«إيلاف» من القاهرة: بعد الكشف عن تسببها في انتحار خالد نجل السياسي والبرلماني السابق حمدي الفخراني، أثارت لعبة الحوت الأزرق الرعب في مصر، وأصبحت الشغل الشاغل للرأي العام، ما دفع النائب في البرلمان شريف الورداني أمين سر لجنة حقوق الإنسان، إلى التقدم بطلب إحاطة عاجل إلى الحكومة لحظر اللعبة في مصر.

وقدم النائب الطلب العاجل من خلال مجلس النواب، موجهًا إلى المهندس ياسر القاضي وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، حول انتشار تطبيقات الألعاب الإلكترونية الخطيرة في الآونة الأخيرة.

وقال الورداني، في طلب الإحاطة الذي حصلت "إيلاف" نسخة منه، إنه انتشرت في الفترة الأخيرة العديد من تطبيقات الألعاب، التي تخترق بيانات المستخدمين لها، ومن ثم تقوم بابتزازهم وتحريضهم على إيذاء أنفسهم والآخرين، مشيرًا إلى وقوع العديد من حالات الانتحار والإيذاء البدني بين فئة المراهقين والشباب.

وطالب أمين سر لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان، وزير الاتصالات بضرورة وجود رقابة على هذه التطبيقات، وعدم السماح باستخدامها في مصر، لافتًا إلى أن التكنولوجيا هدفها خدمة الإنسان وليس إيذاءه، كما أنه لابد من تدخل الحكومة لحظر استخدامها في مصر.

وأكد الورداني، على ضرورة نشر التوعية على مستوى الأسرة والمدرسة، وتحذير الطلاب من مدى خطورة استخدام هذه التطبيقات التي قد تنهى حياة مستخدميها، مشيرا إلى أهمية أن يتضمن قانون مكافحة الجريمة الإلكترونية هذه التطبيقات وحظر استخدامها نظرا لما تسببه من جرائم.

وقال الخبير في التطبيقات وتكنولوجيا المعلومات، المهندس حسام محمود، إن اللعبة تستهدف فئة المراهقين تحديدًا، لأنهم الأكثر تشوقًا لمعرفة كل ما هو جديد والتمرد على التقاليد، فضلًا على الحماسة لإثبات القوة والقدرة على خوض الصعاب، من أجل إثبات الذات.

وأضاف لـ"إيلاف" أن اللعبة تعتمد بالأساس على وضع اللاعب في مواقف صعبة تتدرج في صعوبتها إلى أن تصل إلى وضع نفسه في موقف شديدة الصعوبة، بحيث لن يكون قادرًا على الإفلات منه ذاتيًا بدون مساعدة من الآخرين.

وأوضح أن اللعبة تعتمد على ظاهرة الانتحار الجماعي للحيتان الزرقاء، التي تسبح فرادي أو جماعات إلى الشاطيء، وتغرس في الرمال وتجد نفسها عالقة، ولا تستطيع العودة إلى المياه، وتموت.

وذكر أن المراهق عند التسجيل في اللعبة يطلب منه نقش الرمز "F57"، أو رسم الحوت الأزرق على الذراع بسكين أو أداة حادة، بحيث تسيل الدماء من ذراعه، وهو تحدى كبير، لإثبات الجدية والقدرة على خوض باقي التحديات.

وأفاد بأن اللاعب يرسل صورة ذراعه المجروحة والمرسوم عليها صورة الحوت الأزرق إلى المسؤول للتأكد من أنه قبل التحدي الأول ونفذه، ثم تبدأ سلسلة المهام أو التحديات الأخرى، وتتنوع بين الجيد والسيئ والمباح والخطر، مثل مشاهدة أفلام الرعب والصعود إلى سطح المنزل والسير على الحافة، أو الجلوس أو السير على أسوار الكباري والجسور بهدف الحصول على الشجاعة والتغلب على مشاعر الخوف.

وأشار إلى أن المطلب الأخير هو اعداد مشنقة وتعليقها في مكان ما في غرفة منزله بسرية تامة، والإقدام على محاولة الانتحار، لاختبار ما إذا كان قادرًا على إنقاذ نفسه أم لا، منوهًا بأن الشاب يتعرض للموت، ويكون مصيره مثل مصير الحوت الأزرق الصغير، الذي لا يستطيع إنقاذ نفسه.

وأوضح أن لعبة الحوت الأزرق بدأت في روسيا عام 2013 مع "F57"، كواحدة مما يسمى "مجموعة الموت" من داخل الشبكة الاجتماعية فكونتاكتي، لمؤسسها فيليب بوديكين، وتسببت في أول واقعة انتحار فى عام 2015.

ولفت إلى أن اللعبة انتشرت على نطاق أوسع بين المراهقين في العام 2016، بعد أن جذبت الصحافة الانتباه إليها من خلال مقالة ربطت العديد من ضحايا الانتحار غير ذات صلة بالحوت الأزرق، مما خلق موجة من الذعر في روسيا، مشيرًا إلى أن السلطات الروسية ألقت القبض على "بوديكين" وأدين بـ"التحريض ودفع ما لا يقل عن 16 فتاة مراهقة للانتحار"، إلاَّ أن اللعبة ما زالت موجودة حتى الآن في أكثر من 50 بلدا.

وكانت لعبة "الحوت الأزرق" تسببت في انتحار خالد (18 سنة)، نجل حمدي الفخراني عضو مجلس الشعب المصري الأسبق.

وقالت شقيقة الشاب المصري المنتحر ياسمين الفخراني في تدوينة عبر صفحتها على موقع "فيسبوك"، إن وفاة شقيقها جاءت بسبب لعبة الحوت الأزرق. وقالت في تدوينة لها عبر صفحتها بموقع "فيسبوك": أخويا انتحر بسبب لعبة الحوت الأزرق blue whale".

يذكر أن نجل البرلماني السابق حمدي الفخراني، عثر عليه مشنوقًا في غرفته داخل منزل أسرته بمدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، وتم تحرير محضر بالواقعة وأخطرت النيابة العامة للتحقيق. ويعيش والده خارج مصر، بسبب اتهامه بإهانة القضاء، وصدور حكم بسجنه لمدة 3 سنوات، لم يستطع العودة لدفن الجثمان.