&
نصر المجالي: دشنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي يوم الثلاثاء مشوارا ماراثونيا جديدا صوب العواصم الأوروبية، بهدف الحصول على الضمانات المطلوبة من الزعماء الأوروبيين قبل عرض الاتفاق ثانية على مجلس العموم قبل يوم 21 يناير 2019.&

وفي حين قالت تقارير إن برودا سيواجهها في عواصم الاتحاد، لم يستبعد متحدث باسم رئيسة الحكومة التي أجرت محادثات يوم الثلاثاء في هولندا وألمانيا قبل توجهها إلى بروكسل التي وصلت اليها مساء الثلاثاء، أن تتم إعادة الأمر إلى مجلس العموم قبل في محاولة لنيل الموافقة على الاتفاق قبل 21 يناير.

وكانت ماي قررت يوم الاثنين إرجاء التصويت البرلماني على اتفاقها مع الاتحاد الأوروبي الذي كان يبدو أنها ستخسره، وقالت إنها تريد الحصول على مزيد من التأكيدات من التكتل على دعم الترتيبات الخاصة بالحدود الأيرلندية في الاتفاق.

ارجاء التصويت

يذكر أن قرار إرجاء التصويت جاء قبل ساعات من قرار محكمة العدل الأوروبية، وهي أعلى محكمة في الاتحاد الأوروبي، في حكم عاجل يقول إن لندن يمكنها سحب الإشعار الرسمي بتفعيل المادة 50 من معاهدة الاتحاد الأوروبي للخروج من الاتحاد دون عقوبة.

وقالت المحكمة: "للمملكة المتحدة الحرية في العدول بشكل أحادي عن خطاب النوايا الذي أبلغت فيه عن نيتها الانسحاب من الاتحاد الأوروبي".

وأكدت ماي ضرورة احترام نتيجة الاستفتاء بشأن الانسحاب الذي جرى في عام 2016، والذي وافق خلاله 17.4 مليون شخص، أو 52 في المئة من الناخبين، على الانسحاب بينما عارضه 16.1 مليون ناخب، أو 48 في المئة فقط.

اجتماعات

وعقدت ماي في وقت سابق اجتماعا مثمرا مع رئيس الوزراء الهولندي مارك روته في أول محطة من جولتها التي تشمل عواصم أوروبية. وقال المتحدث باسمهما إنهما اتفقا على إيجاد سبيل للخروج من الوضع الراهن.

كما اجتمعت رئيسة الحكومة البريطانية في وقت لاحق مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل التي أبلغت أعضاء تكتلها البرلماني بعد اللقاء بأنه لن يكون هناك المزيد من المفاوضات بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وقال مصدر الماني إن ميركل كانت أبلغت التكتل المحافظ بأن جهودا تبذل لمنح بريطانيا مزيدا من الطمأنينة.
وحول لقاءاتها في هولندا وألمانيا، قال المتحدث: "عبرت رئيسة الوزراء عن المخاوف التي تساور الكثيرين بشأن هذا الأمر في بريطانيا. ناقشت ضرورة وجود ضمانات إضافية في هذا الشأن من أجل تمرير الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي في مجلس العموم".

وأضاف المتحدث: "المهم هنا هو الوصول إلى شيء يرضي البرلمان ونحن منفتحون بشأن كيفية تحقيق ذلك".

مجموعة احتمالات

وفتح قرار ماي، الذي جاء عشية الموعد المحدد لإجراء التصويت، الباب أمام مجموعة من النتائج المحتملة، التي تتراوح بين خروج بريطانيا من الاتحاد دون اتفاق، أو إبرام اتفاق في اللحظة الأخيرة قبل أسابيع من الموعد المقرر للانسحاب في 29 مارس 2019، أو إجراء استفتاء ثان على الخروج.

ولدى إعلانها يوم الاثنين عن تأجيل التصويت، سخر بعض أعضاء البرلمان من ماي عندما قالت إن الاتفاق لاقى دعما واسعا، وإنها استمعت بعناية إلى مختلف وجهات النظر بشأنه.

يذكر أن التوصل إلى الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي في الشهر الماضي تم بعد 18 شهرا من المفاوضات. وتقول التقارير إنه بينما يحدق الخطر بموقعها كرئيسة للوزراء، قالت ماي إنها ستعود إلى الاتحاد الأوروبي طلبا لمزيد من الضمانات بشأن عقبة ما يسمى الوضع الخاص للحدود الأيرلندية، التي ستبقى بموجب الاتفاق مفتوحة مع المملكة المتحدة بعد انسحاب بريطانيا من التكتل.

وليس واضحا حتى الآن ما إذا كانت الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي ستؤيد إجراء تعديلات على الاتفاق بما يقنع معارضي ماي في بريطانيا بدعمه.

توضيحات

وقال جان كلود يونكر، رئيس المفوضية الأوروبية في ستراسبورغ، يوم الثلاثاء، إن الاتحاد مستعد لتقديم مزيد من التوضيحات لبريطانيا بشأن اتفاق (بريكست)، إلا أنه لن يعيد التفاوض على المعاهدة أو البروتوكول الخاص بها المتعلق بالحدود الأيرلندية.

وأضاف أمام البرلمان الأوروبي أنه "صُدم" لعدم قدرة ماي على الحصول على الموافقة في البرلمان على الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي.
وتابع يونكر: "الاتفاق الذي توصلنا إليه هو أفضل اتفاق ممكن. إنه الاتفاق الوحيد الممكن. ليس هناك أي مجال لإعادة التفاوض". كما أشار إلى أنه سيلتقي برئيسة الحكومة البريطانية في بروكسل مساء يوم الثلاثاء، قبل قمة أوروبية تعقد يومي الخميس والجمعة.

وقال: "لكن بالطبع هناك مجال لتقديم المزيد من التوضيحات والتفسيرات دون فتح اتفاق الخروج... لن يعاد فتح اتفاق الخروج".

وتابع يونكر: "الاتفاق الذي توصلنا إليه هو أفضل اتفاق ممكن. إنه الاتفاق الوحيد الممكن. ليس هناك أي مجال لإعادة التفاوض". وأشار إلى أنه سيلتقي بماي في بروكسل مساء يوم الثلاثاء قبل قمة أوروبية تعقد يومي الخميس والجمعة.

وقال: "لكن بالطبع هناك مجال لتقديم المزيد من التوضيحات والتفسيرات دون فتح اتفاق الخروج... لن يعاد فتح اتفاق الخروج".

سحب أو تمديد

وإلى ذلك، نقلت (رويترز) عن رئيس الوزراء الأيرلندي ليو فاردكار قوله، يوم الثلاثاء، إن بإمكان بريطانيا سحب أو تمديد أجل الإشعار الرسمي للخروج من الاتحاد الأوروبي كي تتفادى احتمال الخروج دون اتفاق.

وقال فاردكار أمام البرلمان الأيرلندي إالجميع يرغب في تجنب سيناريو الخروج دون اتفاق والمملكة المتحدة لديها الصلاحية منا ومن شعبها ومن الاتحاد الأوروبي لإنهاء خطر الخروج دون اتفاق.

وختم فاردكار: "يمكنهم ذلك بسحب (الإشعار الرسمي بتفعيل) المادة 50 أو، إذا كانت تلك الخطوة بعيدة للغاية، فيمكنهم السعي لتمديد أجل (الإشعار بتفعيل) المادة 50. وبالتالي فإن المملكة المتحدة لديها سلطة إنهاء خطر الخروج دون اتفاق".