هل يمكن توقع حدوث زلازل في المنطقة، بعد الحديث عن زلزال قوي سيضرب المنطقة في نهاية العام 2018، وقد يمتد من باريس حتى دمشق عبر وادي ضهر البيدر في لبنان؟.

إيلاف من بيروت: ذكر مرصد النيل للزلازل أن الفالق رقم 9 الموجود في قلب العاصمة بيروت، والذي ضرب 7 مرات بيروت يتحرك حاليًا، وأنه في نهاية عام 2018 قد يضرب زلزال&قوي&يمتد من باريس حتى دمشق، عبر وادي ضهر البيدر، كما حصل منذ 220 سنة.
&
يذكر أن مرصد النيل هو من أهم المراصد التي تراقب الزلازل، وتنبأت بزلزال قبرص وزلزال تركيا وزلزال إيران وزلزال مصر وذلك خلال 120 سنة.

في هذا الصدد، يؤكد الخبير الجيولوجي الدكتور كمال خير لـ"إيلاف" أن لا أحد يستطيع حتى الآن توقع هزة أرضية أو زلزال&قبل حصوله بمدة أشهر، الأمر الوحيد الذي يمكن أن يحصل علميًا اليوم، أنه في منطقة معينة، وبعد دراسات مستفيضة، للأسف غير متوافرة في لبنان، أن يتم التوقع ما يمكن أن يتم خلال عشر سنوات كإمكانية 90% حدوث هزة قوية أو زلزال، وهذا بعد دراسات مستفيضة.

يضيف: "في الأساس لبنان موجود بمنطقة زلزالية لكن غير ناشطة جدًا، هناك مناطق أخرى في العالم كل 70 أو 80 عامًا تحدث فيها زلازل وهزات قوية جدًا، وكما هو معروف الزلزال أو الهزة بحاجة إلى وقت لتجميع جهد كي تحصل مرة أخرى في المنطقة نفسها، فمن المستحيل أن تحصل الهزة في المكان عينه فورًا إلا في حالات نادرة جدًا".

وعادة، يضيف خير، "عندما تحصل هزة في منطقة معينة يستغرق الأمر إلى حد الـ80 أو المئتين أو حتى الـ500 عام، كي يعود الجهد للتجمع كي نحصل على هزة في المكان نفسه وبالقوة نفسها".

ويلفت خير إلى أننا موجودون في مناطق لها تاريخ في الهزات، ولكن وتيرة حصولها بطيئة جدًا، بالمقارنة مع الأماكن المتعارف عليها في المنطقة، كتركيا واليونان، أو اليابان أو التشيلي أو ألاسكا، ووتيرة الهزات في المنطقة ولبنان ليست كبيرة، لأن حركة الصفائح لدينا بطيئة جدًا، مقارنة مع الأماكن الأخرى التي ذكرت.

وضع لبنان
في حال وقوع زلزال كبير كما أشيع أخيرًا كيف سيكون الوضع في لبنان؟. يجيب خير: "لا أحد يمكنه توقع حصول زلزال أو هزة قبل أشهر كما ذكرت، ربما قبل ثوانٍ فقط، من خلال دراسات مستفيضة جدًا يمكن أن يعرف العلماء أننا موجودون في منطقة زمنية قد تستوعب هزة أرضية فيها خلال 10 سنوات أو 15 سنة، لكن أدق من هذا الأمر لا يمكن أن يحصل، لم نصل إلى مستوى تقني في لبنان يمكننا أن نتوقع هزة أرضية أو زلزالا قبل 15 يومًا أو أقل".

يضيف: "نحن بحاجة إلى دراسات كثيرة على امتداد فيلق البحر الميت الذي يمر بلبنان وسوريا، ولكن هكذا نوع من الدراسات يجب أن يكون على أنواع مختلفة، هناك نوع من الدراسات يطلق عليه دراسة حركة الزلازل في فترة ألف عام إلى الوراء، هذه الدراسات يُعمل بها في مناطق مختلفة من العالم ولدينا أيضًا في لبنان من قام بها، وكنت مشاركًا فيها، ولكنها بحاجة إلى جهود أكبر لنصل إلى القول إنه خلال الـ10 سنوات المقبلة نحن مهددون بهزة أو زلزال.

ويؤكد خير أن لبنان موجود في منطقة تحصل فيها الهزات القوية كل 500 أو ألف أو حتى ألف وخمسئة عام، حيث إمكانية التوقع تصبح أسوأ.

تاريخ الهزات&
يعود خير إلى تاريخ الهزات القوية في لبنان، فيؤكد أن هزة قوية أصابت لبنان في العام 1997، بقوة 5.8 على مقياس ريختر، وفي العام 1956 شاهدنا هزة قوية أيضًا قدّرتها بعض المراصد بـ 6 درجات على مقياس ريختر.

أما الهزات المدمرة فهي التي حصلت مثلًا في العام 551، أو في العام 1201، أو في العام 1759، هذه هزات فوق الـ7 درجات على مقياس ريختر.

ويعتبر خير أن مستوى المباني اليوم في لبنان مقارنة بما حصل في السابق أي في العام 1956 أصبح أفضل بكثير، يومها دُمّرت آلاف المباني القديمة، وتوفي 134 شخصًا، واليوم ستكون الضحايا أقل، لأن المنازل أصبحت تبنى بشكل أفضل.
&