يبحث مؤتمر لخمسين شركة اميركية، منعقد في بغداد حاليا، بمشاركة 120 رجل اعمال ومستشارا ومسؤولا أميركيا برئاسة وزير الطاقة، عن استثمارات في العراق بمجالات الطاقة وخاصة النفط والكهرباء وإعادة الإعمار وتأهيل البنى التحتية.&

وخلال اجتماعه مع وزير الطاقة الاميركي ريك بيري يرافقه وفد رفيع المستوى من كبار المسؤولين في حكومة الولايات المتحدة وعدد من الخبراء والمستشارين في بغداد اليوم، فقد دعا الرئيس العراقي برهم صالح الى استمرار الدعم الاميركي لبلاده خلال مرحلة ما بعد داعش، وأبرزها تلبية استحقاقات إعادة الإعمار وتأهيل البنى التحتية وتوفير الخدمات، كما قال مكتبه الاعلامي في بيان صحافي تابعته "إيلاف".

وأكد أن العراق يعمل على تصويب المسار الاقتصادي في البلاد وخلق بيئة اقتصادية صحيحة تحقق الاكتفاء الذاتي، وأوضح رغبة العراق بالاستفادة من الخبرات الاميركية في مجال الطاقة لاسيما في مجال تطوير الصناعات النفطية وسوقها الدولية.&

من جانبه، قال الوزير الاميركي بيري إن "فرص الطاقة والتنمية الاقتصادية والتعليم والصحة غير محدودة في العراق".. موضحا أن "الاجتماعات الحالية مع قيادات الحكومة العراقية ركزت على اهمية تعزيز الشراكة مع الولايات المتحدة على المستوى الحكومي والقطاع الخاص لتحقيق النجاح في القطاع الاقتصادي".

وشدد على &دعم بلاده الكامل للعراق واستعدادها لتطوير آليات التعاون العلمي والتقني واللوجستي على صعيد البناء والطاقة وإعادة تأهيل البنى التحتية وتفعيل هذا التعاون عملياً وبشكل جدي من خلال الاستثمارات المختلفة.

عبد المهدي: ضرورة توسيع التعاون في مجالات الطاقة والنفط

وخلال اجتماعه في بغداد الثلاثاء مع وزير الطاقة الاميركي، فقد أكد رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي على اهمية تطوير العلاقات بين العراق والولايات المتحدة في جميع المجالات وضرورة توسيع التعاون في مجالات الطاقة والنفط والملفات الاقتصادية التي وضعتها الحكومة العراقية في مقدمة اولويات عملها بما يحقق نمو وازدهار الاقتصاد العراقي والاستثمار الأمثل لموارده الطبيعية. واضاف ان استقرار العراق بعد هزيمة داعش يوفر فرصة كبيرة لعمل الشركات العالمية وتحفيز النشاط الاستثماري في جميع المحافظات العراقية، كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي تابعته "إيلاف".

ومن جهته، اكد وزير الطاقة الاميركي دعم بلاده للحكومة العراقية في المجالات كافة ولتوجهها بتعزيز الاستقرار وإعمار العراق وتطوير الاقتصاد وخصوصا في مشاريع الطاقة واستعدادها للمساهمة بتطوير ودعم قطاعات الطاقة الكهربائية والنفط وفق خطط وتوجهات وأولويات الحكومة العراقية .
ويرافق وزير الطاقة الأميركي وفد يضم نحو خمسين من كبار رجال الاعمال والمسؤولين يشاركون حاليا في مؤتمر لشركاتهم بدأ في العاصمة العراقية أمس بحثا عن استثمارات في العراق.

دعم أميركي للعراق لبناء قاعدة أمنية إقتصادية

وزير الطاقة الاميركي، ريك بيري، خلال مؤتمره الصحافي في بغداد

وخلال مؤتمر صحافي على هامش المؤتمر، قال وزير الطاقة الاميركي إن سبب وجوده في بغداد هو ارسال رسالة واضحة لدعم العراق وبناء قاعدة امنية اقتصادية له .. موضحا ان مؤتمر شركات بلاده هذا يضم اكبر وفد لغرفة التجارة الأميركية لهذا العام وهو دليل على الحرص على تطوير الاقتصاد العراقي واعادة مجد وعظمة العراق وحضارته.

