إيلاف من واشنطن: في وقت قالت مصادر محيطة بالرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه لا يستبعد البدء قريبا بإجراءات عزله من منصبه، وجه الأربعاء مسؤول سابق في إدارة الرئيس جورج بوش نصيحة لسيد البيت الأبيض، "لبدء مفاوضات مع &المدعين&العامين للإقرار بالذنب وتقديم استقالته، في مقابل حصوله على عقوبة مخففة".

وجزم مسؤولون سابقون وأعضاء في الكونغرس من الديمقراطيين ظهروا في مقابلات صحافية أمس، أن العزل سيكون المصير الحتمي للرئيس، خصوصاً &بعدما &قضت محكمة في نيويورك بالسجن ثلاث سنوات على محامي ترمب &الشخصي السابق مايكل كوهين بتهم منها دفع مبالغ لشراء صمت امرأتين زعمتا أنهما كانتا على علاقة جنسية بالأول، ما يعد انتهاكا للقانون الفيدرالي لتمويل الحملات الانتخابية.

وكان كوهين أقر "أنه دفع هذه المبالغ بتوجيه من موكله خلال مرحلة الانتخابات الرئاسية عام 2016"، وهو ما اعترف به ترمب منتصف العام الجاري بعد إنكار دام طويلاً لكنه قال "إن دفع هذه الأموال كانت مبادرة شخصية من محاميه وليست بطلب منه".

وقال النائب الديمقراطي أدم سيمث، الذي سيتولى رئاسة لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الشهر المقبل لمحطة "سي أن أن" الأربعاء، "إننا سنبحث في يناير القادم مع وزارة العدل إمكانية توجيه اتهام للرئيس".&

ورأى ريتشارد بينتر، الذي كان كبير محامي الأخلاق في البيت الأبيض أثناء ولاية الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الابن، في مقابلة مع محطة إم أس أن بي سي، "إنه بعد حكم اليوم ضد كوهين، فليس هناك إلا مخرج واحد لترمب لحماية نفسه وعائلته، وهو أن يبدأ محاموه بمفاوضات لعقد صفقة (مع المدعين&الفيدراليين)، يقر خلالها بالذنب ويستقيل من منصبه في مقابل تخفيف عقوبته، ومن ثم لتبدأ البلاد صفحة جديدة".

ولاحظ بينتر التي كانت وظيفته السابقة هي التأكد من عدم انتهاك البيت الأبيض للدستور أو القوانين "المحامي حصل على ثلاث سنوات سجن، فماذا نتوقع أن يواجه ترمب".

وكان الرئيس الأميركي قال في مقابلة مع رويترز الثلاثاء "إنه لا يتوقع عزله، لكنه حذر من أن اتخاذ مثل هذه الخطوة في الكونغرس ستؤدي إلى فوضى عارمة في البلاد وثورة يقوم بها الشعب"، لكن محطة "سي أن أن" نقلت الأربعاء عن مقربين من الرئيس الأميركية قولهم إنه لا يستبعد البدء بإجراءات عزله.

وفي الإطار نفسه، قال عضو لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الديمقراطي دينيك هيك في مقابلة مع "سي أن أن" "على مدى عامين التزمت الصمت بشأن التحقيقات الجارية بشأن التدخلات الروسية، لكن اليوم وبعد كل ما رأيناه خلال الأسابيع الماضية من توجيه اتهامات (لمقربين من الرئيسين) أقول بكل ثقة إننا في بداية نهاية إدارة ترمب".&

وحينما سئل إذا ما كان ترمب سيعزل قبل انتهاء ولايته، أجاب "ما نعرفه أن الرئيس متهم بالتورط بانتهاك قانون الحملات الانتخابية، وأن المدعي الخاص روبرت مولر يضيق الخناق عليه، &وكلنا يعرف أن هناك تواطؤا بين حملة ترمب وروسيا، فـ 16 من المحسوبين على حملته الانتخابية أجروا اتصالات بعملاء روس أو روسيا نفسها".

وقد يبدأ الديمقراطيون إجراءات العزل المعقدة، والتي تأخذ وقتا طويلا، بتوجيه اتهام للرئيس بإعتبار أنه ستكون لهم الغالبية في مجلس النواب ابتداء من يناير المقبل، ومن ثم رفعه لمجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون ليعقد محاكمة للرئيس، ثم يصوت على تبرئته أو إدانته ومن ثم عزله.

ويحتاج قرار العزل ليكون نافذا أصوات ثلثي الأعضاء، وهو أمر مستبعد جداً أن يتحقق بسبب سيطرة حزب الرئيس على مجلس الشيوخ، لكنّ الجمهوريين قد ينقلبون على ترمب مثلما فعلوا مع رئيسهم السابق ريتشارد نيكسون، في حال انتهت التحقيقات التي يجريها مولر بالعثور على أدلة قاطعة على تورط سيد البيت الأبيض بإنتهاكات توجب العزل.