ثلاث ملاحظات أدلى بها الأمير محمد بن سلمان أمام فريد كامب في حفل عشاء رسمي بواشنطن، تجمل الواقع الأميركي اليوم بعد تعيين الصقور مناهضي الاتفاق النووي الإيراني في البيت الأبيض.


إيلاف من واشنطن: في حفل عشاء رسمي أقيم تكريمًا لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في أثناء زيارته إلى العاصمة الأميركية واشنطن، كان الموجودون قد أزعجهم خبر إقالة البيت ألأبيض الجنرال هربرت ماكماستر، مستشار الأمن القومي السابق، الذي جلس في الصف الأمامي على الطاولة الرئيسية، هادئًا ومتفاجئًا في زيه العسكري الكامل. عندما لفت حاكم ولاية فلوريدا السابق جيب بوش انتباه الجميع إلى حضوره، لقي من الجمهور حفاوة تلقائية.

حكومة حرب

يقول فريد كامب، رئيس المجلس الأطلنطي، إن الضيف السعودي البارز أدلى أمامه بثلاثة تعليقات متعلقة بالحدث، تستحق التسجيل. الأولى، هذه الحفاوة التي استقبل بها الأميركيون الجنرال ماكماستر تمثل أميركا في أفضل حالها، وهي تحية لشخص كرس معظم حياته لخدمة بلده، وكانت تضحيته الأخيرة في ساحة معركة غير متوقعة، ربما فقد فيها نجمته الرابعة، لكنه لم يفقد سمعته.

في ملاحظته الثانية، قال الأمير محمد بن سلمان إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب شكّل "حكومة حرب"، وكان يعني أن الضباط مصممون اليوم على شن هجوم أكثر قوة وإصرارًا على إيران، بالانسحاب من الاتفاق النووي الحالي في مايو. 

جانب من حفل الشراكة السعودية الأميركية في واشنطن

وأضاف أن وزير الخارجية المعين مايك بومبيو، وجون بولتون الذي صار مستشارًا للأمن القومي، متفقان جدًا مع ترمب على أن الصفقة النووية الإيرانية سيئة ينبغي التراجع عنها، مشيرًا إلى أن وزير الدفاع جيمس ماتيس جزء من الإجماع الذي يرى في إيران تهديدًا يستخف به الجميع.

الخطر الروسي

ثالثًا وأخيرًا، على الرغم من ترحيب الأمير محمد بسياسة أكثر صرامةً في وجه إيران، تحدثنا عن الحدث الجيوسياسي الأهم في الأسبوع الماضي، وهو إعادة انتخاب فلاديمير بوتين رئيسًا لروسيا، والذي سيتحول إلى "رئيس مدى الحياة".

بالنسبة إلى الأمير محمد بن سلمان، لا يكمن الخطر الروسي في أن موسكو تستعرض قوتها بطرائق عدة خطرة، لكن أكثر من ذلك يشكك حلفاء أميركا بشكل متزايد في مسار بلد كان أنموذجًا للعالم. فهؤلاء الحلفاء يشككون في قدرة قيادة بلد يبدو أن زعيمه وإدارته يفتقران إلى استراتيجية عالمية متماسكة ومحفزة.

يضيف كامب: "ربما ألف ترمب بالفعل "حكومة حرب"، لكن ما يتبقى لنا أن نراه هو الحرب التي صُممت هذه الحكومة لخوضها، وما هي فرص النصر الممكن وفي أي حرب، وما ستكون العواقب بالنسبة إلى الولايات المتحدة والعالم".