رفضت أعلى محكمة للاستئناف في البرازيل الطلب الذي تقدم به الرئيس السابق لويس اناسيو لولا دا سيلفا لأن يظل طليقا حتى يبت في استئنافه على حكم بسجنه في قضايا فساد.

وتفيد تقارير بأن لولا دا سيلفا لم يقرر بعد إذا ما كان سيمتثل لقرار المحكمة ويسلم نفسه للشرطة.

وكانت المحكمة العليا في البرازيل قالت إن لولا دا سيلفا سيدخل السجن خلال فترة الطعن في التهم الموجهة إليه ومنها الفساد.

ورفضت المحكمة طلب الرئيس السابق بالبقاء حرا خلال فترة البت في استئنافه وحددت له مهلة قصيرة تنتهي اليوم لتسليم نفسه لمقر الشرطة.

وكشف القاضي سيرجيو مورو الخميس عن أن زنزانة خاصة أعدت سلفا للرئيس السابق.

ويواجه لولا السجن لمدة 12 سنة بتهم فساد ورشاوي وكان يأمل بأن تسمح له المحكمة بالبقاء خارج السجن إلى حين نفاد كل فرص الطعن المتاحة أمامه.

ويزعم لولا أن هذا القرار سياسي وهدفه منعه من الترشح لفترة رئاسية ثالثة في الانتخابات التي ستجري في 7 تشرين الأول /أكتوبر المقبل.

تجميد ممتلكات للرئيس البرازيلي الأسبق لولا دا سيلفا

وتتوقع استطلاعات الرأي أن يفوز لولا بسهولة في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

وأصدرت المحكمة العليا في البرازيل قرارها يوم الخميس بتصويت 6 ضد 5 من لجنة المحلفين بعد جلسة ماراثونية.

وألقي القبض على العديد من السياسيين والمسؤولين التنفيذيين بشركة بتروبراس في إطار التحقيق الذي استغرق عامين.

وكان لولا رئيسا للبرازيل منذ عام 2003 حتى 2011، وكان يعتقد أنه قد يترشح في الانتخابات الرئاسية عام 2018، وقد يتعذر عليه خوض هذه الانتخابات إذا أدين جنائياً.

الرئيس الأكثر شعبية

ورغم الإدانة إلا أن لولا يتصدر حاليا سباق الانتخابات الرئاسية، نظرا لأنه كان يوما الرئيس الأكثر شعبية في البرازيل.

وحتى هذه اللحظة مازال بإمكانه استغلال ممتلكاته، لكن في حال رفض طلب الاستئناف الذي تقدم به فسيتم مصادرتها وبيعها وتسليم عائداتها إلى شركة النفط الحكومية بتروبراس، التي رفعت قضايا الفساد ضد الرئيس الأسبق.

كما أنه سيفقد الحصانة السياسية التي يتمتع بها ويدخل السجن ليقضى حكما صدر ضده لمدة تسع سنوات ونصف.

الحكم بسجن رئيس البرازيل السابق 9 سنوات في قضية "غسيل السيارة"

وبحسب أوراق القضية يمتلك الرئيس الأسبق ثلاث شقق، وقطعة أرض، وسيارتين وحسابين مصرفيين بهما ما يعادل 190 ألف دولار.

وحكم القاضي مورو بإلإدانة على الرئيس السابق بتهمة قبول رشى من شركة أواس الهندسية على شكل شقة على شاطئ البحر مقابل المساعدة في الفوز بالعقود مع شركة النفط الحكومية بتروبراس.

وهذه القضية هي الأولى من بين خمس قضايا مرفوعة ضده.

وخدم لولا 8 سنوات كرئيس حتى عام 2011، وقال إنه سيترشح مرة أخرى فى انتخابات العام المقبل عن حزب العمال اليسارى.

ويعد دا سيلفا، 72 عاما، أول رئيس للبرازيل من صفوف الطبقة العاملة الكادحة حيث بدأ حياته العملية ماسحا للأحذية، ويقول أنصاره إن سياساته لعبت دورا كبيرا في خفض نسبة الفقر في البلاد في بداية حكمه والذي استمر لفترتين رئاسيتين من 2003 إلى 2011.