نصر المجالي: رحّب منتدى الفكر العربي ومقره العاصمة الأردنية عمّان بالتفاهمات التي أنجزتها محادثات السلام اليمنية في السويد، من اجل انهاء حرب ضارية دخلت عامها الرابع ونجمت عنها خسائر جسيمة للجميع، ومأساة إنسانية كبيرة ذات كلفة بشرية وبيئية عالية.

وجاء بيان للمنتدى الذي يرعاه الأمير الحسن بن طلال وتلقت "إيلاف" نسخة منه، في ضوء إعلان الأمم المتحدة عن انتهاء محادثات السويد التي جرت خلال الشهر الحالي بين طرفي النزاع في اليمن بالتوصل إلى تفاهمات حول الحديدة وتعز، ووقف إطلاق النار، وفتح الممرات الإنسانية وتبادل الأسرى وإطلاق المحتجزين.

وثمّن المنتدى جهود الأمم المتحدة التي رعت المحادثات خلال الفترة الماضية، وكذلك جهود جميع الأطراف العربية والدولية في التوصل إلى هذه التفاهمات، وتيسير وصول المساعدات الإنسانية الإغاثية للشعب اليمني الشقيق وإنهاء معاناته المؤلمة.

استمرار الحوار

وأكد منتدى الفكر العربي في هذا الصدد ضرورة استمرار الحوار بين طرفي النزاع في اليمن بشكلٍ رئيس، والاستمرار في تعزيزه على الأرض وتوفير الأسباب كافة لتحقيق المزيد من النجاحات في معالجة جميع المسائل المتعلقة بإنهاء الحرب الأهلية اليمنية إنهاءً تاماً، ولا سيما آثار الأزمة الإنسانية الحادة ونتائجها، وإعداد الخطط اللازمة لإعادة الإعمار بمنهجية واضحة، وإحلال التفاهم لحل الخلافات محل الصدامات المسلحة؛ حفاظاً على وحدة اليمن وأرواح أبناء شعبه وبناء دولته.

وقال إن 24 مليوناً من الأشخاص في اليمن أو ما نسبته 75% من السكان بحاجة الآن إلى مساعدات إنسانية عاجلة، فيما تخطط الأمم المتحدة لتلبية احتياجات 15 مليون شخص. كما أن ملاييناً هناك يتعرضون لتهديد المجاعة.

ونوه المنتدى إلى أنه دفع منذ بدايات الأزمة نحو العمل على فهم وشرح الوضع في اليمن، وعمل على جلب مختلف الأطراف لرسم خريطة الطريق لما بعد انتهاء الصراع، وانتهج دوماً الدعوة إلى إيلاء الأولوية والاهتمام بالحل الإنساني واستعادة الكرامة والتمسك بالعدالة.

وجدد منتدى الفكر العربي ما سبق أن دعا إليه رئيسه الأمير الحسن بن طلال في بداية الأزمة اليمنية وما قبلها من الالتزام بعقد اجتماعي عربي جديد، وحالة بناء جديد، ومدرسة فكرية تعظم المشترك وتنهي الانقسام، وتتجاوز التصنيفات الراهنة والثنائيات المتضادة في الممارسات الواقعية، وبالتالي الحيلولة دون انهيار الدول وتشريد المزيد من الناس وقتل الأبرياء وتدمير الممتلكات. كما يدعو المجتمع الدولي إلى توجيه المساعدات الإنسانية وتكثيفها لإنقاذ اليمن من الآثار التي تركها الصراع.

دور المنتدى

وأكد منتدى الفكر العربي أنه وعلى هذه الأسس، فإنه بما يمثله من النخب الثقافية والفكرية المؤمنة بوحدة الهدف والعمل والمصير والتضامن الإنساني بين صفوف أمّتنا، وبما يعتمده من بلورة النظرة العلمية والوعي المسؤول بدور الفكر، سيستمر من موقعه هذا في تقديم ما لديه من تراكم معرفي حول الشأن اليمني، لكي يتم التوصل إلى المزيد من التفاهم عبر عقد المنتديات وورش العمل، وبما يسمح لجميع المعنيين بمصلحة اليمن للتشارك في رسم سياسة منهجية واضحة تدعم إنهاء الصراع بشكل نهائي، والوصول إلى الاستقرار السياسي والأمن الإنساني، وتحريك عجلة التنمية من جديد، وذلك اعتماداً على كون المنتدى بيت خبرة عربي يعمل منذ 37 عاماً وفق رسالته القائمة على أهداف الوحدة والتقدم، وتشكيل مظلة فكرية وجسر بين المفكرين وصانعي القرار من خلال دعم الحوارات العربية – العربية الهادفة للتفاهم والوئام ونماء الخيرية، كما شأنه دوماً في المساهمة بتقديم الدراسات والحلول المناسبة للقضايا المصيرية ورعايتها ضمن البيت العربي وفي حضن الأمّة الواحدة.