إيلاف من لندن: فيما يستعد البرلمان العراقي لعقد جلسة الثلاثاء المقبل في محاولة لحل الأزمة الحكومية وتنظيم أنصار الصدر تظاهرة كبرى وسط بغداد اليوم للدعوة للاصلاح، فإن الانظار تتجه الى قيادات رفيعة في الجيش العراقي قادت معارك النصر ضد تنظيم داعش لحل ازمة استكمال التشكيلة الحكومية المستعصية.

وتشير مصادر عراقية مطلعة الى انه فيما&يقود الرئيس العراقي برهم صالح ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي محادثات ماراثونية مع القوى السياسية قبل انعقاد جلسة البرلمان الثلاثاء المقبل، فإن رئيس الحكومة عادل عبد المهدي يتجه الى خيارات جديدة في محاولة لحل الازمة التي تعقدت بسبب الخلاف على مرشحي وزارتي الدفاع والداخلية باللجوء الى اسنادهما الى ضابطين رفيعين شاركا في قيادة القوات العراقية في معاركها ضد تنظيم داعش وتحقيق النصر عليه اواخر عام 2017 بعد ان احتل ثلثي البلاد لاكثر من 3 سنوات، وبشكل لايمكن لتلك القوى الاعتراض عليهما لما يحظيان به باحترام شعبي واسع.

ويجري الجلبوسي اليوم الجمعة مباحثات مع القادة الاكراد في مدينة اربيل عاصمة اقليم كردستان الشمالي في محاولة لحل الخلاف على حقيبة العدل بين الحزبين الرئيسيين الديمقراطي الكردستاني &والاتحاد الوطني الكردستاني وهي العقد الثانية التي تؤخر اكمال الحكومة بعد الدفاع والداخلية.

كما بحث الحلبوسي خلال الساعات الاخيرة مع عبد المهدي التطورات السياسية في البلاد وآليات الإسراع في حسم ملف الوزارات الشاغرة الثماني&وإكمال التشكيلة الحكومية، كما قال بيان صحافي لمكتب اعلام البرلمان تابعته "إيلاف"، مشيرا الى انهما ناقشا كذلك ملف الموازنة الاتحادية العامة لعام 2019 والإسراع بإقرارها مع مراعاة نسب الوزارات والمحافظات بالشكل الذي يراعي خصوصية كل محافظة &للنهوض بالواقع الخدمي بشكل يضمن تحقيق المنهاج الحكومي وتلبية متطلبات الشعب العراقي".

ومن المنتظر ان يتوجه الحلبوسي الى النجف في وقت لاحق لاجراء مباحثات مماثلة مع رئيس تحالف سائرون زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الفائز في الانتخابات البرلمانية في محاولة للتوصل الى تفاهمات قبل انعقاد البرلمان وتقديم عبد المهدي مرشحيه لبقية الوزارات في حكومته. &

ورشح الحلبوسي قبل ايام قائدا عسكريا شيعيا رفيعا لحقيبة الدفاع هو القائد السابق لقوات مكافحة الارهاب عبد الغني الاسدي على الرغم من ان هذه الوزارة من حصة المكون السني، وذلك في محاولة لكسر العرف الطائفي السائد في البلاد في توزيع مناصب الدولة العليا والمعمول به منذ عام 2003.

قائدان عسكريان لحقيبتي الدفاع والداخلية

واليوم كشف مصدر عراقي مطلع عن ترشيح عبد المهدي لقائدين عسكريين رفيعين لتولي وزارتي الداخلية والدفاع. واوضح المصدر ان "عبد المهدي رشح كلا من الفريق الركن طالب شغاتي قائد جهاز مكافحة الارهاب لتسلم مهام وزارة الدفاع فيما رشح الفريق الركن المتقاعد عبد الغني الاسدي قائد قوات مكافحة الإرهاب السابق لتسلم مهام وزارة الداخلية" وهما شيعيان.

واضاف المصدران "هذه هي المرة الأولى التي تتجاوز بها الكتل السياسية نظرية المكونات طائفيا وترشح ضابطين من مكون واحد للوزارتين الأمنيتين" كما نقلت عنه وكالة الفرات نيوز الناطقة باسم تيار الحكمة بقيادة عمار الحكيم رئيس تحالف الاصلاح والاعمار بقيادة الصدر وحيدر العبادي في تقرير تابعته "إيلاف".

وتعتقد مصادر عراقية ان ترشيح هذين القائدين العسكريين سيجعل الكتل السياسية تفكر اكثر من مرة قبل رفضهما نظرا لدورهما البارز في قيادة المعارك ضد تنظيم داعش ونجاح البلاد في دحرة وطرده من البلاد واعلان النصر رسميا عليه في التاسع من&ديسمبر عام 2017.

