نصر المجالي: في الوقت الذي يتابع فيه المراقبون عودة العلاقات الخليجية شيئا فشيئا إلى عافيتها، احتجت الكويت لدى دمشق على قائمة تمويل إرهاب وضعتها وتشمل أسماء مرموقة ومعروفة بحربها الدائمة على الإرهاب، وخصوصا نائب وزير الخارجية خالد الجارالله الذي يمثل الوجه الدبلوماسي الكويتي في العالم.&

واستدعت وزارة الخارجية الكويتية القائم بأعمال السفارة السورية غسان عنجريني أمس الأحد، وأبلغته احتجاجاً على قائمة تمويل الإرهاب التي وضعتها حكومة بلاده، وتضمّنت أسماء شخصيات كويتية، منهم نواب سابقون ووزير ودعاة.

ونقلت صحيفة (القبس) عن مصادر كويتية مسؤولة قولها إن هناك محاولات لتخريب العلاقات السورية ــ الخليجية بشكل عام والعلاقات الكويتية ــ السورية بشكلٍ خاص.

وأشارت الى أن وجود اسم نائب وزير الخارجية خالد الجارالله ضمن القائمة عار من الصحة، لكن هناك بعض الاسماء موجودة بالفعل بها، لافتةً الى ان السفارة السورية ستصدر بياناً، توضح فيه ملابسات هذه القائمة واسبابها.

واستهجنت أوساط سياسية في البلاد الزجّ باسم نائب وزير الخارجية في قائمة تمويل الارهاب السورية. ولفتت هذه الاوساط الى أن استهداف الجار الله يعد استهدافاً وإساءة الى الكويت وسياستها المتوازنة الرامية الى نزع فتيل الأزمات في المنطقة.

وأكدت ان الجار الله شخصية متفق على تميّزها بالحنكة والدبلوماسية، اتساقاً مع ملامح السياسة الدبلوماسية التي رسمها الشيخ صباح الأحمد على مدى سنوات طويلة.

سجل حافل

وذكرت أن الجار الله له سجل حافل في محاربة الارهاب وتجفيف منابعه، ومد يد العون لكل دولة تحتاج إلى المساعدات الانسانية، اضافة الى مشاركته في كثير من المؤتمرات الداعمة للشعوب والدول ومنها سوريا.

وقالت الأوساط إن الجار الله يمثّل الكويت، صاحبة الإنجازات الإنسانية، وقدّمت المعونات لجميع البلدان التي كانت تعاني من الحروب، اضافة الى دعم الاستقرار في سوريا، مشيرة الى مؤتمرات المانحين التي استضافتها البلاد.

وأعربت الاوساط عن استغرابها ان يتم استهداف الجار الله، وهو يمثل الدبلوماسية الكويتية التي يشهد لها الجميع في الداخل والخارج، سواء على المستوى الدولي، او في مجلس الامن، ويحظى أداؤه ومساهماته بإشادة كبيرة.&

ويأتي هذا التطور، بعد أيام من تأكيد صحيفة (القبس) الكويتية، نقلا عن مصادر سورية لم تسمها، قولها إن "فتح سفارة الكويت في دمشق قد يكون قريبا، وأضافت المصادر للصحيفة إن "فتح سفارة الكويت بات وشيكا".

غير أنها نقلت عن مصادر كويتية أن سفارة سوريا لم تتوقف يوما عن ممارسة أعمالها في الكويت، وأن عودة سفارة الكويت للعمل في دمشق تنتظر قرارا من الجامعة العربية.

نواب ووزراء&

يشار إلى أن موقع "السياسية" الكويتي، قال إن "30 كويتيا يوجدون على قائمة الإرهاب السورية، مشيرة إلى أنها ضمت الجار الله ونائبين حاليين (محمد هايف ونايف المرداس) و8 نواب سابقين ووزيرا سابقا (وزير الأوقاف والعدل السابق نايف العجمي) ودعاة وسفراء.

وكانت صحيفة (الأخبار) اللبنانية، قد ذكرت أن سوريا وضعت 615 شخصا و105 كيانات على "قائمة محلية" أصدرتها مؤخرا "هيئة مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب"، استنادا الى قراري مجلس الأمن 1267 و1373.

ووفق القائمة المذكورة التي أوردتها الصحيفة يوم السبت الماضي، فإن الأشخاص الواردة أسماؤهم ينتمون إلى نحو 30 جنسية عربية وأجنبية، في حين توزعت مقار عمل الكيانات، والتي هي عبارة عن جمعيات ومنظمات ومؤسسات ووكالات، على أكثر من 12 دولة عربية وأجنبية.
&