مراكش: قضت غرفة الجنايات بمحكمة الإستئناف بمراكش، بالسجن النافذ مدة خمس سنوات بحق تلميذ قاصر، متهما بقتل زميله بعد ان وجه له طعنات بالسكين، متسببا في موته، داخل الإعدادية الثانوية أبو بكر القادري بمدينة قلعة السراغنة (شمال مدينة مراكش).
وقائع هذه القضية تعود ليونيو الماضي، حين دخل الضحية (ياسين) في شجار مع زميل له يدعى (زكريا)، في اليوم الأول من امتحانات الدورة الأخيرة التي كانوا يجتازونها بالسنة الثالثة إعدادي، حيث وجه هذا الأخير طعنات قاتلة لزميله، الذي سقط أرضا وظل ينزف لما يزيد عن ساعة، قبل وصول سيارة الإسعاف، ليفارق الحياة بمجرد وصوله للمستشفى الإقليمي بالقلعة.
واعتبرت جدة الضحية (ياسين) لأمه التي تكفلت برعايته منذ كان طفلا صغيرا، في تصريح ل «إيلاف المغرب» أن الحكم القضائي غير منصف، مستغربة عدم الإستماع للشهود من التلاميذ الذين كانوا حاضرين وقت وقوع الحادث، من طرف هيئة الحكم.
وكانت عائلة الضحية (ياسين) وجهت انتقادات حادة لإدارة المؤسسة التعليمية بسبب تأخرها في طلب الإسعاف، و عدم إخبارهم، حيث تلقوا الخبر كغيرهم من زملاء الضحية، في حين كان مدير المؤسسة التعليمية قد صرح في اتصال مع "إيلاف المغرب" أن الإدارة قامت بجميع الإجراءات اللازمة من دون أي تقصير، سواء بطلب سيارة إسعاف، أو مباشرة ملف التأمين الصحي الخاص بالضحية في وقته، معربا عن أسفه لوقوع مثل هذه الحوادث داخل الفضاء التعليمي.
وكانت الهيئات الحقوقية بمدينة قلعة السراغنة وجهت تحذيرات قوية للمسؤولين، عقب وقوع الحادث المأساوي الذي أودى بحياة التلميذ (ياسين)، من تنامي ظاهرة العنف في الوسط المدرسي، كما اعتبرت بأن التلميذين معا (الجاني و الضحية) هما ضحيتي سياسة تعليمية فاشلة، لم تنتج غير العنف، سواء بين التلاميذ في علاقاتهم مع بعضهم البعض أو مع المدرسين، كما وقع في كثير من الحالات التي شهدتها مؤسسات تعليمية بمختلف المناطق، خلال السنتين الأخيريتين.
واعتبرت أن الحكم جاء مخففا نظرا لعدم اكتمال المسؤولية الجنائية في حق التلميذ المعتدي، كونه قاصر (15 سنة)، كما أن هيئة قاضي التحقيق كان قد وجه له تهمة الضرب المفضي إلى الموت دون نية إحداثه.