بعد اقتراح كتلة الكتائب اللبنانية بإعطاء حق التصويت للمغتربين للـ128 نائب لبناني وعدم حصر الأمر في 6 نواب فقط، يطرح السؤال عن مدى أهمية إشراك المغتربين اللبنانيين في الحياة السياسية اللبنانية.

إيلاف من بيروت: تقدم نواب كتلة "الكتائب" بإقتراح قانون لـ"تعديل قانون انتخاب أعضاء مجلس النواب لجهة إلغاء تخصيص مقاعد للمغتربين وإعطائهم الحق في التصويت للـ128 نائبًا".&

وأكّد رئيس "الكتائب" النائب سامي الجميل، في مؤتمر صحافي عقده في مجلس النواب، أنّ "المرحلة الحالية تتطلب من الجميع تجنيد كل الطاقات للوقوف في وجه انهيار البلد". وقال: "هذا ما سنقوم به في الأسابيع المقبلة إلى جانب اللبنانيين الشرفاء الذين يعانون، وفي ظلّ اللامبالاة التي يظهرها البعض تجاه ما يمرّ به البلد".

وشدّد على أنّ "العمل التشريعي يجب ألا يتوقف، ولهذا السبب نحن مستمرُّون في تقديم مجموعة من اقتراحات القوانين، والاقتراح الأول متعلق بحسن تمثيل اللبنانيين في المجلس النيابي، سيليه اقتراح آخر في الاتجاه نفسه".

أضاف: "القانون الذي تقدمنا به اليوم هدفه العودة عن خطأ تعديل قانون الانتخابات من حيث حقّ المغتربين التصويت للنواب الـ128، وليس إنشاء مقاعد جديدة للاغتراب، لأنّ هذه الخطوة شكلت خطأ كبيرًا، &ويجب العودة عنها". ولفت إلى أنّ "الهدف يجب أن يكون ربط الاغتراب بلبنان، لا أن يصبح جزيرة غير معنية بما يحصل في بلدهم".&

ورأى أنّ "انتخاب نواب 6 للاغتراب سيعزلهم عن الواقع اللبناني، بدلًا من فتح المجال كي يؤثّر المغتربون على الـ128 مقعدًا في لبنان، ويفصلهم عن هموم مناطقهم والحياة اليومية للبنانيين، فيما نحتاجهم لأداء دور في تصحيح المسار في الداخل اللبناني".

ودعا إلى "العودة عن هذا الخطأ وتشجيع اللبنانيين"، معتبرًا أنّ "تجربة اقتراع المغتربين في الانتخابات الأخيرة لم تكن سيئة على رغم النواقص والأخطاء التقنية، لكن يجب الإفادة منها لتحسين الأداء في السفارات، وبمجرد تكرار التجربة في الانتخابات المقبلة سيشارك فيها عدد أكبر من المغتربين ، وسيساهمون في نهوض لبنان وإنقاذه من وضعه".

تابع: "المغتربون أحرار في تصويتهم وخيارهم السياسي، لذلك نحن في حاجة إلى أن يعبّروا عن رأيهم، لأنّهم ليسوا خاضعين للابتزاز ولا للخدمات والترهيب والفساد ولكل ممارسات السلطة السياسية في الانتخابات، نحن في حاجة إلى هذا الصوت الحر لتغيير المعادلة في لبنان، لا حصر الأحرار في عدد قليل من المقاعد، نريد من أحرار الخارج دعم أحرار الداخل لتكون لدى اللبنانيين القدرة على النهوض وأن تكون لهم الكلمة الأقوى في الانتخابات".