واشارت المصادر التي تحدثت الى "إيلاف" الى ان ترشيح هذين القائدين سيحرج الكتل السياسية امام الشعب ويدفعها الى سحب مرشحيهما الحاليين الى الوزارتين لصالح هذين الضابطين استجابة ايضا لضغوط شعبية رافضة للتقسيم الطائفي في المناصب العليا للبلاد.

الصدر أول من دعا&لتوزير قادة عسكريين وانصاره يتظاهرون اليوم

واليوم، يخرج انصار الصدر في تظاهرة "مليونية" وسط بغداد للدعوة للاصلاح وإيصال رسالة الى الشعب حول الاصرار على مشروعه.

ودعت اللجنة الشعبية لدعم مشروع الإصلاح في التيار الصدري "أبناء الشعب العراقي كافة الى الحضور إلى مهرجان (قرارنا عراقي) عصر اليوم الجمعة في ساحة التحرير وسط العاصمة وتُرفع فيه الأعلام العراقية".

وقد وجه التيار الصدري أنصاره في جميع المحافظات العراقية للخروج بتظاهرة مليونية حاشدة الجمعة، موضحا ان الهدف منها هو التأكيد على القرار الوطني العراقي في قضية تشكيل الحكومة العراقية ورفض أي شخصية يتم فرضها من خلف الحدود العراقية، في اشارة الى ايران والتأكيد على الرفض الشعبي لمرشح حقيبة&الداخلية فالح الفياض المقرب من النظام الإيراني رئيس هيئة الحشد الشعبي سابقا.

وكان الصدر قد وجه في الثالث من الشهر الحالي رسالة الى عبد المهدي حول استمرار الازمة الحكومية قائلا "بعد ان توافقنا على ترشيحك فأننا نعلم ان ذلك جاء وفق التطلعات فأنك مستقل ولن تميل الى جهة دون اخرى ولا لطائفة دون اخرى ولا تسعى لارضاءات من اجل مناصب بل لاجل تأسيس مرحلة جديدة ترضي تطلعات الشعب لا تطلعات الاحزاب مهما كان انتماؤها".

&وخاطب الصدر عبد المهدي قائلا "اليوم انت ملزم بعدم الانصياع الى ما يجري خلف الكواليس من تقاسم للمناصب وما الى غير ذلك ، بل ان تكون حرا ، كما عهدناك في استقالاتك السابقة وحر في تأسيس الدولة وفق الأسس الصحيحة لينعم الشعب بحقوقه بكل حرية وكرامة من خلال وزراء تكنوقراط مستقلي الهوى والقرار ولا سيما وزيري الدفاع والداخلية والمفاصل الأمنية الأخرى وان لاتنسى القادة الشجعان الذين حرروا الاراضي المغتصبة من ايادي الارهاب الداعشي فهم الاولى بشغل هذه المناصب".

أزمة مستمرة

وفشل البرلمان العراقي الاسبوع الماضي في اكمال التشكيلة الحكومية لعبد المهدي الذي لم يستطع حل الخلافات السياسية بين الكتل حول وزارات الداخلية والدفاع والعدل، حيث قاطع جلسته نواب تحالف الاصلاح واالاعمار بقيادة الصدر والعبادي لرفضهم ترشيح رئيس هيئة الحشد الشعبي السابق فالح الفياض لحقيبة الداخلية فيما قاطع نواب الاتحاد الوطني الكردستاني لرفضهم اسناد حقيبة العدل الى الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني.

كما رفض تيار المحور الوطني السني المدعوم بتحالف البناء بزعامة هادي العامري ونوري المالكي ترشيح ائتلاف الوطنية بزعامة اياد علاوي للفريق الطيار فيصل الجربا لحقيبة الدفاع مؤكدا ان هذه الوزارة من حصة المكون السني. &&

وكان من المفترض ان يقدم عبدالمهدي 8 مرشحين للتصويت عليهم في البرلمان من اجل استكمال حكومته إلا ان خلافات الكتل هذه حولهم اعاقت التصويت على ذلك.&

والمرشحون هم فالح الفياض لوزارة الداخلية وفيصل الجربا لوزارة الدفاع ونوري الدليمي لوزارة التخطيط وقصي السهيل وزارة التعليم العالي وصبا الطائي لوزارة التربية ودارا نورالدين لوزارة العدل &وهالة كوركيس لوزارة الهجرة وعبدالامير الحمداني لوزارة الثقافة.&

&وسبق للبرلمان العراقي أن صوت في 25 من&اكتوبر الماضي على منح الثقة لرئيس الوزراء عادل عبد المهدي و14 وزيرا من تشكيلته الوزارية التي تضم 22 وزيرا، فيما تم تأجيل اختيار ثمانية وزراء آخرين بسبب اعتراضات على ترشيحهم وهم وزراء الداخلية والدفاع والعدل والتخطيط والتعليم العالي والبحث العلمي، اضافة الى التربية والهجرة والمهجرين والثقافة.
&