article/russian-accounts-fuel-protesters-outrage-online-xx2f2g8th