وأوضح أنّ "حزب الكتائب تقدم باقتراح إلغاء المقاعد المخصصة للمغتربين في الخارج والسماح لهم بالتصويت للـ128 نائبًا لتغيير المعادلة في كل منطقة من لبنان وكل قضاء".&

وتمنّى "على كلّ الزملاء المساعدة لإقرار القانون"، ودعا "المغتربين والمنظمات الاغترابية إلى التعبير عن رأيها في هذا الاتجاه"، وقال: "إحدى أكبر المنظمات التي تعنى بلبنانيي الاغتراب مهتمة بهذا الاقتراح وترفض حصر التصويت بـ6 مقاعد، لذلك أتمنى تحرك المغتربين في اتجاه السفارات اللبنانية للمطالبة بحقهم في التصويت للـ128 نائبًا ورفض اختصارهم بـ6 مقاعد مخصصة للاغتراب".&

أزمة ثقة
في هذا الصدد يؤكد النائب السابق نعمة الله أبي نصر في حديثه لـ"إيلاف" أنه في الأساس كانت هناك أزمة ثقة في السابق، قبل الإنتخابات النيابية الأخيرة، بين اللبنانيين المغتربين ووزارة الداخلية اللبنانية بالنسبة إلى الإقتراع، لأنه في المرات السابقة للانتخابات الأخيرة، سجّل بعض المغتربين، ولم تحصل الانتخابات من قبلهم، والإقبال سابقًا كان خجولًا وضعيفًا جدًا، لأنه كان يُخشى من عدم إشراك المغتربين في الانتخابات اقتراعًا وترشيحًا.

أهمية اقتراع المغترب
عن مدى اهمية إقتراع المغترب اللبناني في الانتخابات النيابية المقبلة، يشير أبي نصر إلى أن الأمر يبقى ضروريًا، وتأخرنا كثيرًا في لبنان في إقرار القانون الذي يجيز للمغترب الترشح والإقتراع، وتم إهمال الموضوع لفترة طويلة، لأن الإغتراب يبقى جزءًا لا يتجزأ من الوطن لبنان، ولا ذنب للمواطن اللبناني المغترب أن يحرم من حقه في الترشح والإقتراع، وكل ذلك ربما لأسباب أمنية أو لسبب ضيق العيش هاجر اللبناني الى دول الخليج وإلى أوروبا وأميركا واستراليا، والإغتراب بدأ في الأساس عام 1924، مع هجرة ثلث الشعب اللبناني بسبب أزمة الحصار على لبنان وجبل لبنان من السلطات التركية، وبقي أحفاد الثلث الذي صمد وبقي في أرضه، ويبقى ممنوع علينا أن نهمل حقوق الاغتراب والمغتربين في لبنان.

وللمغترب حق الإقتراع والترشح والتمثل في المجلس النيابي اللبناني، أسوة بكل الدول التي أبناؤها منتشرون في أصقاع العالم.
ويضيف أبي نصر كما للمغترب الحق في إستعادة الجنسية اللبنانية التي فقدها مع الزمن بسبب إهمال غير متعمد من قبله أو من قبل أهله، أو من خلال إهمال متعمد من قبل الحكومة اللبنانية، ونعرف أن لبنان منذ الاستقلال أهمل الإغتراب، بسبب مؤتمر لوزان حينها.

تعزيز&
عن العمل أكثر من أجل حث المغتربين اللبنانيين على الإقتراع أكثر في الانتخابات النيابية المقبلة يؤكد أبي نصر أن الأمر يعود الى المغترب، وعليه أن يتعلق ببلده اكثر، من هنا علينا كدولة لبنانية أن نشجعه أكثر على الأمر، ونجعله يعتاد على تراثه وجذوره وهي مسؤولية السلك الدبلوماسي، من خلال المؤتمرات وغيرها، وأيضًا تبقى مهمة رجال الدين في حث المغتربين على ممارسة حقوقهم وواجباتهم السياسية تجاه وطنهم الأم.

وردًا على سؤال هل نأمل أن يصبح لبنان كسائر الدول الأخرى التي يقترع مغتربوها بكثره في الانتخابات؟ يجيب أبي نصر أن الأمل كبير في تحقيق ذلك أسوة بفرنسا وحتى سوريا ومصر والسعودية.
&