وعما اذا كان سيتم تمديد السماح الاميركي للعراق باستثنائه من العقوبات ضد ايران، والتي تنتهي بنهاية الشهر الحالي، اوضح الوزير قائلا "في واقع الحال ان حماسة الشركات الاميركية لايعني تجاهل الامور الموجودة &وهناك تعامل خاطئ لوزارة الخارجية الاميركية حول السفر الى العراق وقد تكلمنا عن الفرص الايجابية في ظل التحديات التي يعاني منها العراق في مجال الطاقة، كما نقلت عنه الوكالة الوطنية العراقية للانباء (نينا).&

وأضاف "من المهم تواجدنا في العراق وعرض مزيد من التكنولوجيا الأميركية لتوقيع عقود معينة وهو دليل على الانفتاح على الحكومة العراقية لكي تتحرك بسرعة لتحسين بناها التحتية.&

ونوه بيري الى ان انتاج الطاقة في ارتفاع مستمر وعلى العراق استثمار ذلك لمصلحة شعبه مبينا ان الطاقة هي الطريق نحو التقدم والعراق يستطيع ان ينير الظلام ويستطيع التصدير من خلال ذلك. واشار الى ان "من المهم ان يذهب المال واستثماره لصالح الناس ورؤوس الأموال مرحب بها في العراق ونؤمن بأن هذا الامر يطور قطاع الطاقة وتقدمه".

وقال إن "الشركات الاميركية لديها رؤية استراتيجية وامكانية مالية وادارية للتغلب على الحواجز واليوم تساعد اميركا اكثر من 30 بلدا على تطوير الطاقة بصفتها القائدة في العالم بهذا المجال، والعراق بصفته بلدا مستقلا لديه القدرة على السيطرة على مصادر طاقته وبامكان الشركات الاميركية المشاركة مع العراق في الطاقة والتكنولوجيا والابداعات بهذه القطاعات .ان استقرار العراق &يعد&امرا&مهما&وبالعمل سوية نستطيع&التغلب على التحديات وبناء محطات طاقة كفوءة وتلبية حاجات المواطنين، ونستطيع ذلك لمستقبل العراق".

العراق سيعتمد على الاستثمارات لتصدير 6 ملايين برميل نفط يوميا

ومن جانبه، اعلن وزير النفط العراقي ثامر الغضبان ارتفاع صادرات العراق النفطية إلى أكثر من 4 ملايين ونصف المليون برميل يوميا وبعائدات 80 مليار دولار خلال العام الحالي .. مؤكدا طموح العراق للوصول الى 6 ملايين ونصف مليون برميل بتصدير يومي.

وأشار الغضبان خلال كلمة في مؤتمر الشركات الاميركية في بغداد الى وجود 50 بالمئة من الغاز المحترق رغم الحاجة له. مشيرا الى الاستمرار بعملية انتاج النفط والغاز الذي يعتمد على الاحتياطات الهائلة عبر تسريع الانتاج بالاعتماد على الشركات العالمية وتنفيذ مشاريع مدمجة لتوفير 7 بنى تحتية من انابيب ومحطات للوصول الى 6 ملايين ونصف مليون برميل تصدير يومي والوصول الى البحر الأحمر من خلال العقبة في الاردن ومد خط أنابيب مع تركيا وربط خطوط مع اقليم كردستان لتنويع التصدير، اضافة الى انتاج الغاز والكهرباء .

الرئيس صالح مجتمعا مع وزير الطاقة الاميركي

واضاف ان المخطط هو ان يتم إنفاق ملايين الدولارات لبناء مشروع للغاز في شمال العراق وجنوبه وبناء مصافٍ&حديثة وتحديث المصافي القديمة لزيادة طاقتها لمليون ونصف مليون برميل يوميا وزيادة الاستكشافات الغازية للوقود النظيف وزيادة انتاج الكهرباء والتوزيع وتطوير مواردنا البشرية والمهارات عبر بضع&مئات من الطلاب للدراسة في اميركا واصلاح واعادة بناء القطاع النفطي وتأسيس شركة النفط الوطنية والغاز وشركة المصافي وللقيام بالخطط والاشراف والتسويق .

اما وزير الكهرباء العراقي لؤي الخطيب فقد اوضح ان بلاده تتطلع لبناء مشاريع طاقة كبرى مع اميركا. وقال في كلمة له انه من خلال الطاقة يستطيع العراق بناء مشاريع كبيرة تخقق استقرارا امنيا واقتصاديا.

120 رجل اعمال يمثلون 50 شركة يبحثون عن استثمارات في العراق

وينعقد في بغداد حاليا ولليوم الثاني على التوالي مؤتمر الشركات الأميركية برعاية غرفة التجارة الأميركية بمشاركة أكثر من 120 رجل أعمال يمثلون 50 شركة اميركية وحضور حكومي عراقي رفيع المستوى.

وقال السفير الاميركي دوغلاس سيليمان على هامش المؤتمر اليوم، إن المؤتمر التجاري الأميركي العراقي هذا خطوة مهمة للاستثمار الأجنبي والاميركي بشكل خاص ويهدف الى التعرف على احتياجات العراق خلال الفترة المقبلة. واوضح ان إحدى مهام السفارة في العراق هي العمل على دعم الشركات الاميركية للبدء فى تصدير او زيادة صادراتها الى العراق.

وقالت غرفة التجارة الاميركية انها اتت بـ 50 شركة اميركية الى السوق العراقية لاجراء شراكات وتقديم سلع متطورة لافتة إلى ان "اميركا تسعى الى اجراء شراكة متبادلة مع العراق".&