«إيلاف» من دبي: عين الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، البريطاني مارتن غريفيث مبعوثًا خاصًا له إلى اليمن، خلفًا لإسماعيل ولد الشيخ أحمد. 
في بيان منسوب للمتحدث باسم غوتيريس، أعرب عن امتنانه لولد الشيخ أحمد لالتزامه وخدمته المتفانية، مشيرًا إلى أن غريفيث يتمتع خبرة واسعة في حل النزاعات والتفاوض والوساطة والشؤون الإنسانية، إذ شغل مناصب عديدة، منها المدير التنفيذي للمعهد الأوروبي للسلام، ومستشار لثلاثة مبعوثين خاصين إلى سورية بينهم كوفي أنان، ونائب رئيس بعثة الأمم المتحدة للمراقبة في سورية.
بحسب التقارير، كان من أبرز المرشحين لنيل هذا المنصب وزير الخارجية الأردني السابق ناصر جودة، ووزير الخارجية التونسي السابق منجي حامدي، وسفيرة السويد السابقة لدى تركيا ولبنان، والسفير الحالي لألمانيا بالأمم المتحدة، ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون حفظ السلام في عهد كوفي عنان وبان كي مون الفرنسي جين مريغوا، وكان الأوفر حظًا حتى إعلان تعيين غريفيث. 

مناصب أممية
ولد غريفيث في عام 1951، وعمل طويلًا في السلك الدبلوماسي البريطاني وفي منظمات إنسانية دولية مختلفة، بينها منظمتي "يونيسف" و"إنقاذ الطفولة". في عام 1994، صار مديرًا لإدارة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة بجنيف، ثم رقي إلى منصب نائب منسق الأمم المتحدة للإغاثة في حالات الطوارئ في نيويورك في عام 1998. إلى ذلك، كان منسقًا إقليميًا للشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة في منطقة البحيرات الكبرى، ثم تولى المنصب نفسه في البلقان، وكان برتبة أمين عام مساعد لمنظمة الأمم المتحدة.
من مآثره مساهمته الفاعلية في إرساء أسس السلام في بلدان آسيوية وأفريقية عدة، وهو أول من تبوأ منصب مدير تنفيذي للمعهد الأوروبي للسلام بين عامي 1999 و2010. وهو مؤسس مركز الحوار الإنساني في جنيف، ساعيًا إلى تطوير حوار سياسي بناء بين حكومات آسيوية وأفريقية وأوروبية ومعارضيها. 
يعتبر غريفيث أحد مؤسسي "إنتر ميديات" الخيرية التي مقرها في لندن، وتعمل في مجالات حل النزاعات والتفاوض والوساطة، وهذا أشاع سمعته العالمية بصفته وسيطًا نزيهًا في عدد من القضايا السياسية المختلفة. وله كتاب بعنوان "المفاهيم الاساسية في العلاقات الدولية"، صادر عن مركز الخليج للأبحاث.

الثالث إلى اليمن
في منتصف أبريل 2014، ذاعت شهرته في العالم العربي بعيد تعيينه رئيسًا لمكتب الأمم المتحدة فى دمشق، وممثلًا للوسيط الأممي لحل ألأزمة السورية الأخضر الإبراهيمي، وأدى دورًا دبلوماسيًا كبيرًا في انتقال حقيبة الوساطة من الإبراهيمي إلى خلفه ستيفان دى ميستورا. وثمة من يعده أحد أخبر المسؤولين الأمميين بالشؤون العربية.
شهرته العربية هذه جعلته محط أنظار الجامعات ومراكز الفكر في العالم العربي، التي دعته مرارًا إلى المحاضرة في السلام الشرق أوسطي. أبرز محاضراته ألقاها في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية في نوفمبر 2017.
في 13 فبراير الجاري، أبلغ غوتيريس مجلس الأمن الدولي بقراره تعيين غريفيث مبعوثًا أمميًا خاصًا إلى اليمن، ليكون الثالث بعد المغربي جمال بن عمر الذي أدى هذه المهمة بين عامي 2011 و2015، والموريتاني إسماعيل ولد الشيخ الذي تولى هذه المهمة منذ عام 2015. وافق المجلس على قرار التعيين في 15 فبراير.
سبق لغريفيث أن زار اليمن، والتقى بقيادات المتمردين الحوثيين وبالراحل علي عبد الله الصالح، كما زار الرياض حيث التقى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
قالت تقارير إن غريفيث سيعمل في اليمن منطلقًا من قناعته أن الحرب اليمنية مختلفة عن الحرب السورية. فبينما كانت بارقة الأمل بحل سياسي موجودة دائمًا في سورية، تتراجع الآمال بأي حل سياسي في اليمن يومصا بعد يوم، حيث الأزمة الاستثنائية في بعدها الإنساني.