نصر المجالي: توّج المنتدى البريطاني - اللبناني فعالياته التي اختتمت في لندن بتوقيع عدد من الاتفاقيات التجارية والاقتصادية، مع تأكيد لندن على الالتزام والشراكة مع لبنان في مختلف المجالات خدمةً لأمنه واستقراره على المدى الطويل.

وشارك في فعاليات المنتدى عدد كبير من رجال الاعمال والشركات في لبنان وعدد من كبار المسؤولين والوزراء في البلدين من بينهم رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، الذي التقى على هامش المنتدى مع ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز ووزراء الخارجية والتجارة الدولية والتنمية الدولية، والدولة للشؤون الخارجية البريطانيين.

وفي اليوم الأولى للمنتدى تم توقيع صفقة بين شركة (رولز رويس) البريطانية وطيران الشرق الأوسط اللبنانية، بقيمة 300 مليون دولار لتزويد الشركة اللبنانية بمحركات ودعم لأسطول جديد من الطائرات.

عقود واتفاقيات

كما طرحت امام المنتدى أكثر من 200 من العقود التجارية اللبنانية متاحة للشركات البريطانية لتقدم عروضا للفوز بها. وقال تقرير نشر على موقع وزارة الخارجية البريطانية إن العلاقات الاقتصادية بين المملكة المتحدة ولبنان تزداد قوةً، وكانت هناك مجموعة من الفرص الكبيرة أمام الشركات البريطانية خلال الأشهر الأخيرة.&

ونوه التقرير إلى أن برنامج استثمارات رؤوس الأموال اللبناني البالغة قيمته 23 مليار دولار، والذي يشمل أكثر من 200 مشروع في قطاعات النقل وتوليد الطاقة وإمدادات المياه، مُتاح أمام الشركات البريطانية لتقديم عروض للفوز بها.

كلمة هنت

وقال وزير الخارجية، جيريمي هنت إن هذه الصفقة التجارية هي الأكبر بين المملكة المتحدة ولبنان في التاريخ الحديث وتدل على متانة العلاقات بين بلدينا.

وأضاف أن علاقتنا مع لبنان مهمة للغاية - وهي تشمل مجالات الأمن والاقتصاد والمساعدات لدعمه في أزمة اللاجئين - ويعتبر منتدى اليوم لحظةً حيوية لدعم لبنان والاحتفاء بالروابط التجارية والاستثمارية القوية بيننا. إن استقرار وازدهار لبنان أمر حيوي للأمن والاستقرار عموماً في الشرق الأوسط.

ومن جهته، قال وزير التجارة الدولية ليام فوكس: يأتي انعقاد منتدى اليوم في وقت تتطلع فيه المملكة المتحدة إلى توسيع نطاق علاقاتها التجارية في أرجاء العالم، حين نمسك بزمام سياستنا التجارية المستقلة للمرة الأولى منذ 40 عاماً.

وتابع: وإنه ليسرني أن أرى الكثير من الفرص للشركات البريطانية في لبنان، كما ان وزارتي، وزارة التجارة الدولية، تقف على أهبة الاستعداد لتقديم حزمة قوية من الدعم لمساعدة أيّ شركة ترغب في توسيع أو بدء التصدير إلى لبنان.

كلمة الحريري

وتحدث رئيس الوزراء اللبناني المكلف، سعد الحريري قائلا: أتطلع إلى فرصة مناقشة برنامجنا الطموح للإصلاح واستثمار رؤوس الأموال مع قيادات قطاع الأعمال في المملكة المتحدة.

وأضاف: يستلزم هذا البرنامج مشاركة كبيرة من القطاع الخاص، وآمل أن يفتح اتفاق اليوم بين خطوط طيران الشرق الأوسط ورولز رويس الباب لزيادة الشراكة بين بلديْنا.
واكد الحريري أن العلاقات بين المملكة المتحدة ولبنان لم تكن يوما أكثر قوة مما هي اليوم. وقد قدّمت شركات بريطانية دعماً لتطوير البنية التحتية في لبنان، كما قدّمت المملكة المتحدة مساعدة للقوات المسلحة اللبنانية إضافة إلى استثمار يهدف إلى استحداث فرص العمل. ويبلغ حجم التجارة المتبادلة بين البلدين في الوقت الحاضر 586 مليون جنيه إسترليني (740 مليون دولار) سنوياً، علماً بأن الصادرات البريطانية تشكل الغالبية الساحقة من ذلك.

وقال: وبالإمكان حاليا رؤية مشهد تجاري بريطاني مزدهر في لبنان. فمرفأ بيروت هو المرفأ الأكثر ازدحاما في شرق البحر الأبيض المتوسط، ويعود الفضل في ذلك إلى مجمع محطة حاويات بيروت، وهو مشروع مشترك مع شركة ميرسي لأحواض السفن والمرافئ البريطانية. كما أن ما يباع من سيارات جاغوار ولاند روفر في لبنان يفوق ما يُباع في أي مكان آخر من العالم بالنسبة لعدد السكان.

اتفاقيات ثنائية&

يذكر أن المنتدى البريطاني – اللبناني يهدف إلى تطوير هذه العلاقة في سياق الانتقال إلى اتفاقية ثنائية جديدة مع لبنان لدى خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي.&
وكان تم الاحتفال في الشهر الماضي بإطلاق شراكة فريدة من نوعها بين المملكة المتحدة ولبنان وهي تدشين برنامج “ELITE” الجديد لمجموعة بورصة لندن، والذي يهدف إلى مساعدة الشركات اللبنانية في جذب المستثمرين العالميين.

كما يركز المنتدى على بلورة رؤية الحكومة اللبنانية تجاه تحقيق الاستقرار والنمو وتوفير فرص العمل، والتي أعلِن عنها في مؤتمر سيدر في باريس في وقت سابق من هذا العام.

وعلى هامش المنتدى عبرت بريطانيا عن ترحيبها بتجديد الالتزام برؤية سيدر للإصلاح الاقتصادي، والتي تركز على تحسين سهولة ممارسة الأعمال، ومعالجة الفساد، وإصلاح قطاع الكهرباء، ووضع لبنان على مسار مالي مستدام.