إيلاف من نيويورك: لم يجد الرئيس الأميركي، دونالد ترمب سوى مايك مولفاني، مدير الميزانية في البيت الأبيض لشغل أحد ارفع المناصب في البيت الأبيض بعد اعلان رحيل جون كيلي نهاية العام الحالي.

مولفاني الذي عينه ترمب في منصب كبير موظفي البيت الأبيض بالوكالة، اصبح الملاذ الأخير لرئيسه المفجوع برفض نيك آيرز، رئيس اركان موظفي نائب الرئيس مايك بينس، تولي المركز المرموق بالاصالة رغم الآمال التي كانت معقودة عليه لخلافة جنرال المارينز.

فشل المهمة

ووصل الرئيس الأميركي الى حائط مسدود في رحلة البحث عن قائد جديد للجناح الغربي في البيت الأبيض، وبعد استبعاد تعيين النائب مارك ميدوز بحجة ان ترمب يعول على وجوده كحليف موثوق في الكونغرس، أوحى تعيين مولفاني كمسؤول بالوكالة وكأن ترمب عاجز عن العثور على بديل لكيلي رغم تصريحاته المتكررة عن وجود رغبة لدى كثيرين بتولي المنصب الرفيع في العاصمة الأميركية.

مايك مولفاني حاضر

وكان لافتا ما دونه النائب عن الدائرة الثالثة في ولاية ميتشيغان، الجمهوري جاستن عماش على حسابه على تويتر والتلميح بشكل غير مباشر الى صعوبة مهمة ترمب في العثور على بدائل. عماش أعاد مشاركة تغريدة الرئيس ترمب عن نيته تعيين وزير جديد للداخلية في الأسبوع القادم خلفا لريان زينكي، وعلق عليها قائلا، "سيكون مايك مولفاني".

الفرار الكبير

ورغم إعلانه عن امتلاكه للائحة طويلة من الأسماء الراغبة بوظيفة جون كيلي، إلا ان تسلسل الاحداث في الأسبوع الحالي أوحى وكأن ترمب وقع ضحية يوم الفرار الكبير لجميع المرشحين -باستثناء صهره جاريد كوشنر- الذين تمنعوا عن قبول المنصب، وحتى كريس كريستي حاكم نيوجرسي السابق، وأحد ابرز الساعين خلف وظيفة مرموقة في الإدارة قبل استلام ترمب مهامه رسميا، اعتذر بلباقة، رغم انه كان مرشحا فوق العادة للسقوط في فحص جاريد كوشنر وايفانكا ترمب.

مبدأ ترمب ينكسر

وتزامنا مع هذه الظاهرة الغريبة في الإدارة الحالية، يمكن القول إن مايك مولفاني كسر مبدأ ترمب القائم على الولاء الأعمى مقابل المناصب، فنائب ساوث كارولينا السابق، كان من أشد منتقدي المرشح الجمهوري ابان الحملة الانتخابية، ووصفه بالإنسان السيئ،&مبررا&دعمه له بالانتخابات الرئاسية "بوجود منافس ديمقراطي كهيلاري كلينتون على الطرف الآخر".

ومع انتشار فضيحة شريط هوليوود المسرب الذي ظهر خلاله ترمب يتحدث بشكل غير لائق عن طرق التعاطي مع السيدات، اعتبر مولفاني ان المرشح الجمهوري ليس شخصا جيدا، وكتب يقول على حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، "ما قاله في التسجيل الصوتي مثير للاشمئزاز ولا يمكن الدفاع عنه".

مناصب لا مبادئ

لكن "الانسان السيئ" تحول الى منقذ للبلاد وفق مولفاني الذي اعلن مرارا رغبته بتولي منصب كبير موظفي البيت الأبيض، وقالت ميغان بوريس، المتحدثة باسم مكتب الميزانية، ردا على نشر وسائل الاعلام تصريحات سابقة لمديرها، "هذه اخبار قديمة"، وأضافت "حصلت هذه التعليقات عام 2016 ، عندما كان عضوًا في الكونغرس ولم يقابل الرئيس بعد، وفي ذلك الوقت واصل مولفاني دعم ترمب طوال الانتخابات، ولم يتراجع &عن دعمه له أثناء خدمته داخل الإدارة. إنه يحب الرئيس ويحترمه، ويحب العمل معه ، والاهم من ذلك، يؤمن مولفاني بطريقة عمل الرئيس ودفاعه عن بلدنا العظيم".


&