مراكش: "هل يمكن لحلف الـ( ناتو) أن ينجو من تغيّرات النظام الجيو - سياسي؟" و"هل أصبحت الأزمة المقبلة&قريبة، بعد مرور 10 سنوات على الأزمة المالية العالمية؟"، ثم ماذا عن "أبعاد البحر المتوسط وشمال أفريقيا في الديناميات الأطلسية"، وكيف مكن الحديث عن "تفكيك النظام العالمي الأميركي"، وأي عقد اجتماعي في العصر الرقمي؟

كانت هذه أسئلة ومضامين عناوين واصل بها مؤتمر "حوارات أطلسية" أشغاله، في دورته التاسعة، التي تلتئم بمراكش، في موضوع "ديناميات أطلسية: تجاوز نقاط القطيعة".

حلف شمال الأطلسي

بقدر ما أكد المشاركون في جلسة "هل يمكن لحلف ال (ناتو ) أن ينجو من تغيّرات النظام الجيو - سياسي؟" فانهم دعوا إلى إدخال إصلاحات عليه.

وقالت ميشيل ندياي ، مديرة برنامج السلام من أجل الأمن في أفريقيا التابع لمعهد دراسات السلام والأمن: "من الواضح أن الـ (ناتو ) لا تزال لديه شرعية. ولكن سيكون من الضروري التكيُّف مع السياق الجديد".

في غضون ذلك، قال أحمدو ولد عبد الله، الممثل السابق للأمين العام للأمم المتحدة ووزير الخارجية الموريتاني الاسبق، رأى أن لدى الـ (ناتو ) "مهمة تعزيز الحرية والديمقراطية". فيما رأى جواو فالي ألميدا ، السفير ورئيس بعثة الاتحاد الأوروبي لدى الأمم المتحدة أن "على ال (ناتو) أن يتجدد ، وأن يتكيف مع الظروف والتحولات الجارية".

وبقدر ما اتفق بيتر فام المبعوث الخاص للولايات المتحدة، على حاجة الـ( ناتو) للتكيف مع التطورات الأمنية والبيئة السياسية، شدد على أن الناخبين الأميركيين "يطرحون أسئلة حول النفقات المخصصة لهذا التحالف"، قبل أن يشدد على الحاجة إلى "شرعية شعبية لضمان إدامة التحالف".

أبعاد المتوسط

تحدث عمرو موسى الأمين العام السابق للجامعة العربية، في جلسة نقاش حول "أبعاد البحر المتوسط &وشمال أفريقيا في الديناميات الأطلسية"، عن "رياح حرب باردة تهب في أفريقيا"؛ ليتساءل عن الكيفية التي يمكن بها "إيقاف الصين عن خطواتها الواسعة في أفريقيا"، قبل أن يطلق تحذيراً بصدد وضع أفريقيا على مستوى "الحرب الباردة المقبلة"، لافتاً إلى أن "شيئاً خطيراً يقترب، قد يورط أفريقيا"، بشكل يدعو للقلق.

من جهته ، قارن ميغيل أنجيل موراتينوس وزير خارجية اسبانيا الاسبق بين وضعيتي البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، بين الأمس واليوم، ليقول: "كان الحوض المتوسطي مركزاً للعالم، واليوم صار الحوض الأطلسي، مع الولايات المتحدة، قادراً على التحكم في الجغرافيا السياسية للحوض المتوسطي".

وتحدث موراتينوس ايضا عن ظاهرة الهجرة، منتهياً إلى عبثية "إقامة أسوار وتسيير دوريات الحراسة"، إذ، في نهاية المطاف، سيتواصل مد المهاجرين، بسبب النقص في الفرص والتنمية.

بعد إنساني

في جلسة "البعد الإنساني للهجرة"، حضرت المقارنات والمفارقات والمراجعات النقدية. ماريا تيريزا فيرنانديز دي لا فيكا، رئيسة مؤسسة النساء من أجل أفريقيا، مثلا، قالت إن السبب الرئيسي للهجرة هو غياب العدالة في العالم، مشددة على أن اختلالات النسب، على الصعيد العالمي، بين السكان ومن يملك الثروات لا يمكن إلا أن تفرز ظاهرة الهجرة، التي يبدو أن التحكم فيها صار صعباً.

وبقدر ما رأت مونية بوستة كاتبة الدولة ( وزيرة دولة) &لدى وزير الخارجية في المغرب أن "الهجرة أمر طبيعي"، وأنها "ليست مشكلة في حد ذاتها"، دعت إلى "مقاربة شمولية" في التعاطي معها، مشددة على أن المقاربة الأمنية ليس بإمكانها أن تقدم حلاً، منتهية إلى ربط الأسباب الحقيقية للهجرة بقضايا التنمية والحكامة.

أما عبدولاي كوليبالي ، رئيس مؤسسة منتدى باماكو (مالي)، الذي رأى أن ظاهرة الهجرة هي في العمق مشكلة حكامة، مشيرا الى أن المزيد من وضع الحواجز في طريق المهاجرين لن يحل الإشكال، بقدر ما سيشجع شبكات الاتجار بالبشر؛ الشيء الذي يؤكد، كما قالت دي لا فيكا، ضرورة انخراط أوروبا في تعاون إنساني يمكن من ضمان العدل والكرامة.

تفكيك النظام

في جلسة "تفكيك النظام العالمي الأميركي"، كان طبيعياً أن يحضر طيف الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في مداخلات المشاركين، الذين تحدثوا عن إمكانية إعادة تشكيل النظام العالمي الأميركي على ضوء المنافسة الصينية - الأميركية.

بالنسبة لروبن بريغي ، الباحث في جامعة واشنطن ،والسفير السابق للولايات المتحدة لدى الاتحاد الأفريقي، فـإن القلق لا يتمثل في صعود الصين وإنما في التخلي عن القيم الأساسية التي حكمت ممارسة السياسة الخارجية للولايات المتحدة.

أما جون ساورز ،الرئيس السابق للمخابرات البريطانية، فقد وسع من زاوية رؤيته للمشهد العالمي، حيث قال إن أصحاب السترات الصفراء في شوارع باريس ، ومن صوتوا لترمب، هم ذاتهم الأشخاص الذين يدعمون الـ" بريكسيت". وزاد موضحاً: "هم أشخاص يشعرون بأن العولمة تهدد مصدر رزقهم، في زمن صاروا يتواصلون فيه من خلال وسائل التواصل الاجتماعي".

عصر رقمي

التطور التكنولوجي &كان سببا رئيسياً في كسر الثقة بين الشعوب وأصحاب القرار، وإن بشكل جزئي: لعلها أبرز خلاصة يمكن التقاطها من خلاصات جلسة "العصر الرقمي والعقد الاجتماعي الحديث"، التي شددت على أن الوصول إلى الانترنت صار حقاً وليس امتيازاً، بالنسبة لشعوب البلدان النامية، التي وجدت في شبكات التواصل الاجتماعي نافذة للتعبير عن الآراء والمواقف.

أزمة قريبة؟

ركز المتدخلون حديثهم في جلسة "بعد مرور 10 سنوات على الأزمة المالية العالمية: هل أصبحت الأزمة المقبلة قريبة؟" على المخاوف التي يمكن أن تتولد عن علاقة الولايات المتحدة بالصين.

وفيما ربطت آراء بين الوضع في الولايات المتحدة و"الأزمة المقبلة "، أشارت أخرى إلى وجوب الانتباه إلى ما يجري على مستوى الصين، ومدى تأثير ذلك على "الأزمة المالية العالمية" المرتقبة.&

هوبير فيدرين وزير خارجية فرنسا الاسبق&
&